رئيس جامعة المنصورة يلتقي إدارة مكتب العلاقات الدولية    انتخابات مجلس النواب 2025| 7 سيدات يواجهن 122 مرشحًا في قنا    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان روما الاعتراف بدولة فلسطين (صور)    رئيس المركزي للمحاسبات يفتتح أعمال المجلس التنفيذي ال79 للإنتوساي بشرم الشيخ    تراجع حاد بأسعار الذهب .. وخسائر الجرام تتجاوز 130 جنيها بالتعاملات المسائية    مندوب مصر لدى الأمم المتحدة يحذر إسرائيل من مواجهة شاملة لن تحمد عقباها    لتسليمها للجانب الفلسطيني.. 384 شاحنة مساعدات تغادر معبر رفح البري إلى كرم أبو سالم    ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة ومستعدون لدعم الشرطة الفلسطينية    الفتح ضد الرياض .. التعادل السلبي يحسم الشوط الأول    الجونة يفوز على سموحة بالدوري    الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة بتروجيت وسط تركيز عالٍ وتظلم رسمي ضد الكاف    تأجيل محاكمة 4 متهمين في قضية «جماعة إرهابية» بحدائق القبة    قرار عاجل من النيابة بشأن واقعة سقوط «طفل شبرا» في بالوعة صرف صحي    وزارة الأوقاف تحيي ذكرى العلامة الشيخ محمد عياد الطنطاوي    هل على العقارات المؤجَّرة زكاة؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح    وزير الصحة: توفير أجهزة حديثة لرصد مستوى السكر في الدم للأطفال المصابين بالسكري    وفاة طفل أردني بعد لدغة "ذبابة الرمل السوداء"    وزير العمل يشارك في ملتقى هواوي السادس للتوظيف    جولة ترامب الآسيوية.. باكستان تسعى لإغراء واشنطن وقطع الطريق على الهند    العدالة تنصف طفلة قليوب وتقضى بالسجن المشدد 10 سنوات لمُعتديها    تأجيل محاكمة 89 متهما بقضية "خلية داعش مدينة نصر" لجلسة 11 يناير المقبل    طريق جديدة لجرارات القصب لتخفيف الزحام بأرمنت والمحافظ يتابع التنفيذ    الفائز بجائزة النجمة البرونزية بمهرجان الجونة..الفيلم المصري المستعمرة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي    محمد سلام: عودة مفاجئة ومسيرة صعود صنعت حب الجمهور.. وانتقال للبطولة بمسلسل كارثة طبيعية    بدء صرف معاشات نوفمبر الأسبوع القادم.. «التأمينات» تعلن الجدول الرسمي للمستفيدين    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    شوط أول سلبي بين سموحة و الجونة في الدوري الممتاز    محمد صلاح ضمن قائمة المرشحين لأفضل 11 لاعباً فى العالم من فيفبرو    مدير تعليم سوهاج يشارك في الاجتماع التنسيقي لتنفيذ مبادرة الأنيميا والتقزم    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    «فنانون ومبدعون».. ما هي الأبراج التي تتمتع بخيال واسع؟    جدول مواقيت الصلاة غدًا الثلاثاء 28 أكتوبر بمحافظات الصعيد    متي يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025؟    الكاتب أسامة علام: تعلّمت من محمد المخزنجي أن الكتابة عن الكاركتر هو البطل الحقيقي    مصر تواصل إرسال مساعداتها إلى غزة.. وصول شاحنات وقود وغاز (فيديو)    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    عاجل- إنهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ 7 أكتوبر    اليوم.. عزاء شقيق فريدة سيف النصر بمسجد عمر مكرم    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    وزير الثقافة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتراث غير المادي (صور)    فينيسيوس: لانريد الإساءة للاعبين شباب أو للجماهير.. وعلينا أن نستمتع قليلا    الأمم المتحدة: خسائر بشريه واسعة النطاق فى الفاشر بالسودان    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    4 أساسيات للانش بوكس المثالي للمدرسة.. لفطار رايق وصحي    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    بكام الطماطم النهارده؟.. أسعار الخضراوات والفاكهة فى الوادى الجديد    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    دعاء الحج والعمرة.. أدعية قصيرة ومستحبة للحجاج والمعتمرين هذا العام    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف في حديث الساعة: علينا اغتنام ما تبقى في رمضان
نشر في صدى البلد يوم 22 - 05 - 2020

تحدث الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال لقائه الأسبوعي في برنامج: "حديث الساعة" المذاع على التليفزيون المصري عن بعض الجوانب المهمة المتعلقة بختام شهر رمضان المبارك، وماذا أفدنا من رمضان؟ وهل صمنا حقًّا؟ ويوم الجائزة، وكيفية صلاة عيد الفطر المبارك في الظرف الراهن، والرأي الشرعي في الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وأكد وزير الأوقاف أننا بين شهرين عظيمين شهر رمضان المبارك الذي أوشك على الانتهاء، وشهر شوال القادم الذي نسأل الله (عز وجل) أن يجعله أيضًا شهر خير ويمن وبركة، ويوم عظيم هو يوم الجائزة، وهو يوم عيد الفطر المبارك.
