«الزراعة»: تحصين أكثر من 8.5 مليون جرعة من الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع ضمن الحملة القومية    رئيس الوزراء التشيكي: لن نشارك في أي تمويل مستقبلي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية    بيراميدز يخسر من فلامنجو ويودع كأس إنتركونتيننتال 2025    بالأسماء.. إصابة 14 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    بعد تداول أنباء عن تسرب مياه.. المتحف المصري الكبير يؤكد: البهو والآثار آمنة    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    غدا، بدء الصمت الانتخابي في 55 دائرة بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    يوسا والأشكال الروائية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار الرئيس للصحة: الإنفلونزا الموسمية أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا هذا الموسم    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    منافس مصر - مدرب زيمبابوي ل في الجول: بدأنا الاستعدادات مبكرا.. وهذا ما نعمل عليه حاليا    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف: العاقل من يغتنم ما بقى من ساعات الشهر الكريم فى الطاعة
نشر في اليوم السابع يوم 22 - 05 - 2020

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا بين شهرين عظيمين شهر رمضان المبارك الذي أوشك على الانتهاء، وشهر شوال القادم الذي نسأل الله (عز وجل) أن يجعله أيضًا شهر خير ويمن وبركة، ويوم عظيم هو يوم الجائزة، وهو يوم عيد الفطر المبارك.
وتابع جمعة خلال لقائه الأسبوعي في برنامج: “حديث الساعة” بالتليفزيون المصري :"أما شهر رمضان فقد مر معظمه شأن الدنيا في أكثر من زاوية الأولى: أن الدنيا بطبيعتها كسوق أقيم ثم انفض ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، مضى رمضان حفظ فيه من حفظ، وضيع فيه من ضيع، أما الزاوية الثانية: فكل ما مضى من أجل الإنسان لا يمكن أن يستدرك مرة أخرى، فما من يوم إلا وينادي: يا ابن آدم أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإن غابت شمسي لن تدركني إلى يوم القيامة، وأجل الإنسان في عمر الدنيا وزمنها قصير، وما بقي سيمر كالذي مضى أو أسرع منه، فمن كان في الثلاثين من عمره، أو في الخامسة والثلاثين أو في الأربعين أو في الخمسين أو في الستين أو في السبعين أو في أي عمر كان فليتأمل ما مضى من حياته، كيف مر كلحظة عابرة خاطفة!! وما بقي سيمر أسرع من ذلك، وقد سئل سيدنا نوح (عليه السلام) وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو قومه إضافة إلى ما عاشه قبل بعثته (عليه السلام)، قيل له: يا نوح كيف وجدت الدنيا؟ قال: كرجل بنى بيتًا جعل له بابين، دخل من باب وخرج من باب، عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به، يقول الشاعر:

أين القرون الماضية تركوا المنازل خالية
لم يبق منهم بعدهم إلا العظام البالية

كما أكد أن على العاقل أن يغتنم ما بقي من حياته، وما بقي من ساعات الشهر الكريم، وما بقي من عمره في الطاعة، وأن يحاسِب نفسه قبل أن يحاسَب، وأن يسأل نفسه قبل أن يقال: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”، “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، ولنسأل أنفسنا مع نهايات الشهر الكريم، هل صمنا حقًّا؟ هل حققنا الغاية من الصيام؟ حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، الغاية العظمى من الصيام هي التقوى، والتقوى عرَّفها بعضهم بأنها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
وبين وزير الأوقاف، أن من أخص ما نتعلمه من الصيام حسن المراقبة لله (عز وجل) في السر والعلن، فالصائم عندما يتمضمض للصلاة، الماء في فمه لا يعلم أحد هل تمضمض فقط أو وصل شيء من الماء إلى جوفه أو شرب الماء إلا الله (عز وجل)، ثم إن حقيقة الصيام لا يعلمها إلا الله، فالإنسان يخلو بنفسه لا يطلع عليه إلا الله (عز وجل) ولذا في الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل): “كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصَّوْم فإنَّه لي وأنا أجْزِي بهِ”، مؤكدًا أن من راقب الله (عز وجل) حق المراقبة في الصيام عليه أن يراقب الله (عز وجل) حق المراقبة في الزكاة، حق المراقبة في حق المال، حق المراقبة فلا يكذب، ولا يخدع، ولا يغش، ولا ينم، ولا يغتب، ولا يأكل الحرام، ولا يفعل شيئا يغضب الله (عز وجل.

