كيف خدع كارلوس غصن كوكب اليابان الشقيق .. تفاصيل هروب جيمس بوند اللبناني

يثير رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن جدلا عالميا واسعا بعد هروبه المفاجئ للبنان من اليابان، وسط التهم الموجهة إليه بالفساد المالي خلال توليه منصب رئيس اثنتين من كبرى شركات صناعة السيارات اليابانية، نيسان وميتسوبيشي.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حدد القضاء الياباني قيمة كفالة غصن بانتظار محاكمته في 2020 بقيمة 1.5 مليار ين، نحو 13.8 مليون دولار، الأمر الذي يحتم عليه البقاء في المنزل ومنعه من السفر والحجز على جوازات سفره الثلاثة بيد فريق الدفاع عنه ليضاف الى ذك كله خضوعه لمراقبة حثيثة.
ويجري البحث عن الطريقة التي تمكن بها غصن من الهرب إلى لبنان، حيث نشرت تقارير عدة قدمت روايات مختلفة حول قصة هروبه.
ماذا قال محامي غصن؟
وقال محامي كارلوس غصن الياباني جونيشيرو هيروناكا في مؤتمر صحفي إنه ذهل عند سماعه بنبأ وجود موكله في لبنان، مؤكدا أنه لم يجر أي اتصال معه منذ رحيله إلى لبنان في ظروف لا تزال غامضة.
وأضاف أن هروبا مثل هذا بتطلب تخطيطا مفصلا ولا يأتي بكلفة قليلة، لافتا على أن هروب غصن لابد أنه تم بمساعدة "منظمة ضخمة" ليتمكن من تنفيذه.
فيما قال بيان لمديرية الأمن العام في لبنان إن غصن "دخل إلى لبنان بصورة شرعية ولا توجد أية تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقه أو تعرضه للملاحقة القانونية".
كيف هرب غصن؟
أوضحت "سي إن إن" أن غصن تمكن من الحرب من الحراسة المشددة، في الوقت الذي لم يتمكن فيه غصن من النزول لشراء زجاجة حليب من المتجر بالحي الذي يقطنه دون أن يخبر أحدا بذلك ويعمله بتحركاته.
وأضافت أن غياب أدلة قوية على طريقة مغادرته أشعل عددا من التكهنات، منها أن غصن هُرّب من اليابان داخل صندوق مصمم للمعدات الموسيقية وذلك بعد حفل ل"جورجيان موزيك اسمبلي" في منطقة سكنه، وهو ما تتداوله وسائل إعلام لبنانية.
وذكر موقع "لبنان 24" أن معلومات من مصادر مطلعة تؤكد أن غصن خرج من اليابان عن طريق التهريب عبر صناديق الآلات الموسيقية، مع أن هذا السيناريو لا يمكن أن يكون دقيقا إلا إذا كان ثمة خطأ قد حصل للتغاضي عنه في مطار اليابان.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن عملية هروب غصن تليق بجيمس بوند، حيث دبرت زوجته كارول غصن هروبه بمساعدة إخوتها من والدتها الذين يقيمون علاقات ممتازة في تركيا، وقرار الفرار اتخذ بعدما أصيب غصن بالهلع جراء وصول معلومات للسلطات اليابانية من مصرف سويسري ومن "الجهات الضرائبية" في جزر "العذراء" ومن دبي.
وأضافت أنه جرى تهريب غصن على متن طائرة سرية متجهة إلى تركيا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن غصن وصل إلى لبنان عبر تركيا مستندة في ذلك على بيانات موقع "فلايت رادار 24" والتي يظهر فيها مغادرة طائرة خاصة من أوساكا باليابان إلى إسطنبول في تركيا وأخرى غادرت صوب لبنان في المدة الزمنية ذاتها التي قيل إن غصن وصل فيها إلى لبنان.
وقالت إن هروبه من اليابان جاء بعد أسابيع من التخطيط من قبل شركاء، حيث أفاد مقربون من القضية بأنه تم تشكيل فريق للتدبير لعملية هربه ونفذوا الخطة نهاية الأسبوع الماضي.
وشرحت أن غصن هُرِّب من مقر إقامته في طوكيو المراقب من قبل المحكمة إلى طائرة خاصة نقلته إلى تركيا ثم واصل رحلته إلى لبنان.
وكشفت مصادر لموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني، إن وكالة خدمات الهجرة اليابانية أفادت بأنه لا يوجد في سجلاتها ما يدل على مغادرة غصن للبلاد.
فيما أكدت صحيفة "جورنال لي ايكو" الفرنسية التي تحدثت أيضا عن هروب غصن إلى تركيا ومن ثم إلى لبنان، أن رجل الأعمال اللبناني غادر اليابان متخفيا وبجواز سفر مزور.