أما شهر رمضان فقد مر معظمه شأن الدنيا في أكثر من زاوية الأولى: أن الدنيا بطبيعتها كسوق أقيم ثم انفض ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، مضى رمضان حفظ فيه من حفظ، وضيع فيه من ضيع، أما الزاوية الثانية: فكل ما مضى من أجل الإنسان لا يمكن أن يستدرك مرة أخرى، فما من يوم إلا وينادي: يا ابن آدم أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإن غابت شمسي لن تدركني إلى يوم القيامة، وأجل الإنسان في عمر الدنيا وزمنها قصير، وما بقي سيمر كالذي مضى أو أسرع منه، فمن كان في الثلاثين من عمره، أو في الخامسة والثلاثين أو في الأربعين أو في الخمسين أو في الستين أو في السبعين أو في أي عمر كان فليتأمل ما مضى من حياته، كيف مر كلحظة عابرة خاطفة!! وما بقي سيمر أسرع من ذلك، وقد سئل سيدنا نوح (عليه السلام) وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو قومه إضافة إلى ما عاشه قبل بعثته (عليه السلام)، قيل له: يا نوح كيف وجدت الدنيا؟ قال: كرجل بنى بيتًا جعل له بابين، دخل من باب وخرج من باب، عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به، يقول الشاعر:
أين القرون الماضية تركوا المنازل خالية
لم يبق منهم بعدهم إلا العظام البالية
كما أكد على أن على العاقل أن يغتنم ما بقي من حياته، وما بقي من ساعات الشهر الكريم، وما بقي من عمره في الطاعة، وأن يحاسِب نفسه قبل أن يحاسَب، وأن يسأل نفسه قبل أن يقال: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ"، "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، ولنسأل أنفسنا مع نهايات الشهر الكريم، هل صمنا حقًّا؟ هل حققنا الغاية من الصيام؟ حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، الغاية العظمى من الصيام هي التقوى، والتقوى عرَّفها بعضهم بأنها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل
.