وقد ذكر الوزير نماذج من حسن المراقبة مر سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على امرأة تقول لابنتها يا بنيتي قومي فاخلطي اللبن بالماء، أرادت أن تزيد اللبن على الماء غشًّا تظن أن ذلك يحقق ربحًا، فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، والمال الحرام لا بركة فيه في الدنيا والآخرة.

جمع الحرام على الحلال ليكثره دخل الحرام على الحلال فبعثره

أمرت المرأة ابنتها أن تخلط اللبن بالماء فقالت ابنتها الصالحة: يا أماه أما علمت بما كان من عزمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، فقالت: وما كان من عزمته، فقالت البنت: أمر مناديه أن ينادي في الناس أن لا يشاب اللبن بالماء – أي ألا يخلط اللبن بأي ماء – قالت لها: إنك بموضع لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر، فقالت: يا أماه ما كنت لأطيعه في الملأ – أي أمام الناس – وأعصيه في الخلاء، ثم إن غاب عمر فإن رب عمر لا يغفل ولا ينام، فأين الله؟ كل ذلك وأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يسمع، فأعجب بالفتاة وأمانتها وتقواها بخوفها من الله (عز وجل) بقوة حجتها مع أمها، فجاء خاطبًا الفتاة لابنه عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان من ذريتهما خامس الخلفاء الراشدين سيدنا عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنهم أجمعين).
ومر سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على رجل يرعى الغنم – وتنسب الرواية أيضًا إلى والده عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) – فقال: أيها الرجل ألا تبعني شاة؟ فقال: إني راع أجير ولست بصاحب المال، لست بصاحب الغنم ولا أملك حق البيع، لست مفوضًا فيه، فأراد أن يختبر صلابته وقوة إيمانه، فقال له: أيعجزك أن تقول له أكلها الذئب، فقال: إن غاب صاحب الغنم، فأين الذي لا يغفل ولا ينام؟ فأين الله؟ وماذا أقول لرب العالمين يوم القيامة؟ فاشتراه سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) وأعتقه، وقال: كلمة أعتقتك في الدنيا أسأل الله أن تعتقك يوم القيامة بإذن الله تعالى، فهل تعلمنا من الصوم أن نراقب الله (عز وجل) في السر والعلانية؟
كما بين وزير الأوقاف أننا عشنا مع القرآن الكريم، والقرآن حياة للقلوب ورب العزة (عز وجل) يقول: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”، عشنا مع القرآن الكريم، نقرأ القرآن، ونستمع إلى القرآن، ونتدارس القرآن، فهل زادنا القرآن إيمانًا؟ “اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ”، هل تأثرنا فعلا بالقرآن وتعلمنا من آدابه وأحكامه؟ وطبقنا كريم أخلاقه على أنفسنا؟ فاستفدنا به حتى يكون حجة لنا لا حجة علينا؟ أم أن الأمر توقف عند حدود القراءة؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) ينبهنا فيقول: “القرآن حجة لك أو عليك”، هل تخلقنا بأخلاق القرآن التي تدعو إلى الصدق والأمانة، وإلى الوفاء، وإلى الجود وإلى الكرم وإلى الإحسان؟ ونحن مقبلون على يوم عظيم قال فيه النبي (صلى الله عليه و سلم) حاثا لنا على إغناء الفقراء في هذا اليوم: “أغنوهم في هذا اليوم”، أغنوا الفقراء والمساكين في يوم العيد عن ذل المسألة وعن ذل السؤال، هذا أوان الزكاة، هذا أوان الصدقة، هذا أوان الكرم، هذا أوان الإحسان، هل تعلمنا من هذا الشهر الكريم مكارم الأخلاق وتحلينا بها؟ وإن سابه أحد أو شاتمه قال إني صائم إني صائم، إن كنا قد خرجنا من هذا الشهر الكريم مصرين على الصدق والأمانة، والوفاء، والكرم، والجود، وإغاثة الملهوف، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين فقد استفدنا من حقيقة الصيام، إن كنا قد خرجنا وحققنا التقوى وحققنا مراقبة الله في السر والعلن فقد استفدنا من هذا الشهر العظيم.
