شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة عسكرية شمال سوريا مستهدفا المدنيين وخاصة الأكراد متهمها إياهم بدعم الإرهاب، رغم أنهم كانوا ضمن التحالف الدولي الذي يقاتل ضد تنظيم داعش يفي سوريا. وزادت لهجة أردوغان إلى حد تهديد الدول التي أدانت جرائمه في سوريا. هدد أردوغان بإغراق أوروبا باللاجئين ردا على انتقاد الاتحاد الأوروبي للعملية العسكرية التركية شمال سوريا، فعقب إدانات أوروبية واسعة لتحركات أردوغان في المنطقة وبالأخص في سوريا قال الرئيس التركي "إذا اعتبرتم أن عملياتنا هي غزو فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر"، وفقا لمجلة "لوبوان" الفرنسية. ونقلت المجلة عن دونلد توسك رئيس المجلس الأوروبي قوله إن تحركات تركيا في سوريا ستؤدي لكارثة إنسانية، معربا عن رفض أوروبا للعملية العسكرية أحادية الجانب التي تنفذها تركيا معتبرا أنها تثير مخاوف كبيرة ويجب أن تتوقف على الفور. وأكدت توسك أن التدخل العسكري يزيد الأمر سوءا، مؤكدا أن "أوروبا لن تستسلم أمام الابتزاز التركي"، موضحا أنه لن يسمح باستخدام اللاجئن كسلاح لابتزاز البلدان الأوروبية. ويرصد تقرير لصحيفة "لاندبندن" الناطقة بالفرنسية، أسباب شن أردوغان حملة عسكرية ضد الأكراد، إذ أن خطته لاستهداف الأكراد ليست بالجديدة فهو يطاردهم منذ سنوات لإضعاف تأثيرهم في سوريا وإخراجهم من المشهد ومنعهم من إنشاء المنطقة المستقلة، كما يتهمهم أردوغان بدعم الإرهاب وذلك بسبب صلتهم للمعارضين الأتراك من حزب العمال الكردستاني. السبب الثاني الذي دفع أردغان لغزو سوريا، هو الهزيمة القاسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية الماضية، كما يسعى الرئيس التركي لطرد نحو 3 مليون لاجئ سوري من بلاده، إضافة إلى ذلك فإنه يرغب في إرضاء قاعدته الانتخابية، مستغلا سلاح اللاجئين للضغط على الدول الاوروبية. أما السبب الثالث، فهو رغبة أردوغان أن يكون صاحب الكلمة المسموعة في حل الأزمة السورية، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق وهو ما كان بمثابة الضوء الأخضر الذي دفعه أردوغان لإطلاق عملية "نبع السلام". إضافة إلى ذلك فإن روسيا وإيران هما القوتان المتبقيتان على الأرض في سوريا، لكنهما تقفان على الحياد لعدم خسارة العلاقات مع حليفهما أردوغان. من جهة أخرى، حاول أردوغان التلاعب بالرئيس الروسي والأمريكي في آن واحد، بهدف الحصول على منظومة صواريخ "اس 400" الروسية، وفي الوقت ذاته يؤمن حصوله على طائرات اف 35 المتطورة من الولاياتالمتحدة. وأدى العدوان التركي على سوريا إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والأطفال إضافة إلى مئات الأخرى، فيما أعلنت تركيا قتل 109 ممن تعتبرهم إرهابيين.