لا تزال عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جارية في جميع الولايات تقريبًا، وإن ظل عدد محدود من الولايات خارج نطاق حسم الموقف لصالح أي من المرشحين، الرئيس دونالد ترامب أو منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهي بالتحديد ولايات جورجيا ونورث كارولينا وبنسلفانيا ونيفادا. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، لم يُفرز بعد عدد ضخم من بطاقات التصويت في مقاطعات يحقق فيها بايدن تقدمًا جيدًا بولاية جورجيا، ومع ذلك سارع ترامب إلى إعلان فوزه بأغلبية أصوات الولاية أمس، الأربعاء. وقال ترامب: "من الواضح أننا فزنا في جورجيا بفارق أكبر من نسبة 2.5% أو 117 ألف صوت، وهناك 7% فقط من الأصوات لم تُفرز بعد"، وأضاف أنه سيرفع دعوى أمام المحكمة العليا للشكوى بخصوص شبهات تزوير وخروقات في العملية الانتخابية ببعض الولايات. وأضافت الوكالة أنه لا يزال من المبكر البت في نتيجة التصويت بولاية جورجيا لأن 4% من الأصوات لا تزال تنتظر الفرز الآن، بما فيها أصوات قادمة عبر البريد من مقاطعات كثيفة السكان وتصوت تقليديًا لصالح الديمقراطيين، ويتفوق بايدن على أداء المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون عام 2016 في تلك المقاطعات، بما في ذلك في الضواحي الأكثر رقيًا. وفي نيفادا، من المبكر أيضًا البت في نتيجة التصويت وإن أشارت النتائج الأولية إلى فوز بايدن بنسبة 75% من أصوات الولاية ولكن بفارق ضئيل عن ترامب في عدد الأصوات يقل عن 8 آلاف صوت. ولا يزال عدد كبير من الأصوات ينتظر الفرز في نيفادا أيضًا، ولا سيما الأصوات الواردة بالبريد، حيث تسمح قوانين الولاية بمد الفترة المخصصة لفرز الأصوات إلى مدة مفتوحة بعد يوم التصويت طالما لم يتم إحصاء الأصوات بشكل كامل. وقد خسر ترامب في ولاية نيفادا بفارق ضئيل أيضًا في انتخابات عام 2016، حيث تصوت الولاية تقليديًا للديمقراطيين منذ أكثر من عقد، كان آخر المرشحين الجمهوريين الفائزين فيها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن عام 2004. وبالنسبة لنورث كارولينا، أعلن ترامب في وقت مبكر من يوم الأربعاء أنه فاز بأصواتها، بالرغم من استمرار عملية فرز الأصوات حتى الآن نظرًا للكثافة السكانية العالية للولاية. وقال ترامب: "من الواضح أننا فزنا في نورث كارولينا بفارق أكبر من 1.7% أو 77 ألف صوت، ولا يزال هناك 5% من الأصوات لم تُفرز بعد ولكن لا يمكنهم (الديمقراطيون) الفوز بها". وصحيح أن ترامب يتقدم فعلًا بفارق 77 ألف صوت في الولاية، لكن لا يزال هناك نحو 116 ألف صوت بالبريد ينتظر الفرز، ويُتوقع تقليديًا أن تكون معظم الأصوات الواردة بالبريد من نصيب بايدن، لأن ترامب كان رافضًا بشدة لمبدأ التصويت بالبريد وحث أنصاره على تجنبه. وتظل أمام مسئولي الانتخابات مهلة حتى يوم 12 نوفمبر لفرز جميع أصوات الولاية، وسط احتمالات لا يستهان بها بأن ترجح أصوات البريد كفة بايدن أو على الأقل تقلص الفارق بينه وبين ترامب. أما في بنسلفانيا فلا يزال هناك أكثر من مليون صوت ينتظر الفرز، ومع ذلك سارع ترامب أيضًا إلى إعلان فوزه فيها وبفارق كبير عن بايدن. وقال ترامب: "لقد فزنا في بنسلفانيا بفارق ضخم. لدينا 690 ألف صوت في بنسلفانيا، وهم (الديمقراطيون) لم يقتربوا منا حتى". وبحلول مساء أمس، الأربعاء، تقلص الفارق بين ترامب وبايدن إلى 239 ألف صوت لصالح ترامب، ولكن لا يزال هناك عدد هائل من أصوات البريد التي يُحتمل أن ترجح كفة بايدن لم يُفرز بعد، حيث تمنع قوانين الولاية بدء فرز أصوات البريد إلا بعد انتهاء التصويت يوم 3 نوفمبر بخلاف ولايات أخرى تسمح قوانينها ببدء عد الأصوات المبكرة قبل يوم التصويت. وقد يستغرق فرز أصوات البريد في بنسلفانيا وقتًا طويلًا، نظرًا لكثافة التصويت عبر البريد بين سكان الولاية تجنبًا للتعرض للإصابة بفيروس كورونا عند التصويت الشخصي في مراكز الاقتراع. وكانت بنسلفانيا في الأصل من الولايات التي تصوت تقليديا لصالح الديمقراطيين، وجزءًا من الولايات المعروفة لهذا السبب بالحائط الأزرق (اللون الأزرق رمز للحزب الديمقراطي) مثل ويسكونسن وميشيجان، لكن ترامب فاز بأغلبية أصواتها جميعًا بفارق ضئيل في انتخابات 2016.