لم تكن الحادثة المأساوية التي تعرضت لها الفتاة مريم الشهيرة بفتاة المعادي ،مجرد حادثة مرت علينا مرور الكرام ولكنها ربما حادثة من آلاف الحوادث التي اصبحت تقع أمام أعيننا وفي وضح النهار دون ان يتحرك احدا خوفا علي حياته ربما ،ولكن حادثة مريم في منطقة المعادي والتي أبكت مصر كلها وطالب المواطنين بإعدام الجناة بصورة علنية ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر من المجرمين الاخرين ومعتادي الاجرام .بعدما ماتت مريم نتيجة اصطدام رأسها بسيارة كانت مركونة بعد ان خطف اللصان شنطقة مريم وهي تسير في الطريق بشارع 9 الشهير بالمعادي وفي وضح النهار ،اثناء عودة مريم من عملها الا ان اللصان تابعوها ،ولكنها رفضت أن تحترم الشنطة وتشبثت بها حتي تم سحل مريم بسيارة الميكروباص المطموسة الارقام ،وهذا حدث امام المارة من المواطنين وربما أمام بعض كمائن الشرطة الا ان مريم لفظت انقاسها الأخيرة وماتت بعد ان نزفت دماء كثيرة واصبحت ضحية لشابين من اللصوص الذين تجردوا من الآدامية والمشاعر والأخلاق وأصبحت سلوكياتهم أقرب الي الحيوانات بل ادني من ذلك!. وتلك الجريمة البشعة تسببت في حالة من الحزن الشديد المواطنين ترجمتها صفحات التواصل الاجتماعي وعرضت صورتها وصورة اللصوص بعض القبض عليهم من قبل رجال الشرطة الشرفاء! ربما كانت مريم ضحية لمجتمع تراجعت فيه القيم والأخلاق والمبادئ والسلوكيات الحسنة ، وحلت محلها الأخلاق الوضيعة والطمع والاهمال وضياع الامانة والجشع والشهوانية ، فكانت جريمة مريم وغيرها من الجرائم نتيجة طبيعية لكل هذا وذلك! ولكن السؤال الذي تبادر الي ذهن كل متابع لهذا الجريمة البشعة وهو كيف تجري أخذات جريمة بشعة بهذا الشكل في منطقة مثل المعادي والتي تمثل قلب العاصمة وفي ساعات النهار ومن المفترض ان شوارع المعادي بها دوريات وكمائن امن ورجال شرطة في كل مكان وهذه واحدة ، ثم كيف تسير سيارة مكروباص بدون ارقام او كما يقولون مطموسة الارقام في دولة تنتظر أن تصبح مصر جديدة في كل شيء ، ولماذا لم تلغي سيارات التكاتك بعد ان شهدت البلاد حوادث كثيرة بسببها كالخطف والتحرش والاغتصاب والسرقة والثتل تجري بواسطة التكاتك! وانا لم تضبط وتوضع عليها لوحات معدنية حتي تدخل الي حزينة الدولة ملايين الجنيهات ! ولماذا تراجعت الشهامة والحماسة في المصريين مثلما كانت في الماضي وحلت محلها الحية الندالة وحب النفس ، الحصول عن سبب ضياع مريم ومن القاتل ، فمريم لم تقتل لوحدها بل المجتمع ربما قتل جميعهم حزنا عليها !!