* مكاسب مصر من تنظيم بطولة أمم أفريقيا 2019: * 16 مليون دولار عوائد استثمار رياضي ضخمة متوقعة * ملاعب مميزة نالت استحسان نجوم الكرة العالميين * القضاء على احتكار بث المباريات * ظهور كوادر شابة ركزت صحيفة «الإمارات اليوم» الضوء على نجاح مصر في تنظيم النسخة 32 من بطولات كأس أمم أفريقيا. وقالت الصحيفة الإماراتية في تقرير نشرته اليوم، السبت 20 يوليو 2019 على موقعها، إن «مكاسب كثيرة جنتها مصر من تنظيم النسخة 32 من كأس أمم إفريقيا، والتي اختتمت أمس، بمشاركة 24 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة القارية، وعلى الرغم من الوداع المبكر للمنتخب بعد الخسارة من جنوب أفريقيا في الدور ال 16، إلا أن مصر كانت الرابح الأكبر من وراء تنظيم هذا الحدث الكبير». وأضافت الصحيفة الإماراتية، أن مصر كسبت الرهان وقدمت بطولة ناجحة تنظيميا وإداريا وتسويقيًا، رغم أن فترة تحضيرها لاستضافة البطولة، لم تزد على خمسة أشهر فقط، بعد قيام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون؛ نظرًا لتأخرها في تشييد الملاعب والمرافق المطلوبة. وأشارت «الإمارات اليوم» إلى أن وزارة الشباب والرياضة في القاهرة كشفت أن البطولة تم تمويلها من خلال التعاقد مع الرعاة، الذين بلغ عددهم 32 راعيًا، وأن البطولة لم تحمّل ميزانية الدولة أي أعباء إضافية. وتابعت الصحيفة الإماراتية: أوضحت الوزارة في بيان رسمي أن «البطولة حققت لمصر مكاسب على المستويات كافة، وأن هناك مكاسب سياسية وثقافية». وفندت الصحيفة الإماراتية المكاسب، فمن الناحية الاقتصادية والسياحية، «من المتوقع أن تحقق مصر ما يقرب من 20 مليون دولار، حيث يبلغ عدد الزائرين السائحين نحو 700 ألف سائح من الدول العربية والأفريقية، ما ينعكس بالإيجاب على معدلات الإشغال الفندقي فى مصر خلال هذه الفترة بنسبة تراوح بين 70 و80% من جنسيات مختلفة، ويوفر الآلاف من فرص العمل» وأضافت الوزارة: «إن تنظيم مصر للبطولة سيحقق عوائد استثمارية رياضية ضخمة بقيمة نحو 16 مليون دولار، وذلك من خلال ظهور الملاعب المصرية بشكل متألق، فضلًا عن حصول مصر على 20% من عوائد البطولة التي يحصل عليها الاتحاد الإفريقي سواء المرتبطة بالإعلانات أو حقوق البث التليفزيوني أو بيع التذاكر». وتابعت الصحيفة الإماراتية أن جميع الدول التي نظمت مثل هذه البطولات حققت رواجًا اقتصاديًا كبيرًا، فمثلًا دولة روسيا حققت أرباحًا مذهلة نتيجة تنظيم كأس العالم، وقدّر الخبراء العائد الاقتصادي من تنظيم تلك البطولة 1.6 تريليون روبل، وهو أكثر بنحو 2.5 مرة من الأموال المستثمرة في هذه البطولة، وفي بطولة الأمم الأوروبية التي أقيمت في فرنسا عام 2016 حصدت فرنسا عوائد بقيمة مليار و220 مليون يورو. وأكدت الصحيفة الإماراتية أن مصر حققت الكثير من العوائد الاقتصادية، حيث تعد استضافة كأس الأمم الأفريقية عنصرا مهما للغاية في تنشيط قطاع السياحة، نتيجة توافد عشرات الآلاف من المشجعين خلال فترة البطولة التي استمرت شهرًا كاملًا، ولم تقتصر عوائد البطولة الاقتصادية على إشغالات الفنادق وزيادة إيرادتها، بل امتدت أيضًا إلى كيانات صغيرة، إذ زاد حجم الإقبال بشكل كبير على المحال الصغيرة والأكشاك، وعمل عدد من صغار المستثمرين على افتتاح مطاعم ومقاهٍ بالقرب من الملاعب، بجانب بيع الأعلام ومستلزمات التشجيع، خصوصًا