قالت الدكتورة نرمين خضر، أستاذ الإعلام الدولى بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة، إن الشائعات ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ ، ويعد أبليس أول من روج للإشاعات الكاذبة تحت مسميات براقة وتغطيتها بسور شفافة ومسميات حسنة لتحسين القبح. واستعرضت نرمين، خلال كلمتها فى ندوة المجلس القومي لحقوق الإنسان، "حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية الهدامة"، ورقة عمل حول الشائعات ووسائل التواصل الاجتماعى. وأشارت إلى أن هناك أنواعا وتصنيفا للشائعات ومنها الشائعة البطيئة الزاحفة: هى التى تروج ببطء ويتناقلها الناس همسا وبطريقة سرية إلى أن يعرفها الجميع آخر الأمر، والشائعة السريعة العنيفة: التى تنتشر بين جماعات كبيرة فى زمن قصير، ومن أنماطها ما يروج أثر الكوارث العامة أو الأحداث الضخمة، والشائعة الغاطسة: تظهر فى وقت وظروف ثم تختفى وتظهر بعد فترة أخرى مثل شائعات الانتخابات أو تشكيل الحكومة. تصنيف الشائعات بحسب موضوعاتها وأشارت إلى أن هناك أيضا الشائعات السياسية: والمقصود بها الشائعات المتعلقة بالجانب السياسي، وهي أخطر انواع الشائعات المنتشرة في وقتنا الحالي، وتكون لصالح أهداف سياسيه تخدم في النهاية مصالح معينه للتأثير علي تفكير الناس وتغيير مواقفهم واتجاهاتهم تجاه قضايا معينه، والشائعات الإجتماعية: والمقصود بها الشائعات التي تركز علي الامور والمسائل الاجتماعية وما يهم المجتمع ويؤثر فيه ويوهن من عزيمته ويثبط قدراته ويشل إرادته ويجعله قلقا متخوفا متحفزا لقبول أي شائعه وتصديقها. وأضافت أن الشائعات الاقتصادية: هي الشائعات التي تهاجم مجالًا معينًا من الاقتصاد أو جميع مجالاته، إذا يسعي مروجوها الي تحقيق غرض معين من الاقتصاد وإصابته عن طريقها، مثل الشائعات التي تستهدف اسواق المال واسعار العملات (البورصات ) وأسعار الأسهم والمتعاملين بها. والشائعات العسكرية أو الامنية: وهي الشائعات التي تستخدم في المجالات العسكرية أو الامنية مثل تحطيم معنويات القوات المسلحة وتقلل من عزائمهم وايمانهم في الدفاع عن ارض الوطن والقضايا الوطنية، والشائعة العلمية: وهي الشائعات المرتبطة بالاكتشافات والابتكارات العلمية المختلفة والامور الثقافية المتنوعة . وأوضحت أن هناك دوافع للشائعات، منها استطلاع الأخبار والمعلومات، التنفيس عن حالة الكبت، التنفيس عن حالة القلق، دوافع الإسقاط، إدعاء المعرفة وحب الظهور، الميل إلى الاستباق، جذب الانتباه، تحقيق المصالح الشخصية، الميل للعدوان، الفراغ، الترهيب والتخويف، ضعف الدافع الدينى ، جهل أو تجاهل العواقب الوخيمة التى قد تتأتى نتجية إطلاق سهام الشائعات، الناس غالبا يميلون إلى تصديق كل ما يقال وعدم التثبت، دوافع الفضول وحب الحديث والتدخل فى شؤون الآخرين. وأكدت ان من أسباب انتشار الشائعات، الحروب ومخلفاتها السلبية على المجتمعات وتوسع دائرة الإرهاب ،وكثرة الأحداث الأمنية، وعدم استقرار الأوضاع وأجواء الترقب والتوقع يمكن أن تهيئ بيئة ملائمه لانتشار الشائعة في المجتمع، وغياب الصراحة والشفافية والحوار بين الحكام والمحكومين تساعد على انتشار الشائعة بسرعه في هذه المجتمعات، وانعدام الاخبار والمعلومات. وأضافت أن الناس غالبًا يميلون الى تصديق كل ما يقال وعدم التثبت والتأكد من صحة المعلومات بل في كثير من الأحيان عندما تثور موجة شائعه فالعبارة التي يرددونها في الحال أنه لا يوجد دخان بلا نار. كما استعرضت الدكتورة نرمين خضر في الدراسة، تأثير الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى على الاستقرار السياسى والإقتصادى، قائلة "انتهت دراسة سالى الشلقانى 2018 إلي أن الشائعات الاقتصادية هي الأكثر ظهورًا في الفترة (2013- 2019 م)، والتي تمثلت في الشائعات المتعلقة بالدعم والدخل والأسعار والاستثمار والسياحة على عكس الشائعات السياسية كانت الأقل انتشارًا في نفس الفترة، قد يرجع ذلك إلى أن الأمور الاقتصادية هي الأكثر تأثير على المواطن المصري من الأمور السياسية أو الاجتماعية أو الأمور الأخرى. وتوصلت الدراسه إلى أن ترويج هذه الشائعات كان له تأثير كبير على الاستقرار السياسي المصري حيث تم تغيير العديد من الوزارات واهتمام الحكومة بالرد على هذه الشائعات عبر الوسائل المختلفة وذلك إدراكًا منها لخطورة الشائعات على الاستقرار السياسي. وقالت إنه بقدر ما أسهمت وسائل الإعلام الجديدة، في تخفيف وطأة أزمة التواصل المباشر بين البشر، بفعل المخاوف من تفشي الفيروس، بقدر ما بدا من وجهة نظر كثيرين أنها فشلت في اختبار المصداقية، ومنذ بدأت الأزمة بانتشار الفيروس في الصين أواخر العام الماضي، ثم انتقاله لدول أخرى، بدا واضحا على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أن هناك مايشبه حالة من الذعر والهلع الجماعي، التي يروج لها قطاع كبير من رواد تلك المنصات.