أجرت سلطات الادعاء اللبنانية اليوم تحقيقًا مع المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان كارلوس غصن، وأحال المحققون اللبنانيون ملف غصن إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي لاتخاذ القرار. وإلى ذلك، أصدرت السلطات اللبنانية قرارا بمنع كارلوس غصن من السفر. وفي وقت سابق من اليوم، خضع رجل الأعمال غصن اليوم الخميس للاستجواب من قبل المحققين اللبنانيين في قصر عدل بيروت، وذلك بعد استدعائه بناءً على مذكرة من الإنتربول. وكان يتم الاستماع إلى إفادة غصن حول مضمون النشرة الحمراء الصادرة عن القضاء الياباني، والتي تتهمه بارتكاب جرائم على الأراضي اليابانية وتطالب بتوقيفه. كما يجري الاستماع إلى إفادته حول الأخبار المقدمة في حقه من عدد من المحامين اللبنانيين، عن دخوله إسرائيل والاجتماع مع عدد من القيادات الإسرائيلية. وكانت وزيرة العدل اليابانية ماساكو موري شنت اليوم هجوما علنيا حادا ونادرا على كارلوس غصن، بعدما انتقد النظام القانوني في بلادها قائلا إنه لا يتيح "أدنى فرصة" لمحاكمة عادلة، وذلك في معرض تبريره لهروبه من اليابان إلى لبنان. وأدلى غصن أمس، الأربعاء، بأول حديث علني قائلا إن ممثلي الادعاء في طوكيو عاملوه "بقسوة بالغة" وكانوا يستجوبونه لمدة تصل إلى ثماني ساعات في اليوم دون حضور محام وحاولوا انتزاع اعتراف منه. وفر غصن، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان موتور اليابانية ورينو الفرنسية، من اليابان الشهر الماضي بينما كان يخضع للإقامة الجبرية في انتظار محاكمته بتهم الإبلاغ عن مكاسب أقل من الواقع وخيانة الأمانة واختلاس أموال من الشركة، وكلها اتهامات ينفي ارتكابها. ونقلت قناة "فرانس 24" عن غصن اتهامه شركة نيسان "بالتواطؤ" مع المدعي العام الياباني بشأن توقيفه. وجاء ذلك في أول ظهور علني له منذ وصوله من اليابان، حيث كان قيد الإقامة الجبرية في انتظار محاكمته.. وقال غصن إنه كان "معتبرا مذنبا" قبل ثبوت الذنب عليه. وفي وقت لاحق ندد الادعاء العام الياباني بتصريحات غصن ووصفها ب"غير المقبولة". وخلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت الأربعاء تحدث رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن عن "تواطؤ" بين شركة "نيسان" اليابانية للسيارات التي كان يرأس مجلس إدارتها، والادعاء العام الياباني أدى إلى "توقيفه الاستعراضي". وفي تصريحه من بيروت التي يتواجد فيها منذ فراره من طوكيو، قال غصن إن "التواطؤ بين نيسان والمدعين العامين (موجود) في كل مكان". وفي حديثه عن الاتهامات الموجه إليه أكد غصن أنه "لم يكن أمامه من خيار" إلا الهروب من اليابان، لأنه كان "معتبرا مذنبا" قبل ثبوت الذنب عليه في قضايا التهرب الضريبي والفساد التي اتهم بها. وكان كارلوس غصن قال في بداية كلامه إن لبنان هو "البلد الوحيد الذي وقف إلى جانبه" في أزمته، مضيفا "أنا في لبنان، أحترم لبنان، وأحترم الضيافة التي أعطتني إياها سلطات لبنان".