تكشف تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعداؤه الصريح للجميع الذي لا يخفيه عن أحد، عن نرجسية تسيطر على ذلك السلطان "المهووس" بحلم الدولة العثمانية الثانية. أثار تصريح أخير لأردوغان ضجة بوسائل الإعلام العالمية، حيث طلب الرئيس التركي من الشعب السوري أن يشكره ويطلب منه الخروج من بلاده ليقوم بذلك، وقال في تصريحات نشرتها وكالة "الأناضول" الحكومية "لن نخرج من سوريا قبل أن تخرج الدول الأخرى ويطلب منا الشعب السوري ذلك شاكرا". وتأتي التصريحات على خلفية الغزو التركي لشمال سوريا، حيث استعان أردوغان بميليشيات مسلحة لإخراج الفصائل المسلحة الكردية من شمال سوريا، فيما عرف بعملية "نبع السلام"، لكن العدوان أسفر عن سقوط مئات الأرواح وإصابة الآلاف، وسط إدانات دولية ومطالبات لتركيا بوقف هجومها على سوريا. لكن الرئيس التركي لم يستجب لأي من المطالب الدولية، وأصر على المضي قدما في خططه لملاحقة الأكراد، بل هدد بعملية أخرى لتطهير سوريا ممن يعتبرهم "إرهابيين"، وفقا لموقع "اوبينيون انترناسيونال" الفرنسي. وهذا التصريح ليس الأول الذي يبيح فيه أردوغان لنفسه استغلال الناس والسخرية منهم، مما ينم عن شخصية نرجسية متأصلة لديها شعور غير عادي بالعظمة، ففي استفزاز آخر، أبرم أردوغان اتفاقية مع حكومة فايز السراج في ليبيا يمنحه حقوقا غير مشروعة في المنطقة، إلا أنه رفض مناقشة أي من تفاصيل الاتفاق مع الدول المعنية، مما دفع اليونان لطرد السفير الليبي احتجاجات على ذلك الاتفاق. ورغم الإدانات الدولية والمطالبات بالتوقف عن أعمال التنقيب غير الشرعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، أكد أردوغان أنه سيواصل أعمال التنقيب في البحر المتوسط، موضحا أنه يقوم حاليا ببناء خط بحري بين تركيا وليبيا، زاعما أن بلاده ستستخدم حقوقها "النابعة من القانون البحري الدولي والقانون الدولي في البحر المتوسط حتى النهاية". ويرى مراقبون أن عدء أردوغان وتصريحاته المستفزة قد تدخل تركيا في أزمة مثلما حدث مع باريس، حيث أهان أردوغان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون واصفا إياه بأنه في حالة "موت دماغي"، فاعتبرت فرنسا أن ما يقوله أردوغان ليس تصريحات بل "إهانات". وعلى إثر ذلك، استدعت فرنسا السفير التركي لديها احتجاجا على ذلك التصريح، وتصاعدت التوترات بين تركيا وأعضاء حلف الناتو خلال القمة الأخيرة في لندن، على خلفية التدخل العسكري التركي في شمال سوريا. لم يكتف أردوغان بذلك، بل واصل استفزازاته لفرنسا، آخرها قوله امس السبت، أن "الوضع في فرنسا واضح للعيان، فكل مكان فيها يحترق وينهار. لماذا؟ لأن الظلم لن يدوم"، وذلك تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها باريس مؤخرا، فيما ذكرت صحيفة "لوباريزيان" أن الرئيس التركي يبيح لنفسه التدخل في شئون الدول الأخرى، لكنه يحرم ذلك على أي طرف خارجي. ويرى مراقبون أن عداء أردوغان للجميع يمكنه أن يدخل تركيا في أزمة حقيقية، إذ أن الخلاف مع "الناتو" بسبب شراء أنقرة منظومة دفاعية روسية وتدخلها العسكري في سوريا، إضافة إلى الاتفاق المشبوه الأخير مع ليبيا الذي يهدف من خلاله أردوغان للسيطرة على ثروات الغاز في المتوسط، قد تؤدي في النهاية إلى تعليق عضوية تركيا في الحلف. ولقي تصريح أردوغان الأخير وطلبه من السوريين الشكر مقابل الاستجابة انتقادات واسعة، ورد مجموعة من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي على الرئيس التركي وقال أحدهم "أنا المواطن السوري يوسف الرمضان أطالب اردوغان بسحب جميع قواته ومرتزقته من سوريا"، بينما رد آخر يدعى أمير قائلا "على أردوغان أن يخرج من سوريا واجره فوق رقبته الشعب السوري لا يرحب باحتلال أردوغان العصملي رئيس المجرمين والاجرام".