وأوضح جمعة ان من أخص ما نتعلمه من الصيام حسن المراقبة لله (عز وجل) في السر والعلن، فالصائم عندما يتمضمض للصلاة، الماء في فمه لا يعلم أحد هل تمضمض فقط أو وصل شيء من الماء إلى جوفه أو شرب الماء إلا الله (عز وجل)، ثم إن حقيقة الصيام لا يعلمها إلا الله، فالإنسان يخلو بنفسه لا يطلع عليه إلا الله (عز وجل) ولذا في الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل): "كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصَّوْم فإنَّه لي وأنا أجْزِي بهِ"، مؤكدًا أن من راقب الله (عز وجل) حق المراقبة في الصيام عليه أن يراقب الله (عز وجل) حق المراقبة في الزكاة، حق المراقبة في حق المال، حق المراقبة فلا يكذب، ولا يخدع، ولا يغش، ولا ينم، ولا يغتب، ولا يأكل الحرام، ولا يفعل شيئا يغضب الله (عز وجل)
و قال وزير الأوقاف أننا عشنا مع القرآن الكريم، والقرآن حياة للقلوب ورب العزة (عز وجل) يقول: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، عشنا مع القرآن الكريم، نقرأ القرآن، ونستمع إلى القرآن، ونتدارس القرآن، فهل زادنا القرآن إيمانًا؟ "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"، هل تأثرنا فعلا بالقرآن وتعلمنا من آدابه وأحكامه؟ وطبقنا كريم أخلاقه على أنفسنا؟ فاستفدنا به حتى يكون حجة لنا لا حجة علينا؟ أم أن الأمر توقف عند حدود القراءة؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) ينبهنا فيقول: "القرآن حجة لك أو عليك"، هل تخلقنا بأخلاق القرآن التي تدعو إلى الصدق والأمانة، وإلى الوفاء، وإلى الجود وإلى الكرم وإلى الإحسان؟ ونحن مقبلون على يوم عظيم قال فيه النبي (صلى الله عليه و سلم) حاثا لنا على إغناء الفقراء في هذا اليوم: "أغنوهم في هذا اليوم"، أغنوا الفقراء والمساكين في يوم العيد عن ذل المسألة وعن ذل السؤال، هذا أوان الزكاة، هذا أوان الصدقة، هذا أوان الكرم، هذا أوان الإحسان، هل تعلمنا من هذا الشهر الكريم مكارم الأخلاق وتحلينا بها؟ وإن سابه أحد أو شاتمه قال إني صائم إني صائم، إن كنا قد خرجنا من هذا الشهر الكريم مصرين على الصدق والأمانة، والوفاء، والكرم، والجود، وإغاثة الملهوف، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين فقد استفدنا من حقيقة الصيام، إن كنا قد خرجنا وحققنا التقوى وحققنا مراقبة الله في السر والعلن فقد استفدنا من هذا الشهر العظيم.
كما بين وزير الأوقاف أن من علامات قبول الطاعة المداومة عليها، "إذا أحب الله (عز وجل) عبدًا استعمله، قالوا: وما استعمله يا رسول الله؟ قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه"، أي يستمر الإنسان على الطاعة، فإذا كنا على مشارف الانتهاء من هذا الشهر الكريم فإن علينا أن ندرك أننا أيضا مقبلون على شهر عظيم، وكما قلنا: أهلا رمضان، نقول بنفوس يملؤها الأمل: أهلا شوال، فربُّ رمضان هو ربُّ شوال ورب ذي القعدة وذي الحجة ورب سائر الشهور والأيام، ثم إن الإنسان لا يعلم متى تأتيه منيته، وقد قالوا: من قُبض على شيء بُعث عليه، والأعمال بخواتيمها، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) وأنت يا رسول الله، فيقول (صلى الله عليه وسلم): كيف لا يا عائشة؟ و قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا أراد أن يحول قلب عبد حوله، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقوم من الليل في رمضان وفي شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة حتى تتفطر -أي: تتشقق قدماه الشريفتان من طول القيام – فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) هون عليك يا رسول الله ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول (صلى الله عليه وسلم): أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ وإن الله (عز وجل) أخفى رحمته في طاعاته، وأخفي غضبه في معاصيه، فلا تدري بأي طاعة تدخل الجنة، ولا بأي معصية يكون مصير بعض الناس إلى النار؟ ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم): دخل رجل الجنة في أنه وجد كلبا يلهث من شدة العطش فخلع خفاه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له فدخل الجنة؟ و دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من رزق الله (عز وجل)، وأنت لا تدري بأي طاعة تُقبَل ولا بأي ذنب تُؤخَذ، فعلى الإنسان أن يجتهد في الطاعات وأن يجتنب المعاصي، وأن يراك الله (عز وجل) حيث أمرك، وأن لا يراك حيث نهاك، فباب الرحمة لم ولن يغلق لا في رمضان، ولا في شوال فإن الله (عز وجل) يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل في رمضان وفي شوال، فتح باب القبول لعباده واسعًا، وفتح باب العمل لهم واسعًا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله، ذلك أن الحسنة بعشر أمثالها، فمن صام رمضان فكأنما صام عشرة أشهر بقي من العام شهران، فإذا صام ستا من شوال في عشرة أمثال فكأنما صام ستين يومًا أخرى بشهرين، نضيف شهرين إلى عشرة أشهر فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله.