وأوضح أن من علامات قبول الطاعة المداومة عليها، “إذا أحب الله (عز وجل) عبدًا استعمله، قالوا: وما استعمله يا رسول الله؟ قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه”، أي يستمر الإنسان على الطاعة، فإذا كنا على مشارف الانتهاء من هذا الشهر الكريم فإن علينا أن ندرك أننا أيضا مقبلون على شهر عظيم، وكما قلنا: أهلا رمضان، نقول بنفوس يملؤها الأمل: أهلا شوال، فربُّ رمضان هو ربُّ شوال ورب ذي القعدة وذي الحجة ورب سائر الشهور والأيام، ثم إن الإنسان لا يعلم متى تأتيه منيته، وقد قالوا: من قُبض على شيء بُعث عليه، والأعمال بخواتيمها، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”، فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) وأنت يا رسول الله، فيقول (صلى الله عليه وسلم): كيف لا يا عائشة؟ و قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا أراد أن يحول قلب عبد حوله، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقوم من الليل في رمضان وفي شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة حتى تتفطر -أي: تتشقق قدماه الشريفتان من طول القيام – فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) هون عليك يا رسول الله ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول (صلى الله عليه وسلم): أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ وإن الله (عز وجل) أخفى رحمته في طاعاته، وأخفي غضبه في معاصيه، فلا تدري بأي طاعة تدخل الجنة، ولا بأي معصية يكون مصير بعض الناس إلى النار؟ ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم): دخل رجل الجنة في أنه وجد كلبا يلهث من شدة العطش فخلع خفاه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له فدخل الجنة؟ و دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من رزق الله (عز وجل)، وأنت لا تدري بأي طاعة تُقبَل ولا بأي ذنب تُؤخَذ، فعلى الإنسان أن يجتهد في الطاعات وأن يجتنب المعاصي، وأن يراك الله (عز وجل) حيث أمرك، وأن لا يراك حيث نهاك، فباب الرحمة لم ولن يغلق لا في رمضان، ولا في شوال فإن الله (عز وجل) يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل في رمضان وفي شوال، فتح باب القبول لعباده واسعًا، وفتح باب العمل لهم واسعًا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله، ذلك أن الحسنة بعشر أمثالها، فمن صام رمضان فكأنما صام عشرة أشهر بقي من العام شهران، فإذا صام ستا من شوال في عشرة أمثال فكأنما صام ستين يومًا أخرى بشهرين، نضيف شهرين إلى عشرة أشهر فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله.
وكشف ما ينبغي عمله يوم عيد الفطر : بين رمضان وشوال يوم مبارك هو يوم الجائزة هو يوم عيد الفطر المبارك يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي الله (عز وجل) فرح بصومه”، ففي كل يوم عندما يفطر الصائم يفرح بفطره، فإذا لقي الله يوم القيامة – نسأل الله العلي العظيم أن نكون منهم – فرح بصومه، فإذا جاء يوم العيد يوم الفطر الأكبر بعد انتهاء الشهر الكريم وتمام النعمة فإذا أفطر الإنسان فرح بصوم الشهر الكريم، و إذا لقي الله (عز وجل) فرح بجزاء صومه، فعن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا كان يوم الفطر – يعني يوم عيد الفطر – وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا أغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمن بالخير – هو الذي وفقك إلى الصيام – ثم يثيب عليه، أمركم بقيام الليل فقمتم وأمركم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من قبل رب العزة: ألا إن رب العالمين قد غفر لكم فارجعوا إلى رحالكم راشدين، ويسمى ذلك اليوم في السماء أيضا يوم الجائزة ، فهو يوم الجائزة في الأرض وهو يوم الجائزة في السماء.
