* البابا شنودة فتح المجال لحياة رهبانية تضخ للكنيسة أساقفة ورهبانا لحفظ التعاليم * ولد البابا شنودة باسم "نظير جيد روفائيل" في 3 أغسطس 1923 * شغل منصب رئيس تحرير مجلة "مدارس الأحد" قبل دخوله الرهبنة * البابا شنودة حمل اسم "أنطونيوس السرياني" بتاريخ 18 يوليو 1954 تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الثلاثاء، بالذكرى الثامنة لرحيل مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، البطريرك ال117 من باباوات الإسكندرية، الذى يتوهج حضوره في قلوب الأقباط رغم الغياب بفضل تعاليمه ومحبته وأبوته التى لمسها كل من تعامل معه أو استمع لتعاليمه. البابا شنودة الثالث الذى رحل عن عالمنا في 17 مارس 2012، ترك بصمة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستظل آثارها باقية على مدى الأجيال، هو الذى أسس وأعاد إعمار العديد من الأديرة والكنائس وفتح المجال منذ توليه مهام الكرسي المرقسي لحياة رهبانية تكون بمثابة الشريان الرئيسي لتغذية الكنيسة بالآباء الرهبان والأساقفة الذين يحملون أمانة التعليم. وُلِد البطريرك ال117 باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، ورحل عن عالمنا في 17 مارس 2012، وما بين التاريخين عالم من الحكايات تشهد لرجل أفنى عمره في محبة الوطن والكنيسة حتى النفس الأخير، فهو البابا رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. التحق "نظير جيد" بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج في الكلية الإكليركية وعمل مدرسًا للتاريخ. وتميز منذ سنوات عمره الأولى بحبه الشديد للكتابة، خاصة كتابة القصائد الشعرية، وعمل لعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد"، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وأحد الخدام الذين لهم تأثير كبير في تاريخ مدارس الأحد، والتحق بعد دراسته الجامعية بالجيش المصري برتبة ملازم. وتم إعلان نظير جيد راهبًا باسم أنطونيوس السرياني في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، في 30 سبتمبر 1962. وعندما رحل البابا كيرلس في 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة. وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، إلى جانب مئات الكهنة للخدمة في مصر ودول المهجر وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرةوالإسكندرية وكنائس المهجر، حيث أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، فضلا عن اهتمامه بحياة الرهبنة في الأديرة، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت. في يوم السبت 17 مارس 2012، أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس "وقتها" وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر ناهز 89 عامًا. وقال في بيان رسمي: "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع". البطريرك الذى جلس على الكرسي المرقسي لمدة 41 عاما كان سلاحه الوحيد في مواجهة المشكلات هو الصلاة، وكان من أهم ما قاله في عدد من الأزمات: "نحن نصمت لكى يتكلم الله"، ورغم مشاغله العديدة لم يتأخر يوما عن تقديم العطاء والمحبة لكل أحد خاصة الفقراء الذين أحبهم واهتم بهم بشكل خاص، حيث كان يخصص يوم الخميس من كل أسبوع لاجتماع "لجنة البر" لتلبية احتياجات كل من له ضيقة. وفي يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا شنودة في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، وترأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يدفن هناك.