على مدار أيام لم تتوقف حالة الجدل، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور ل محور ترعة الزمر في محافظة الجيزة، توضح مدى اقتراب المحور المروري من العقارات السكنية المجاورة للمحور، وملاصقته لها في العديد من المناطق، رغم أنه محور مروري سريع، مما ينذر بالعديد من الحوادث التي قد توقع الكثير من الضحايا خاصة من سكان تلك العقارات المجاورة للمحور. الصور الأولى التي تم تداولها للمحور المروري والمعروف باسم محور "الملك سلمان" تثبت عدم ترك مسافة آمنة بين المحور المروري والعقارات المجاورة، والتي أصبحت بحكم طبيعة المحور عقارات ملاصقة له مباشرة، ما سبب موجة كبيرة من الغضب بين سكان تلك العقارات.
تخوفات أصحاب العقارات المجاورة والوحدات السكنية التي أصبحت ملاصقة للمحور -بسبب ما اعتبروه خللا في التنفيذ- نبعت تلك التخوفات جميعها، من أن المحور أصبح يمثل أكثر خطورة على أصحاب تلك العقارات، أكثر من خطورة محور صفط والشهير باسم "محور الموت" نظرا لتكرار الحوادث التي تقع عليه، أو عمليات سقوط السيارات من أعلى المحور.
"الكارثة اللي احنا بقينا فيها بين يوم وليلة اننا هنلاقي نفسنا في يوم من الأيام وعربية داخلة علينا الشقق اللي احنا عايشين فيها" بتلك الكلمات بدأ عبدالناصر محمد، أحد سكان العقارات المجاورة ل محور ترعة الزمر، في إشارة منه لعدم وجود مسافة آمنة بين المحور والعقارات السكنية المجاورة له، وهو ما يهدد حياة سكان تلك العقارات.
المشكلة التي يعانيها "عبدالناصر" كغيره من سكان العقارات المجاورة للمحور الجديد، والتي تحولت بين ليلة وضحاها من حد كونها منفعة عامة كان يرحب بها الجميع إلى كارثة تهدد سكان تلك العقارات، وتنذر بوقوع حوادث مرورية يومية قد تتسبب في انهيار الوحدات السكنية وسقوط العديد من الأرواح، وهو ما عبر عنه قائلا: "في بداية الموضوع كنا فرحانين انه بيتم تنفيذ محور مروري كبير زي ده، بيساعد على اختصار الوقت لكل سكان المحافظة، لكن بين يوم وليلة لقينا المشروع الجديد بيهدد حياتنا، الكوبري بقى ملاصق لشققنا".
وطبقا لمخطط تنفيذ محور ترعة الزمر فإن المحور يعد أول محور مرورى حر يربط بين شمال وجنوب الجيزة، ويضيف مداخل جديدة لمدينة الجيزة للربط مع محافظة القاهرة، ويوفر نصف مسافة الرحلة بين شمال وجنوب الطريق الدائرى باستغلال القوس الغربى للطريق الدائرى، مما يؤدى لتقليل وقت الرحلات، وخفض التلوث، وتوفير استهلاك الوقود ، ويبدأ من الطريق الدائرى جنوبًا "دائرى المنيب"، وحتى الطريق الدائرى شمالًا "دائرى الوراق" بمحافظة الجيزة، بطول حوالى 12 كم، وعرض (33 – 65.5) مترًا، ويربط المحاور العرضية الرئيسية 26 يوليو – جامعة الدول العربية – صفط اللبن – فيصل – الهرم) بالإضافة إلى شوارع "مستشفى الصدر – الثلاثينى – خاتم المرسلين – مطار إمبابة. ورغم أن المشروع الذي يقع على ارض محافظة الجيزة وينفذه جهاز تعمير القاهرة الكبرى التابع لوزارة الإسكان، وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع 3.9 مليار جنيه، ويهدف إلى حل العديد من المشاكل المرورية بمدينة الجيزة، ويقوم بإعادة توزيع الحركة المرورية، بما يخفف الاختناقات المرورية الحالية بميدان الجيزة، ومحور 26 يوليو، ومحور صفط اللبن، إلا أنه لم يراع سكان العقارات والوحدات السكنية المجاورة.
وأمام تلك الاستغاثات الكبيرة من سكان العقارات المجاورة لمشروع محور ترعة الزمر، والذي يتم تنفيذه، أكد مصدر مسئول في محافظة الجيزة، أن جهاز تعمير القاهرة الكبرى هو المسئول عن التنفيذ، وأنه لم يكن متوقعا أن يكون تنفيذ المحور ملاصقا للوحدات السكنية بتلك الصورة.
وكشف المصدر، أن تلك العقارات المجاورة لمحور ترعة الزمر والتي تحولت تنفيذ المحور إلى عقارات ملاصقة وليست مجاورة فحسب ليست عقارات مخالفة، ولكنه عقارات سكنية تم انشاؤها منذ سنوات، نافيا ما روجه البعض من أن تلك العقارات مخالفة وكان من الأولى إزالتها لتنفيذ هذا المشروع والمحور المروي الحيوي.