وعن السؤال كيف نصلي العيد؟ أكد وزير الأوقاف على بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعلى ما أكدناه في وزارة الأوقاف المصرية من أن صلاة العيد كسائر الصلوات ينطبق عليها ما ينطبق من الظرف الراهن من تعليق الجمع والجماعات حفاظًا على النفس البشرية، على النحو الذي أكدناه أن حياة الساجد قبل عمارة المساجد، وأن الحفاظ على النفس البشرية من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، وما أكد عليه بيان هيئة كبار العلماء بالنص: أنه في ضوء تعذر مراعاة الضوابط والتدابير الاحترازية في المصليات والساحات التي قد تعد في الخلاء وأن الخطر معها لا يزال قائما، فإن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ونحن معها ونؤكد على ما جاء في بيانها تؤكد أنه يجوز أداء صلاة عيد الفطر المبارك في البيوت بالكيفية التي تصلى بها صلاة العيد، وذلك لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد أو الخلاء، وأنه يجوز أن يصليها الرجل جماعة بأهل بيته – يعني الأسرة التي تعيش معه – داخل منزله أو داخل شقته، لا أن يجمع الناس على سطح العمارة أو في بدروم العمارة أو أمام العمارة لا يجوز، لأن الهدف ليس منع الصلاة إنما الهدف منع التجمعات، فلك أن تصلي في بيتك منفردًا وحدك ولك أن تصلي بزوجك وأبنائك بدون خطبة.
وقد أكد على عدد من النقاط الهامة :
الأمر الأول : هل تجوز صلاة العيد خلف المذياع أو التلفاز بما أننا بإذن الله تعالى سننقل صلاة العيد من مسجد واحد مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها وارضاها) عبر شاشات التلفاز والمذياع، هل يجوز الصلاة خلف التلفاز أو المذياع؟ ما أكد عليه الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية أنه لا تجوز الصلاة خلف التلفاز أو خلف المذياع.
الأمر الثاني : هل يجوز أن يقيم أحد صلاة العيد على سطح العمارة أو في البدروم أو جراج العمارة أو نحو ذلك بمجموعة من الناس أو حتى سكان العمارة؟ هذا الخطر فيه قائم واحتمال نقل العدوى بهذه التجمعات قائمة، وعلة عدم إقامة الجماعة قائمة، لا يجوز كما قلنا إقامة الجمعة لا على أسطح المنازل ولا في البدرومات ولا داخل المنازل، كذلك لا يصح جمع الناس لصلاة العيد ومن فعل ذلك كان مخالفا كما أكدت هيئة كبار العلماء أيضًا ودار الإفتاء أن ما يخالف ما تؤكد عليه الجهات المعنية للدولة بحظر إقامة الجمع والجماعات للظرف الراهن آثم و مخالف شرعا، وكما جاء في البيان أيضا أن من يفعل ذلك فعمله إثم ومعصية ولكن لك أن تصلي العيد بنفسك أو بزوجتك وأبنائك بأسرتك داخل منزلك لا أن تجمع الجيران، ذلك لأن الجمعة لا تنعقد إلا بإذن الإمام أو نائبه ومن الذي ينوب عن الإمام أو نائبه الجهة المختصة المسند إليها تنظيم إقامة الجمعة وهي وزارة الأوقاف وهنا وبما أن وزارة الأوقاف قد قررت بعد أخذ رأي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة أن التجمعات قد تشكل خطرًا على حياة الناس، فقررت أن ما ينطبق على إقامة الجمع والجماعات ينطبق على العيد، فلا يجوز لأحد أن يقيم الجمعة أو أن يقيم العيد بالمخالفة للتعليمات، ومن فعل ذلك فقد أكدت هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء أنه آثم، ولكن له أن يصلي العيد منفردًا أو بزوجته.
