قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية التهنئة لجموع الأقباط بمناسبة "خميس العهد"، وهو عيد سيدي مفرح نحتفل به وسط مجموعة من الآلام. وقال البابا تواضروس الثاني - في عظته خلال قداس خميس العهد الذى ترأسه بكنيسة التجلي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون - إن السيد المسيح صنع الفصح مع التلاميذ وأسس الكنيسة في هذا اليوم، وأنه ايضا غسل أرجل التلاميذ ليعملهم التواضع. وأضاف أن السيد المسيح تحدث طويلا في حديث يسمى ب"حديث العلية"، كما انه قام ب"الصلاة الوداعية" وهى مذكورة في إنجيل يوحنا الاحصاح ال17، وهى موجودة في 26 آية، وهى تعد قدس العهد الجديد، وتعتبر في كل معانيها ترسم حياة الكنيسة. وتابع قائلآ، إن الكنيسة تصنع 5 أعمال في هذا اليوم، فهى اليوم ترفع بخور باكر على رغم الأيام الماضية الاثنين والثلاثاء والأربعاء والجمعة من أسبوع الآلام لا توجد فيها رفع بخور، كما تقوم الكنيسة بدورة "تبكيت يهوذا" وكيف أنه سلم سيده بحفنة من المال. وأشار إلى الكنيسة تقيم طفس اللقان وغسل الأرجل وهو يتم في "عيد الغطاس وعيد الرسل وخميس العهد"، موضحا أن قداس اليوم مختلف عن كافة القداسات وفيه أجزاء كثيرة لا تقال، وهو يعد الصورة الأولى للقداس الذى سلمه السيد المسيح لتلاميذه، كما انه في عشية هذا اليوم تصلي الكنيسة ساعات البصخة وتقرأ 4 فصول من الأنجيل في كل ساعة. ونوه قداسة البابا تواضروس إلى أهم درسين لابد ان نتعلمهم، هو أنه عندما نلاحظ أفعال السيد المسيح يوجد بها مزيج من أمرين هما "الاتضاع والحب"، وهما القدمين الذين يمشى عليهما كل خادم للمسيح منذ تأسيس المسيحية وحتى نهاية العالم، لافتا إلى أن السيد المسيح في اتضاعه يصل إلى قمة الحب ، وفي محبته يصل إلى قمة الاتضاع، وأنه في غسل الارجل قمة التعليم الذى يقدمه المسيح للقدوة. وتابع، إنه في واقعة غسل الأرجل حادثة فريدة، فإن الملم يجلس في منطقة أعلى والتلاميذ في منطقة أقل، اما السيد المسيح فقدم نموذجا جديدا بأخذه مياه وجلس عند أقدام تلاميذه ويغسل أقدامهم، ولهذا اعترض بطرس الرسول، وسأله كيف تغسل أقدامنا ونحن تلاميذ وانت المعلم، وفعل السيد المسيح ذلك ليعالج خطأ وقع فيه تلاميذه وهو سؤال "من هو الأعظم؟" فأراد ان يعلم درسا قاطعا بغسله أرجل التلاميذ، رغم اعتراض بطرس. ونوه إلى أن غسل الأرجل في احد معانيه يشير إلى التوبة، وأن الإنسان يحتاج دوما إلى أن يحيا في طريق التوبة، وأن كلام السيد المسيح حي إلى هذا اليوم في حياتنا وكنائسنا. وأكد أن السيد المسيح يعلمنا الكثير من الدروس في هذا اليوم، وأن تاسيس سر الافخارستيا هو بمثابة عهد بين الانسان والله، موضحا انه إذا كانت في هذا العام بسبب انتشار فيروس "كورونا" تمنعنا من التجمع معا والصلاة، ولكن لنا ثقة في الله أن ينهى هذه الأمور وأن يشفي كل المرضى وأن ينيح أنفس الذين رحلوا عن عالمنا. وشدد البابا تواضروس على أن الله سيقبل صلوات الانسان وهو في المنزل وأنه على كل فرد أن يأخذ عهد مع الله بأن يكون متضع ومحب للجميع، ليكون لكل شخص شركة حقيقية مع المسيح.