أن الجمهور الإفريقي يتميز بطقوسه الخاصة في التشجيع، ويحرص على اصطحاب أدواته التشجيعية معه إلى داخل الملاعب. وقالت الصحيفة الإماراتية: "خرجت كأس الأمم الأفريقية بشكل حضاري، ولم يكن هناك ما يعكر الأجواء الاحتفالية التي صاحبت العرس الأفريقي، حيث تابعت الجماهير الغفيرة مباريات منتخباتها بأمن وأمان، ولم يكن الحضور مقتصرًا على المشجيعن فقط، بل تواجد في مصر خلال البطولة، الكثير من المسئولين في القارة الأفريقية الذين حرصوا على الوصول إلى مصر وتشجيع منتخبات بلادهم والاستمتاع بأجواء البطولة". وعلى مستوى الملاعب، ذكرت الصحيفة أن مباريات كأس أفريقيا أقيمت على ستة ملاعب رئيسة (القاهرة والسلام و30 يونيو والإسكندرية والإسماعيلية والسويس)، كما تم تخصيص 24 ملعبًا فرعيًا للمنتخبات المشاركة بهدف التدريب عليها، وظهرت الملاعب بشكل متميز نال استحسان جميع مدربي المنتخبات الأفريقية ونجوم القارة السمراء السابقين والحاليين، على رأسهم نجم المنتخب الكاميروني السابق والهداف التاريخي لكأس أفريقيا صامويل ايتو، ونجم المنتخب السنغالي وفريق ليفربول الإنجليزي ساديو ماني اللذان أكدا أكثر من مرة أن الملاعب المصرية تساعد على الإبداع والتألق. وأوضحت الصحيفة أن كثيرين قارنوا بين جودة ملاعب مصر وملاعب البرازيل التي استضافت في التوقيت نفسه مباريات كأس كوباأمريكا وظهرت بعض ملاعب البرازيل بصورة متواضعة، ما دفع نجم المنتخب الأرجنتيني وفريق برشلونة ليونيل ميسي للتصريح ساخرًا بأن «الكرة لم تكن تطاوعني بسبب سوء أرضية الملعب، وكأن داخلها أرنبًا». وفضلا عن كل هذه المكاسب، استعرضت الصحيفة أيضا جوانب أخرى مهمة لما جنته مصر من تنظيم البطولة، ومنها: عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية، موضحة أنه قبل انطلاق كأس أفريقيا في مصر، كانت المسابقات المحلية في مصر تُقام بدون جمهور، لكن مع أول مباراة في العرس الأفريقي تدفق آلاف المصريين والعرب والأفارقة إلى الملاعب بكل سهولة وبطريقة منظمة وميسرة، بفضل تطبيق منظومة احترافية حدثت لأول مرة في مصر وهي منظومة «تذكرتي»، حيث نجحت شركة «تذكرتي». وأضافت: "في تعميم فكرة بطاقة المشجع «FAN ID» وتقديم منظومة تضمن مشاركة حضارية ومنظمة لجماهير كرة القدم، كما استطاعت ولأول مرة أن تقضي على ظاهرة السوق السوداء التي تنتشر في البطولات والمباريات الكبيرة". وتابعت: "كما نجحت مصر خلال استضافتها لكأس إفريقيا في القضاء على احتكار بث المباريات والبطولات الكبرى، وتمكنت في وقت وجيز من إطلاق قناة «تايم سبورتس»، التي حققت في زمن قصير نجاحًا واسعًا في الشارع المصري، من خلال وجود أفضل المحللين العالميين، من بينهم جوزيه مورينيو ولويس فيغو وصامويل إيتو والحاج ضيوف، بجانب نخبة من المعلقين المصريين والعرب، من بينهم علي سعيد الكعبي وفهد العتيبي". واختتمت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرها بالإشارة إلى أحد أهم مكاسب مصر في كأس أفريقيا وهي ظهور كوادر شابة، على رأسهم مدير البطولة محمد فضل (39 سنة)، الذي قدم نموذجًا فريدًا في إدارة البطولات الكبرى، رغم صغر سنه، ونجح في الخروج بالبطولة إلى بر الأمان، على الرغم من تخوف الكثيرين من إسناد المهمة اليه، نظرًا لصغر سنه، بجانب ظهور الكثير من الكوادر الشابة في اللجان المختلفة، إضافة إلى آلاف المتطوعين.