دشن مجموعة من الشباب المصريين عاشقي آثار مصر الإسلامية وتاريخها، مبادرة تعد الأولى من نوعها تحمل اسم « سيرة القاهرة» لتنظيف الآثار الإسلامية التي تعرضت للإهمال أو وجود القمامة بها لفترة طويلة أثرت على شكلها الجمالي، وخلال هذه الفترة القصيرة التي لم تتجاوز شهر قام الفريق بجولتين ميدانيتين لتنظيف اثنين من الآثار الإسلامية المنسية في مصر. قبة الحصواتي كانت البداية بتنظيف (قبة الحصواتي) بمنطقة السيدة عائشة، في نهاية سبتمبر الماضي، ويقول زيزو عبده أحد المؤسسين والمشاركين بالمبادرة التطوعية ل «صدى البلد»: "تعرض الأثر للإهمال ووجود الكثير من الأتربة التي كادت تمحي معالمه مما دفعنا للمشاركة المجتمعية لنظافة الأثر من جديد". ويرجع تاريخ (قبة الحصواتي) إلى عام 1150 م، وهي من الآثار الفاطمية، وبحسب بعض المراجع فإنها كانت مدفن السيدة زينب الهاشمية بنت الشريف الهاشم، وتلقب القبة ب (المحراب البديع)، ويتابع زيزو، أن دور الفريق يقتصر على نظافة المكان من القمامة أو الأتربة، دون التدخل في الترميم الذي يحتاج إلى أصحاب هذا التخصص. حصل الفريق حينها على تصريح رسمي لتنظيف الأثر من آثار المنطقة، وشارك مجموعة من المهتمين بالتراث والآثار المنسية في القاهرة، وبعد نشر التجربة على مواقع التواصل الإجتماعي نالت ترحيبا واسعا وتشجيع من المتابعين الذين أرادوا الانضمام في الجولات التالية، خاصة بعد إشادتهم إلى عدد كبير من الآثار المهملة في القاهرة مثل الدرب الأحمر، القاهرة القديمة، المحجر والقلعة وغيرها. ويقول زيزو: "تواجد معنا منتدب من الوزارة للإشراف وقمنا بجمع القمامة في أكياس والوزارة ساهمت بنقلها". سبيل الأمير شيخو تكررت التجربة ولكن هذه المرة في سبيلالأمير شيخو الذي يقع في باب الوداع بمنطقة الحطابة في القلعة، حيث نظم الفريق الجلة اثانية من المبادرة بمشاركة الاعضاء المؤسسين ومتطوعين آخرين ومساعدة من الأهالي بالمنطقة، ويوضح زيزو أنه تم تنظيف سبيل الأمير شيخو العمري الناصري، الذي يرجع إنشاءه إلى عام 1354م، بعد ملاحظة نمو نباتات برية على الأبواب واختفاء ملامح الأثر تماما بسبب القمامة. شارك الفريق في تنظيفه بداية من شباك التسبيل، حتى البحث وعن الأرضية الأصلية الصخرية للسبيل، وإزالة التراب عن السبيل وتنظيفه، خاصة أنه يعد قطعة فريدة ف يتاريخ العمارة الإسلامية لأنه محفور بالكامل داخل صخر جبل المقطم، ويعد أقدم سبيل مملوكي في القاهرة، وحصل الفريق أيضا على الموافقات اللازمة من المجلس الأعلى للآثار وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، مع وجود عضو منتدب.