كشفت دراسة حديثة في معهد كارولينسكا السويدي، أن الأطفال الذين يولدون بعمليات قيصرية، أكثر عرضة للتوحد أو الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بنسبة تزيد على 20 مليون طفل. وجدت الأبحاث أن الأطفال الذين يولدون قيصريا، لديهم فرصة أعلى بنسبة 33 في المائة لمرض التوحد ، وأكثر عرضة بنسبة 17 في المائة للإصابة باضطراب فرط النشاط الناتج عن نقص الانتباه. واختلف العلماء حول ما إذا كان للولادة علاقة فعلية بالإصابة بهذه الاضطرابات، أو إذا كان كلاهما نتيجة نتيجة لأسباب أخرى، حيث كشف الباحثون أن عدم التعرض للبكتيريا الموجودة في القناة المهبلية والتي يتعرض لها الطفل خلال أثناء الولادة الطبيعية قد يؤثر على نمو المخ فيما بعد بشكل جيد. تضاعفت الولادات القيصرية ثلاث مرات في جميع أنحاء العالم منذ 30 عامًا، حيث يولد حاليا أكثر من طفل واحد من بين كل خمسة أطفال عن طريق العمليات القيصرية. واقترح الباحثون أن النسبة المثالية للولادات القيصرية تتراوح بين 10 و15 في المائة، أي ما يعادل حوالي 25 في المائة في المملكة المتحدة. وأظهرت الدراسات بالفعل أن الأطفال الذين يولدون بالعمليات القيصرية، أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو يعانون من الحساسية أو يصابون بالربو أو النوع 1 من السكري أو سرطان الدم. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يولدون عن طريق العمليات القيصرية، هم أكثر عرضة للتشخيص بالتوحد ، و 17 في المائة أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، مقارنةً بالأطفال المولودين في ولادة طبيعية. وتعتبر أسباب الإصابة بمرض التوحد ليست مفهومة حتى الآن، ويعتقد أن هناك العديد من العوامل الوراثية التي تساهم في حدوث هذه الحالة. وكتب لايدي تشانغ في دراسة سابقة ، أن عدم التعرض للبكتيريا في القناة المهبلية يمكن أن يمنع أجهزة المناعة لدى الأطفال من التطور بشكل صحيح ، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في المخ. لكن الخبراء الذين لم يشاركوا في الورقة قالوا إن هذه الأمور غير محتملة وأن النتائج يجب ألا تتخلى عن الأمهات أو الأطباء الذين يختارون العمليات القيصرية. وقال البروفيسور أندرو شاننان من كلية كينجز كوليدج في لندن، غالبًا ما يلجأ الأطباء إلى الولادة القيصرية بسبب مواجهة الأم لمجموعة من المشكلات التي يمكن أن تؤثر على صحة الأم أو الجنين، ولكن لا ينبغي أن تشعر النساء بالقلق من أجراء عملية قيصرية خوفا على أطفالهن، حيث انها تعتبر عملية آمنة للغاية، ولكنها تحتاج إلى ان تجرى فقط في الحالات الضرورية.