قبل أيام من احتفال روسيا بالذكرى ال75 للانتصار السوفيتي على النازيين، نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالة على مجلة "ذا ناشونال انترست" الأمريكية، اتهم خلالها الغرب بإنكار التضحيات التي قدمتها موسكو خلال الحرب العالمية الثانية. يقول بوتين في جزء من مقاله "إن الإنكار التاريخي الذي نلاحظ مظاهره في الغرب وقبل كل شيء فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية ونتائجها، هو أمر خطير"، معتبرا أنه يزعزع مبادئ التطور السلمي للعالم كما حددها الحلفاء في 1945. ولم يغفل الرئيس الروسي الأوروبيين، متهما إياهم وخاصة بولندا، بالرغبة في تحميل الاتحاد السوفيتي وزر الحرب على مستوى واحد مع ألمانيا النازية، منتقدا الإدانات الأوروبية لغزو بولندا وتقسيمها في 1939. وكتب الرئيس الروسي "عددا من السياسيين الأوروبيين وخاصة السياسيين البولنديين يحاولون وضع اتفاق ميونيخ على تقسيم تشيكوسلوفاكيا تحت السجادة". وقال بوتين إن الاتحاد السوفيتي لم يكن لديه خيار آخر لأن البريطانيين والفرنسيين كانوا قد خضعوا للنازيين خلال اتفاقيات ميونيخ عام 1938، مضيفا أن البولنديين كانوا قد نسفوا فرص قيام تحالف بين روسيا وفرنسا وبريطانيا. وعن مأساة بولندا، في مواجهة الغزو الألماني والسوفيتي، اتهم بوتين السلطات الهولندية بالتواطؤ مع هتلر قبل أشهر من الغزو. وتطرق بوتين أيضا إلى ضرورة إتاحة الوثائق الأرشيفية المتعلقة بالمفاوضات الأنجلو-ألمانية السرية غير مطلع عليها، داعيا جميع الدول إلى تكثيف عملية نشر أرشيفاتها ونشر وثائق لم تكن معروفة من قبل عن الحرب وفترة ما قبل الحرب مثلما فعلت روسيا في السنوات الأخيرة، على حد قوله. وحذر الرئيس الروسي من إهمال دروس التاريخ، موضحا أن ذلك سيعود بعواقب وخيمة، مشيرا إلى عدم وجود وثائق أرشيفية تؤكد أن ن الاتحاد السوفييتي كان يعتزم بدء حرب ضد ألمانيا. وجاء في جزء من مقال بوتين "كان إنشاء عصبة الأمم إحدى النتائج الرئيسية للحرب العالمية الأولى. كانت هناك توقعات عالية لتلك المنظمة الدولية لضمان السلام الدائم والأمن الجماعي. كانت فكرة تقدمية أنه إذا تم السير في فلكها باستمرار، يمكن أن تمنع بالفعل أهوال الحرب العالمية من الحدوث مرة أخرى". ويضيف "ومع ذلك، أثبتت عصبة الأمم التي تهيمن عليها القوى المنتصرة لفرنسا والمملكة المتحدة أنها غير فعالة، وانشغلت فور إنشائها مناقشات لا طائل من ورائها"، وتابع بوتين "كما فشلت عصبة الأمم في منع الصراعات في أنحاء مختلفة من العالم، مثل هجوم إيطاليا على إثيوبيا، والحرب الأهلية في إسبانيا، والعدوان الياباني على الصين، وفوضى النمسا". في سياق آخر، دعا الرئيس الروسي إلى قمة للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهم الصينوروسيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، مشددا على أن العالم يمر بأوقات مضطربة. وكتب بوتين على صفحات المجلة الأمريكية "إن قدرتنا على التنسيق والعمل معًا كشركاء حقيقيين ستحدد شدة تأثير الجائحة ومدى سرعة خروج الاقتصاد العالمي من الركود".