وأوضح جمعة أن ما ينبغي عمله يوم عيد الفطر مبينًا أن بين رمضان وشوال يوم مبارك هو يوم الجائزة هو يوم عيد الفطر المبارك يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي الله (عز وجل) فرح بصومه"، ففي كل يوم عندما يفطر الصائم يفرح بفطره، فإذا لقي الله يوم القيامة – نسأل الله العلي العظيم أن نكون منهم – فرح بصومه، فإذا جاء يوم العيد يوم الفطر الأكبر بعد انتهاء الشهر الكريم وتمام النعمة فإذا أفطر الإنسان فرح بصوم الشهر الكريم، و إذا لقي الله (عز وجل) فرح بجزاء صومه، فعن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا كان يوم الفطر – يعني يوم عيد الفطر – وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا أغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمن بالخير – هو الذي وفقك إلى الصيام – ثم يثيب عليه، أمركم بقيام الليل فقمتم وأمركم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من قبل رب العزة: ألا إن رب العالمين قد غفر لكم فارجعوا إلى رحالكم راشدين، ويسمى ذلك اليوم في السماء أيضا يوم الجائزة ، فهو يوم الجائزة في الأرض وهو يوم الجائزة في السماء.
وعن السؤال كيف نصلي العيد؟ أكد معاليه على بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعلى ما أكدناه في وزارة الأوقاف المصرية من أن صلاة العيد كسائر الصلوات ينطبق عليها ما ينطبق من الظرف الراهن من تعليق الجمع والجماعات حفاظًا على النفس البشرية، على النحو الذي أكدناه أن حياة الساجد قبل عمارة المساجد، وأن الحفاظ على النفس البشرية من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، وما أكد عليه بيان هيئة كبار العلماء بالنص: أنه في ضوء تعذر مراعاة الضوابط والتدابير الاحترازية في المصليات والساحات التي قد تعد في الخلاء وأن الخطر معها لا يزال قائما، فإن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ونحن معها ونؤكد على ما جاء في بيانها تؤكد أنه يجوز أداء صلاة عيد الفطر المبارك في البيوت بالكيفية التي تصلى بها صلاة العيد، وذلك لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد أو الخلاء، وأنه يجوز أن يصليها الرجل جماعة بأهل بيته – يعني الأسرة التي تعيش معه – داخل منزله أو داخل شقته، لا أن يجمع الناس على سطح العمارة أو في بدروم العمارة أو أمام العمارة لا يجوز، لأن الهدف ليس منع الصلاة إنما الهدف منع التجمعات، فلك أن تصلي في بيتك منفردًا وحدك ولك أن تصلي بزوجك وأبنائك بدون خطبة.
وأكد الوزير على عدد من النقاط الهامة:
الأمر الأول : هل تجوز صلاة العيد خلف المذياع أو التلفاز بما أننا بإذن الله تعالى سننقل صلاة العيد من مسجد واحد مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها وارضاها) عبر شاشات التلفاز والمذياع، هل يجوز الصلاة خلف التلفاز أو المذياع؟ ما أكد عليه الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية أنه لا تجوز الصلاة خلف التلفاز أو خلف المذياع.
