دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان "ميشال باشليت"، منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى التضامن مع السكان من أصل آسيوي؛ نظرا كونهم خاضعين للتمييز، حيث تداول كثيرون معلومات خاطئة عن إصابة الآسيويين فقط بهذا المرض ودون غيرهم؛ مما ولّد خوفا تجاه التعامل معهم وصل أن بعض الدول قامت بترحيل المواطنين من أصل آسيوي وأعادتهم إلى بلادهم. ومن جهتها، تحاول منظمة الصحة العالمية جاهدة منع هذه المظاهر العنصرية. ونشرت صحيفة "ذي فيجون" الإيطالية تقريرا، سلطت فيه الضوء عن مظاهر التعصب والكراهية والعنصرية ضد الصينيين، على إثر ظهور فيروس كورونا الجديد. استهداف الصينيين والكوريين وقالت الصحيفة تقريرها إنّ الخوف من الإصابة بعدوى بفيروس كورونا الجديد جعل بعض الصحف العالمية تنشر الأكاذيب والإشاعات التي تنصح بتجنب الأشخاص ذوي العرق الصيني، وتجنب المناطق ذات الحضور العالي للصينيين. وبات السياح الصينيون في العالم محل سخرية وشتم. وبيّنت الصحيفة أنّه مع انتشار الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا الجديد، الذي ظهرت أولى حالات الإصابة به في مدينة ووهان الصينية، ثم انتشر بسرعة على نطاق عالمي، زادت حالات رهاب الأجانب تجاه الأشخاص ذوي الأصل الصيني. وذكرت بعض التقارير أنّ الصحف العالمية ساهمت بشكل كبير في تصعيد مظاهر التمييز. وبرزت مظاهر رهاب الأجانب في أستراليا أيضا، حيث تم نشر إعلانات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، تنصح بضرورة تجنب المناطق ذات الحضور العالي للأشخاص ذوي الأصول الصينية، كما تحدثت الصحيفة الأسترالية هيرالد سان عن فيروس كورونا، وأثار الخبر بلبلبة لدرجة أنّ الجالية الصينية في أستراليا قدمت عريضة للحصول على اعتذار رسمي. وأوضحت الصحيفة أنّه حتى الإيطاليين أصيبوا برهاب الأجانب تجاه الجالية الصينية، على الرغم من أن المؤسسات المختصة، أكدت مرارا وتكرارا أن الوضع تحت السيطرة، وأنهم وضعوا تدابير وقائية، بيد أنّ الهجوم الإعلامي من خلال نشر عناوين أو منشورات عديدة حول هذا الفيروس الخطير خلق حالة من الرعب الجماعي. وأشارت الصحيفة إلى أنّ التمييز العنصري ظهر تحديدا في البندقية وفلورنسا، حيث تعرض هناك بعض السياح الصينيين للعنف اللفظي، ووقع مطاردة آخرين وإهانتهم والبصق عليهم. بالإضافة إلى ذلك، ظهر شريط فيديو يسيء فيه رجل لزوجين صينيين كانا يتزهان قرب نهر أرنو وشتمهم بأبشع النعوت. زيف الربط بين الفيروس والآسيويين وطالبت الصحيفة بالتصدي للأخبار الزائفة التي تُروج للرابط بين فيروس كورونا والأشخاص من أصل صيني الموجودين في إيطاليا، حيث بات الحي الصيني في ميلانو في حي باولو ساربي، وهي منطقة من المطاعم الصينية ومحلات البقالة ومحلات بيع الملابس بالجملة التي عادة ما تكون مزدحمة للغاية، مهجورا. وأكدت منظمة الصحة العالمية على مدى أهمية تقديم التعريف الصحيح لأي أوبئة أو فيروسات من خلال محاولة تجنب الإشارة إلى الجنسية أو العرق. وتهدف أفضل الممارسات التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية على وجه التحديد إلى منع ظهور سلوكات مثل تلك التي تحدث في هذه الفترة، أي وصم مجموعة عرقية بأكملها. في هذه الحالة، يتمثل الاسم العلمي لهذا الفيروس بكورونا، ولكن، تساهم تسميته "الفيروس الصيني"، في الزيادة حلقات التعصب غير المبررة.
بالإضافة إلى ذلك، تحاول منظمة الصحة العالمية أيضا تشجيع الناس على الاستفسار على موقعها أو على مواقع السلطات الوطنية، أو على الصفحات الاجتماعية للأطباء والعلماء المختصين، في محاولة لمواجهة الأخبار الزائفة المتداولة على شبكة الإنترنت أو على الشبكات الاجتماعية.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن مواطنين فرنسيين من أصل صيني أطلقوا حملة اجتماعية "أنا لست فيروسا". ظهر النداء على موقع تويتر من طرف لو تشنج وانج، لينتشر على الفور في جميع أنحاء العالم. وقالت في الواقع، هناك فرق بين من ينشر المعلومات الصحيحة وبين من يتنافس لكتابة العنوانين الأكثر كارثية وإثارة، دون الأخذ بعين الاعتبار أننا نتحدث دائما عن بشر. واعتذرت الخطوط الجوية الملكية الهولندية عن عدم السماح للمسافرين الكوريين الجنوبيين باستخدام مرحاض إحدى طائراتها، بسبب مخاوف من فيروس "كورونا" الجديد. ووقع الحادث على متن طائرة تابعة للشركة الهولندية، كانت متجهة من أمستردام إلى إنتشون في كوريا الجنوبية في العاشر من فبراير، حيث وضع أحد أفراد الطاقم ورقة باللغة الكورية على باب المرحاض، كتب فيها "المرحاض لأفراد الطاقم فقط"، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب". وأوضحت الوكالة أن الطاقم أضاف بعد ذلك ورقة بالنسخة الإنجليزية للنص بعد أن أشار إلى ذلك أحد الركاب. وقال المدير العام لفرع الشركة في كوريا "هذا خطأ بشري ونحن نعتذر عنه". وأضاف "نحن نأخذ مزاعم قيامنا بممارسة التمييز ضد بعض ركابنا على محمل الجد، ونأسف بشدة، لأن هذا اعتبره البعض تمييزا، وهو ما لم يكن في نية الطاقم مطلقا".