قال الشيخ علي فخر مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا مانع شرعًا من إقامة الصلاة لرفع البلاء والوباء الذي أصاب العالم، كفيروس كورونا الأخير، بشرط أن تؤدى كالصلاة العادية بشروطها وكيفيتها وتكون خالية من البدع والمنكرات. اقرأ أيضًا: دعاء التحصين من كورونا والوباء.. الإفتاء تنصح ب 24 كلمة للوقاية ويحاول المسلمون حول العالم التصدي لانتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، من خلال إقامة صلاة جماعية في وقت محدد، خاصة بعد تزايد ظهور المصابين وآخرها كان ظهور حالتين في مصر. عشرات التحذيرات والتدابير الوقائية أعلنها عدد من الدول حول العالم، في محاولة للوقاية من الفيروس المنتشر عالميًا، ولكنْ المسلمون كان لهم وسيلة أخرى وهي تحديد موعد محدد لصلاة جماعية للدعاء من أجل تخفيف بلاء فيروس كورونا الذي يجتاح العالم. وتم نشر الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإرسالها عبر باقي التطبيقات، وتم تحديد موعد الصلاة فيها ليصبح الثلاثاء 3 مارس، وكتب في الدعوة الإلكترونية: «3 مارس المسلمين فى كل الأنحاء هيصلوا صلاة جماعية ركعتين لله عز وجل ندعوه سبحانه يرفع وباء "كورونا" عن الأرض ونتضرع له يرحمنا برحمته، الصلاة ستكون بإذن الله فى توقيت موحد على مستوى العالم الساعة 20 بتوقيت جرينتش» وتابعت الدعوة الإلكترونية مواعيد الصلاة في أكثر من بلد والرغبة في حشد أكبر كم من المروجين لهذه الدعوة: «وموعدها الساعة 10 مساء في القاهرة والقدس وسوريا، 11 مساء مكة والكويت والعراق، 12 ليلا في الإمارات، و1 ليلا في باكستان، عايزين نجمع اكبر قدر من المشاركين ؛ملايين المسلمين يجتمعوا على قلب رجل واحد فى صلاة بنية الدعاء لرفع وباء "كورونا» . وكانت قد ارتفعت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الصين ليصبح 80026 حالة، أما أعداد الوفيات فوصلت إلى 2912 حالة في الصين، مع اكتشاف عدد من الحالات المصابة في عدد من دول العالم. فضل الصلاة لرفع البلاء على العبد أن يحرص على أداء العبادات التي جاءَتِ النصوصُ بأنها تدفع البلاء؛ ومنها: الصلاة بخشوع وطمأنينة: عن أمِّ المؤمنين عائشةَ بنت الصدِّيق رضي الله عنهما قالَتْ: "خسَفتِ الشمسُ في عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس...، وانجلَتِ الشمسُ قبل أن ينصرِفَ، ثم قام فخطَب الناس، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتانِ مِن آيات الله، لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتُموهما فافزَعوا للصلاة» (متفق عليه). وذكر الإمام النووي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتموها فافزَعوا للصلاة»، وفي رواية: «فصلُّوا حتى يُفرِّج اللهُ عنكم»، معناه: بادِرُوا بالصلاة وأسرِعوا إليها؛ حتى يزولَ عنكم هذا العارضُ الذي يُخافُ كونُه مُقدِّمةَ عذابٍ". ومَن أُصيبَ بكَرْبٍ، فعليه بالصلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يتكلَّم في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجلٌ يُقالُ له: جُرَيْج، كان يصلي، جاءَتْه أمُّه فدَعَتْه، فقال: أُجِيبُها أو أُصلِّي؟! فقالت: اللهم لا تُمِتْهُ حتى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِسات، وكان جُرَيجٌ في صَوْمعته، فتعرَّضت له امرأةٌ وكلَّمتْه فأبى، فأتَتْ راعيًا فأمكنَتْه مِن نفسِها فوَلَدتْ غُلامًا، فقالت: مِن جريج، فأتَوه فكسَروا عليه صومعتَه، وأنزَلوه وسبُّوه، فتوضَّأ وصلَّى، ثم أتى الغلامَ، فقال: مَن أبوك يا غلامُ؟ قال: الراعي، قالوا: نَبْنِي صومعتَك من ذَهَبٍ، قال: لا، إلا مِن طين» (متفق عليه). وأوضح الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفي الحديث أنَّ المفزعَ في الأمور المُهمَّة إلى الله، يكون بالتوجُّه إليه في الصلاة». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخل إبراهيمُ قريةً فيها جبارٌ مِن الجبابرة، فقيل له: إن ها هنا رجلًا معه امرأةٌ من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، فقال: مَن هذه؟ قال: أختي، فأتى سارةَ، وقال: يا سارةُ، ليس على وجه الأرض مؤمنٌ غيري وغيرُك، وإنَّ هذا سألني عنكِ، فأخبرتُه أنكِ أختي، فلا تكذِّبي حديثي، فأرسَل إليها، فلما دخلت إليه قام إليها، قال: فأقبَلَت تتوضأ وتصلِّي، وتقول: اللهم إن كنتَ تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنتُ فرجي إلا على زوجي، فلا تُسلِّط عليَّ هذا الكافر، قال: فغُطَّ حتى ركض الأرض برجلِه، فقال: ادعي الله ولا أضرك، فدَعَت الله، فأُطلِق، ثم تناولها ثانية، فأُخذ مثلها أو أشدَّ، فقال: ادعي الله ولا أضرك، فدَعَت، فأُطلق، فدعا بعض حجبتِه، وقال: إنكم لم تأتوني بإنسان؛ إنما أتيتموني بشيطانٍ! فأخدَمها هاجر، فأتت إبراهيم، فقالت: ردَّ اللهُ كيدَ الكافر - أو الفاجر - في نحرِه، وأخدَمَ هاجرَ» [أخرجه البخاري]. ونوه الحافظ ابن حجر رحمه الله: «بأنه في الحديث... أن مَن نابه أمرٌ مُهِمٌّ مِن الكرب ينبغي له أن يفزَع إلى الصلاة». اقرأ أيضًا: اذكار المساء والنوم .. للوقاية من القلق وشر المخلوقات 8 أذكار قبل النوم تحفظك من الشيطان.. حرص عليها الرسول