كشف الجيش الوطني الليبي عن سلسلة من القرارات الجديدة بشأن الصراع في محاور العاصمة طرابلس، وذلك بعد يوم واحد من إعلانه الانسحاب التكتيكي من قاعدة الوطية - عقبة بن نافع- غرب البلاد، معلنا عن مبادرة لوقف إطلاق النار تجنبا لسفك الدماء خلال آخر أيام رمضان وفترة عيد الفطر. اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، أعلن في بيان، تحريك القوات في جميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس لمسافة 2 – 3 كيلو متر، لمنح مساحة للسكان في طرابلس لتأدية الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الليبيين، موضحا أن الهدف وراء ذلك هو إعطاء أهالي طرابلس فرصة لممارسة العادات والتقاليد المتبعة. اقرأ أيضا: الإمارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار والتصعيد الإقليمي في ليبيا كما أعلن الجيش الليبي إقامة منطقة عازلة في محاور طرابلس، داعيا العدو لاتخاذ قرار مماثل لتجنب سفك الدماء في نهاية شهر رمضان، وإنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة. وأشار المسماري في بيانه إلى تفهم قوات الجيش معاناة أهالي طرابلس من الخطر المحيط بهم نتيجة الأعمال العدائية للميليشيات والمرتزقة الأتراك، مؤكدا أن الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق في تركيا كثفت مؤخرا قصف الأحياء السكنية والمنشآت الطبية والسيارات التي تنقل المستلزمات الإنسانية، مقترحا بدء عملية تحريك القوات ابتداء من منتصف الليل. - انسحاب تكتيكي من قاعدة الوطية تأتي قرارات الجيش الليبي بالتحرك بعيدا عن طرابلس، عقب يوم واحد من استيلاء الميليشيات الموالية لتركيا على قاعدة الوطية، لكنها لم تحصل على أي معدات، حيث أصدر القائد العام للجيش خليفة حفتر أمرا بسحب القوات بكافة معداتها من القاعدة، وأوضح المسماري أن العملية بدأت منذ 3 أشهر. وأكد المسماري أن الانسحاب من قاعدة الوطية كان تكتيكيا ومخطط له منذ أشهر، مشددا على أن "الوطية" ستعود تحت سيطرة الجيش الليبي لكنها لن تحمل اسم تركي كما يتردد الآن. من جانبها، أدانت الخارجية الليبية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة العدوان التركي على المدن الليبية وتدمير قاعدة الوطية، مستنكرة استخدام تركيا البارجات والطائرات المسيرة إضافة إلى الميليشيات والمرتزقة لانتهاك سيادة ليبيا. وكشف الجيش الليبي عن مشاركة بوارج عسكرية تركية في الهجوم على قاعدة الوطية، موضحا أن ذلك ساعد ميليشيات حكومة الوفاق في السيطرة على القاعدة. وطالبت الخارجية الليبية الدول العربية والمتوسطية والمغاربية بسحب اعترافها بحكومة الوفاق لأن ما تقوم به تركيا لا يهدد ليبيا وحدها بل المنطقة بأكملها، حسبما أكدت في بيان. جاء ذلك عقب إعلان حكومة الوفاق السيطرة على قاعدة الوطية غرب طرابلس، معتبرة أن ذلك مكسبا عسكريا هاما، لكن الجيش الليبي أكد أن الوطية لا تمثل أي أهمية عسكرية، لكن السيطرة على القاعدة تمثل انتصارا معنويا للميليشيات والمرتزقة.