الأمر الثاني : هل يجوز أن يقيم أحد صلاة العيد على سطح العمارة أو في البدروم أو جراج العمارة أو نحو ذلك بمجموعة من الناس أو حتى سكان العمارة؟ هذا الخطر فيه قائم واحتمال نقل العدوى بهذه التجمعات قائمة، وعلة عدم إقامة الجماعة قائمة، لا يجوز كما قلنا إقامة الجمعة لا على أسطح المنازل ولا في البدرومات ولا داخل المنازل، كذلك لا يصح جمع الناس لصلاة العيد ومن فعل ذلك كان مخالفا كما أكدت هيئة كبار العلماء أيضًا ودار الإفتاء أن ما يخالف ما تؤكد عليه الجهات المعنية للدولة بحظر إقامة الجمع والجماعات للظرف الراهن آثم و مخالف شرعا، وكما جاء في البيان أيضا أن من يفعل ذلك فعمله إثم ومعصية ولكن لك أن تصلي العيد بنفسك أو بزوجتك وأبنائك بأسرتك داخل منزلك لا أن تجمع الجيران، ذلك لأن الجمعة لا تنعقد إلا بإذن الإمام أو نائبه ومن الذي ينوب عن الإمام أو نائبه الجهة المختصة المسند إليها تنظيم إقامة الجمعة وهي وزارة الأوقاف وهنا وبما أن وزارة الأوقاف قد قررت بعد أخذ رأي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة أن التجمعات قد تشكل خطرًا على حياة الناس، فقررت أن ما ينطبق على إقامة الجمع والجماعات ينطبق على العيد، فلا يجوز لأحد أن يقيم الجمعة أو أن يقيم العيد بالمخالفة للتعليمات، ومن فعل ذلك فقد أكدت هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء أنه آثم، ولكن له أن يصلي العيد منفردًا أو بزوجته.
الأمر الثالث : كيف تكون صلاة العيد؟ صلاة العيد كما جاء في بيان هيئة كبار العلماء وكما قرر الفقهاء يصلي كصلاة ركعتين من الصلوات العادية مع التكبيرات المسنونة في العيد، فصلاة العيد سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يبدأ بتكبيرة الإحرام، ثم يكبِّر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، ويتم الركعة الأولى كصلاة الصبح أو كأي صلاة من الصلوات، ثم يقوم من الركعة الأولى بتكبيرة القيام، ويكبِّر خمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام، وإذا فعل ذلك كان ينطبق على هذا الحديث لأن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل من صلى العيد في جماعة، وإنما قال: فإذا صلى العيد، سواء صلاه في جماعة، أم صلاه في البيت، خاصة أن الذي يحبسك هو العذر، وأهل العلم على أن من حبسه العذر فأخذ بالميسور أخذ ثواب العمل كاملا، بمعنى من حبسه العذر الآن عن صلاة العيد وصلى في بيته اتباعا للتعليمات الصحية الوقائية والاحترازية بإذن الله تعالى يأخذ أجر صلاة العيد كاملة، كأنه صلاها في جماعة تامة (بإذن الله تعالى)، فكل من كان يعمل عملا فحبسه العذر هو بنيته، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ثواب ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا"، فكل من صلى في بيته العيد أخذ الثواب كاملا كأنه قد صلاه في المسجد.
وأكد الوزير على أمرين الأول: أغنوا الفقراء في هذا اليوم حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء، وما من يوم إلا وينادي ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: وأعط ممسكًا تلفا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "خير الصدقة أن تصََّدَّق وأنت صحيح شحيح ترجو الغنى و تخشى الفقر، لا أن تنتظر حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا".
الأمر الآخر في ظل ما أكدته جهات الدولة من تعليمات حظر التجمعات في العيد سواء في الشواطئ أم في الحدائق لا يجوز شرعًا الالتفاف على هذه التعليمات بأي شكل من الأشكال بالفتح خلسة، كنا قد تعلمنا من الصوم المراقبة فنظرنا إلى البنت التي قالت لأمها ما كنت لأطيع أمير المؤمنين في الملأ وأعصيه في الخلاء، فليس من الحكمة ولا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الوطنية ولا من القيم ولا من المروءة أن نعلن التزامنا الشكلي ثم نلتف على القواعد، وقلنا في هذه المسائل وأؤكد وأنا صائم أن ما عليه القانون هو ما عليه الشرع، وما عليه الشرع هو ما عليه القانون، ذلك لأن الشرع لصالح الناس والحفاظ على حياة الناس، ومن مقاصد الشرع الحفاظ على الحياة، فلماذا تتخذ الدولة هذه الإجراءات؟ الدولة تتخذ هذه الإجراءات الوقائية والاحترازية في غلق النوادي والشواطئ والحدائق؟ حفاظا على الحياة، إذًا القانون جاء للحفاظ على الحياة، والشرع جاء للحفاظ على الحياة، وما عليه القانون في ذلك هو معاليه الشرع، فمن خالف ذلك فهو آثم شرعا لأنه مخالف للشرع ومخالف للقانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.