الأمر الثالث : كيف تكون صلاة العيد؟ صلاة العيد كما جاء في بيان هيئة كبار العلماء وكما قرر الفقهاء يصلي كصلاة ركعتين من الصلوات العادية مع التكبيرات المسنونة في العيد، فصلاة العيد سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يبدأ بتكبيرة الإحرام، ثم يكبِّر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، ويتم الركعة الأولى كصلاة الصبح أو كأي صلاة من الصلوات، ثم يقوم من الركعة الأولى بتكبيرة القيام، ويكبِّر خمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام، وإذا فعل ذلك كان ينطبق على هذا الحديث لأن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل من صلى العيد في جماعة، وإنما قال: فإذا صلى العيد، سواء صلاه في جماعة، أم صلاه في البيت، خاصة أن الذي يحبسك هو العذر، وأهل العلم على أن من حبسه العذر فأخذ بالميسور أخذ ثواب العمل كاملا، بمعنى من حبسه العذر الآن عن صلاة العيد وصلى في بيته اتباعا للتعليمات الصحية الوقائية والاحترازية بإذن الله تعالى يأخذ أجر صلاة العيد كاملة، كأنه صلاها في جماعة تامة (بإذن الله تعالى)، فكل من كان يعمل عملا فحبسه العذر هو بنيته، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ثواب ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا”، فكل من صلى في بيته العيد أخذ الثواب كاملا كأنه قد صلاه في المسجد.
وقد أكد وزير الأوقاف على أمرين الأول: أغنوا الفقراء في هذا اليوم حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء، وما من يوم إلا وينادي ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: وأعط ممسكًا تلفا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “خير الصدقة أن تصََّدَّق وأنت صحيح شحيح ترجو الغنى و تخشى الفقر، لا أن تنتظر حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا”.
الأمر الآخر في ظل ما أكدته جهات الدولة من تعليمات حظر التجمعات في العيد سواء في الشواطئ أم في الحدائق لا يجوز شرعًا الالتفاف على هذه التعليمات بأي شكل من الأشكال بالفتح خلسة، كنا قد تعلمنا من الصوم المراقبة فنظرنا إلى البنت التي قالت لأمها ما كنت لأطيع أمير المؤمنين في الملأ وأعصيه في الخلاء، فليس من الحكمة ولا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الوطنية ولا من القيم ولا من المروءة أن نعلن التزامنا الشكلي ثم نلتف على القواعد، وقلنا في هذه المسائل وأؤكد وأنا صائم أن ما عليه القانون هو ما عليه الشرع، وما عليه الشرع هو ما عليه القانون، ذلك لأن الشرع لصالح الناس والحفاظ على حياة الناس، ومن مقاصد الشرع الحفاظ على الحياة، فلماذا تتخذ الدولة هذه الإجراءات؟ الدولة تتخذ هذه الإجراءات الوقائية والاحترازية في غلق النوادي والشواطئ والحدائق؟ حفاظا على الحياة، إذًا القانون جاء للحفاظ على الحياة، والشرع جاء للحفاظ على الحياة، وما عليه القانون في ذلك هو ما عليه الشرع، فمن خالف ذلك فهو آثم شرعا لأنه مخالف للشرع ومخالف للقانون.

وزير الأوقاف
محمد مختار جمعة
الأوقاف
رمضان
شهر رمضان
ماذا بعد رمضان
الموضوعات المتعلقة
وزير الأوقاف: بشائر الخير 3 خطوة على طريق مواجهة الإرهاب بالتنمية الشاملة
الجمعة، 22 مايو 2020 03:18 م
وزير الأوقاف: الكذب ممقوت وصاحبه لا يستطيع ستره مهما بالغ في إخفائه
الجمعة، 22 مايو 2020 01:16 ص
وزير الأوقاف: مواجهة الشرع والقانون للفساد والإرهاب من فقه بناء الدول
الخميس، 21 مايو 2020 10:38 م
وزير الأوقاف : العلم غاية نبيلة والتواضع والأدب من سبل تحصيله
الخميس، 21 مايو 2020 12:58 ص
وزير الأوقاف: سأصلى العيد فى بيتي صلوا فى منازلكم
الأربعاء، 20 مايو 2020 10:58 ص


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.