"رمضان كريم"، و"كل عام وأنتم بخير"، و"مبارك عليكم شهركم".. رسائل تهنئة بدأت في الانتشار على مواقف التواصل الاجتماعى بالتزامن مع حضور شهر رمضان الكريم، إذ يستبدل بها البعض صلة الرحم عن طريق الزيارات العائلية، واللقاءات بين الأهل والأقارب والجيران، واقتصرت العلاقات على رسائل جافة بدأت تحل محل الوصل الأسري، وأصبحت الرسالة والتهنئة عبر وسائل التواصل هي البديل عن التواجد الأسري، مما زاد من الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة وقلل فرص الالتقاء والتواصل بين الأصدقاء والأقارب، بالإضافة إلى زيادة فرص التباعد لما نمر به من انتشار الفيروس المستجد. وكثيرا ما يكون هناك عادة يوم متفق عليه يتجمع فيه العائلة أو الأصدقاء، ولكن مع انتشار فيروس كورونا امتنع البعض عن هذه التجمعات، وخاصة إذا كانت في مكان مغلق أو كان بينكم أحد مصاب بالسعال أو أعراض البرد، وفي الآونة الأخيرة تحولت المناسبات الاجتماعية إلى تهانٍ باردة خالية من المشاعر الصادقة والأحاسيس الدافئة ، حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في التباعد الاجتماعى و تغيير طريقة التواصل في عدد من المناسبات المختلفة بعيدًا عن الطريقة المُعتادة حيث اختصرت تلك الوسائل المسافات بين الافراد ولكنها اثبتت فشلها في إيصال شعور الاهتمام لدى المرسل أو المُستقبل ، وانها لا تعادل أبدًا الزيارات التي تُسعد الأقارب، وخصوصًا الأجداد الذين لم يعتادوا هذه الاشياء وينتظرون تلك المناسبات الدينية ليلتقوا بالأبناء والاحفاد ، و قد خلقت هذه الرسائل المحولة عبر الواتس والماسنجر نوعًا من اللامبالاة حيث استبدلت الكلمات الطيبة الخارجة من القلب برسالة جامدة مكتوبة على الجهاز ، ومع انخفاض معدل الاستفادة من ساعات اليوم الطبيعى وحلت المكالمات التليفونية مكان الزيارات الأسرية، وأصبح الصوت بديلًا للقاء، الأمر الذى تحول حاليًا إلى رسالة جافة لا صوت فيها ولا حضور يستطيع نقل المشاعر إلى من نقوم بتهنئتهم ومعايدتهم. فهل تزيد تلك العادة الجافة الى التباعد عن التواصل عبر الهاتف الذى يكفى هذه الأيام بدلا شعور بدفئ المناسبة التي تجمعنا ، نحن لاننكر ما تركه فيروس كورونا من رعب التواجد فى التجمعات ، هذا بالتزامن مع توصيات منظمة الصحة العالمية خوفًا من انتشار فيروس كورونا فامتنع البعض عن أداء التحية المعتادة للغير، و الاكتفاء بالإيماء الرأس في انحناء خفيف دال على التحية، بعدما كانت من قبل التحية والسلام باليد والتقبيل دليل على الحفاوة وشدة الموادة الآن وبعد انتشار فيروس كورونا توقفت هذه العادة وتحولت إلى سلوك قاتل قد يودى بحياتك الى مهلكة هذا الفيروس الذى أثار الرعب لدى الحكومات لانها هى المرة الاولى التى توضع فيها حماية الدولة فى يد ومناعة ووعى الافراد لديها ، كورونا اجبرنا على البحث عن الاشياء الدائمة بعد أن باتت الحياة بحد ذاتها مؤقته ، وهذة الرسائل زادت من التباعد الجسدى بعد ان عانينا من التباعد العاطفى ، فهل ستعين تلك الرسائل الجافة فيروس كورونا فى تجاهل وزيادة التباعد بين الناس ، أو انها عاده ثقيله ستختفى ان شاء الله بأختفاء الوباء ، مع العلم أن مكالمات الهاتف لا تنقل العدوى .....!