الإنتخابات في الجزائر رغم أن عام 2011 كان حافلا بالأحداث في الجزائر، التي لم تعش ربيعها العربي بعد، لكنها شهدت الكثير من الاحتجاجات والمظاهرات التي فرضت واقعا جديدا جعل السلطات تسارع بالإعلان عن إصلاحات سياسية واجهت العديد من الانتقادات من القوى الفاعلة فى الشارع السياسي كان أعلاها صوتا الأحزاب الإسلامية، التى وجدت بعد غياب طويل حافزا كبيرا لها بعد صعود الإسلاميين فى تونس والمغرب وأخيرا فى مصر. ويرى إسلاميو الجزائر أنه رغم أنهم فقدوا الكثير من نفوذهم منذ أن تحولت مساعيهم فى عام 1992 للفوز بالسلطة إلى صراع دموي، إلا أن فرصتهم أصبحت الآن مواتية بعد أن نجحت انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت هذا العام بزعماء عدد من الحكام العرب الذين حكموا لعقود، وهو ما جعل فاتح ربيعي، أمين عام حركة النهضة "تيار إسلامي معارضة"، يؤكد مؤخرا أن الإسلاميين سيحصدون الأغلبية في الانتخابات المقبلة إذا ما توفرت شروط النزاهة وإذا كانت الصناديق شفافة ولم تمر عبر الغرف المظلمة والمغلقة، مثلما جرت العادة، مشيرا إلى أن الإسلاميين لم يفقدوا شيئا من شعبيتهم، وأنهم قادرون على تحقيق الأغلبية في أي انتخابات تتوفر فيها شروط التكافؤ في الفرص مع الأحزاب الأخرى، خاصة أحزاب السلطة. ويتفق مع أمين عام حركة النهضة، فى نفس الرأي، الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية تحت التأسيس، والذي قاد فى عام 97 حركة النهضة الإسلامية للفوز ب 34 مقعدا من مجموع 389، وحركة الإصلاح الوطني فى عام 2002 للفوز ب 43 مقعدا قبل أن تندلع خلافات داخلية داخل الحركتين ويخرج منهما، الذي يرى أن التيار الإسلامي فى الجزائر فاز فى جميع الاستحقاقات التى شارك فيها، ولكن السلطة استغلت ما حدث فى عام 1991، وتعمدت بعد ذلك تزوير الانتخابات. وقال الشيخ عبد الله جاب الله، فى تصريح لوكالة أبناء الشرق الأوسط، إن نجاح الإسلاميين فى عدد من دول الربيع العربى يعود إلى أن الشعوب العربية ملت من النخب الحاكمة التي فشلت فى جميع نواحي الحياة سواء التنمية أو حماية الحريات. وحسب اعتقاد جاب الله، فإنه حان الوقت للشعب الجزائرى أن يختار الأحزاب الإسلامية، فإذا وجدها فى مستوى وعودها وقدمت بديلا عجزت عن تقديمه النخب خلال العقود الماضية، فسوف يتمسك بها الشعب ويجدد الثقة لها، أما إذا وجدها فشلت فى الوفاء ما وعدت به وحالها لا يختلف عن حال الآخرين، فيجب على الشعب أن يبحث عن أحزاب أخرى.