كان الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا بصحبة نجله ورئيس وزرائه، بمقر إقامته في باماكو عاصمة مالي، عندما اعتقله مجموعة من الجنود المتمردين؛ لينتهي به المطاف في معسكر "كاتي" قبل أن يعلن استقالته رسميا. بدأ التمرد في مالي صباح الثلاثاء، عندما سمع دولي إطلاق نار في معسكر ساوندياتا - كيتا العسكري في كاتي ، الواقع على بعد 15 كم شمال العاصمة باماكو. اقتحم المسلحون المعسكر بشاحنة صغيرة ومن ثم بدأ تبادل إطلاق النار مع الموجودين في الموقع. اقرأ أيضا: لحظة إعلان رئيس مالي استقالته بعد اعتقاله من قبل المتمردين دخلت شاحنات صغيرة مدججة بالسلاح إلى معسكر كاتي، وبدأ المسلحون على متنها في إطلاق النار في الهواء. فما كان من الموجودين في المخيم إلا الرد على الهجوم، حسبما يروي ضابط مالي كبير لمجلة "جون افريك" الفرنسية. توقف إطلاق النار بعد فترة، وفقا لرواية الضابط، لكن التمرد استمر وتعزز أكثر فأكثر. وبحلول منتصف النهار؛ تجمع مئات الشباب في ميدان الاستقلال، مرددين هتافات تدعم المتمردين العسكريين. بعدها بساعات، كان الرئيس أبو بكر كيتا في مقر إقامته في سيبينيكورو، مع رئيس الوزراء بوبو سيسي ونجله الذي يشغل منصب نائب الرئيس كريم كيتا. ثم اعتقل المتمردون كيتا ورئيس حكومته، حيث تم اقتيادهما للمعسكر. ما وقع وزير الدفاع وعدد من كبار المسؤولين في أيدي المتمردين ونقلوا للمعسكر ذاته. وبحلول المساء، كان الموقف قد تغير بشكل كبير، وخرج كيتا يشكر الشعب المالي على دعمه طوال تلك السنوات، معلنا استقالته وترك جميع أعماله، حسبما ظهر في بيان مقتضب على التلفزيون الرسمي. وأعلن الرئيس المالي خلال استقالته، حل البرلمان والحكومة، قائلا إنه لم يكن أمامه سوى خيار كبير لتجنب أي إراقة دماء. يشار إلى أن مالي تشهد منذ أسابيع احتجاجات ضد سوء الأوضاع والفساد، فيما طالب البعض الرئيس بالتنحي، لكن كيتا الذي فاز بولاية ثانية في 2018، حاول تهدئة الأوضاع. ورغم تلك الأحداث؛ لكن لا يوجد رابط واضح بين المتمردين في "تاكي" والاحتجاجات الشعبية، خاصة أن حشودا صغيرة أعربت عن دعمهم.