في اللاتينية، كلمة "فيروس" تعني السم. الفيروسات طفيليات، ولا يمكنها التكاثرها بمفردها، بل تعتمد على خلايا المضيف لإنتاج الطاقة والتكاثر داخل خلايا المضيف الحي للبقاء على قيد الحياة. عند الإصابة بفيروس تضطر الخلية المضيفة إلى إنتاج آلاف النسخ المتطابقة من الفيروس الأصلي بمعدلات كثيرة . يبلغ حجم الفيروس تقريبًا 20-400 نانومتر. تسبب الفيروسات أمراضًا مختلفة اعتمادًا على أنواع الخلايا التي تصيبها. يمكن أن تسبب بعض الفيروسات إصابات مزمنة مدى الحياة، حيث تستمر الفيروسات في التكاثر في الجسم. من أمثلة الفيروسات الشهيرة: الجدري، الجديرى المائى، فيروسات نزلات البرد، الإنفلونزا، الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، الهربز. فيروسات الالتهاب الكبدى، شلل الأطفال، الإيبولا، وفيروس الكورونا الجديد كوفيد -19. قتلت الفيروسات الملايين من البشر. فيروس الإنفلونزا قتل فى 1918 حوالى 40 مليونا من البشر، فيروس الإيدز قتل 36 مليونا، الإنفلونزا الموسمية تقتل 500 ألف إنسان كل عام. هناك عوامل رئيسية تسمح للفيروسات بالتسبب في أوبئة الأمراض المعدية الناشئة مثل: زيادة عدد سكان الكوكب، فتعداد الأرض اليوم حوالى 7,5 مليار إنسان. العالم أصبح قرية صغيرة، مما سهل انتشار الفيروسات بسرعة أكبر عبر مسافات أكبر وفى دقائق. تضخمت رحلات السفر والتنقلات بين أرجاء المعمورة مما زاد من احتمال انتشار الفيروسات حول الأرض، واندلاع الأمراض الجديدة فى جميع القارات. توجد بعض الفيروسات في الحيوانات ولكنها نادرًا ما تنتشر إلى البشر، في بعض الأحيان يمكن أن تحدث طفرات تجعل الفيروسات الجديدة تدخل المجتمعات البشرية، ولأن البشر ليس لديهم مناعة ضد الفيروسات الجديدة الوافدة ، غالبًا مايحلو المقام للفيروسات ، و سرعان ما تبدأ فى العبث بأجهزة الإنسان. غالبا ما يكون الجهاز التنفسى هو الضحية الأولى ، ومنصة الانطلاق لجهاز أو أكثر فى جسد الإنسان . وبمرور الوقت ، ولتأخر اكتشاف علاج جديد ينتشر الفيروس مسببا وباءًا جديدًا. غالبا ، ما يكون لدى البشر مناعة ضئيلة، أو معدومة ضد الفيروس الجديد. كثير من الأحيان لا يمكن أن ينتشر فيروس جديد بين الناس ، ولكن إذا تغير أو تحور ، فقد يبدأ في الانتشار بسهولة ، و في هذه الحالة ، يمكن أن يؤدي إلى وباء. تتسبب المعايير الثقافية، وتغير الأنماط الغذائية في انتشار العدوى بالفيروسات ، مثل عادات السلامات والقبلات والأحضان الحارة فى المناسبات الاجتماعية ، و تناول لحوم الحيوانات البرية . وبذلك يتم تبادل و توزيع الفيروسات بسهولة ، وبجرعات تصل للملايين على المواطنين بسرعات فائقة. تغير المناخ والطقس دفع بعض الحيوانات التي تحمل فيروسات وديعة لاتضرها إلى الهجرة لمناطق مختلفة ، ومنها انتقلت إلى الناس. أنعش تغير المناخ بعض الفيروسات و جعلها تنتشر لمسافات أبعد ،و فى مساحات أوسع ،و لأوقات أطول .
الحاجة لأسلحة جديدة ، و التفكير فى الأسلحة البيولوجية ربما يحفز استخدام الإنسان الفيروسات فى حروب المستقبل ، فهى الأرخص ،و الأكثر فتكا بالأعداء والمنافسين . صراع البقاء ، الفيروسات نفسها ليست غبية،و تتفنن فى التنافس مع الكائنات الأخرى للبقاء والتفوق واستعراض القوى . يعد فيروس الأنفلونزا مثالًا رائعًا على كيفية تمكين الطفرات انتشار الفيروسات على نطاق واسع بين البشر كل عام وكل فترة ، مما يجعلنا نحتاج إلى تطوير تطعيم جديد للإنفلونزا كل عام. الوقاية من الفيروسات تعتمد على نشر ثقافة الوقاية من العدوى بمعرفة طرق العدوى، والتطعيم بالتطعيمات المتاحة، ورفع المناعة. علاج الفيروسات يعتمد على مضادات الفيروسات ، وهى ليست رخيصة الثمن ، و إن وجدت تختص بنوع ما من الفيروسات، ولا تعمل ضد الفيروسات الجديدة غالبًا. المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات، وإنما على البكتيريا فقط . سرالخلاص من الفيروسات هو المناعة ، و الجهاز المناعى القوى يغسل الجسم من الفيروسات بسهولة ، وربما تم شفاء الشخص المصاب من الفيروس بدون ظهور أعراض.