المكاسب: الريادة وتنشيط السياحة.. استعاد فرحة الجماهير.. وفك «الحظر» عن الملاعب المجمدة أبرزها «رب صدفة خير من ألف ميعاد»، هذا المثل ينطبق على استضافة مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، على خلفية القرار المفاجئ الذى اتخذه الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون، بسبب عدم جاهزية ملاعبها بنسبة لم تتجاوز 60%، وذلك قبل نحو 6 أشهر من انطلاق البطولة. وقرر «الكاف» إسناد تنظيم البطولة إلى مصر ب16 صوتًا مقابل صوت وحيد لجنوب أفريقيا. ومن المقرر أن تقام البطولة على ملاعب 5 محافظات مصرية، هى القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس. تستضيف لأول مرة مشاركة 24 منتخبًا، على أن تستضيف القاهرة مجموعتين، بينما كل محافظة تستقبل مجموعة واحدة. ومن المنتظر أن تحقق مصر مكاسب كثيرة من استضافة أمم أفريقيا 2019: إعادة فتح الملاعب المجمدة استضافة مصر بطولة الأمم الأفريقية سيمنح الاستادات المجمدة فى مصر قبلة الحياة، خاصة ملاعب العاصمة، فى ظل استبعاد أكثر من ملعب من استضافة المباريات لفترة طويلة، وفى مقدمتها استاد القاهرة واستاد الكلية الحربية واستاد الدفاع الجوي، وهي الملاعب التي لا تقام عليها مباريات منذ فترة طويلة، وقد تكون استضافة البطولة السبيل لعودتها لاستضافة المباريات. خطوة مهمة لعودة الجماهير وسيترتب على استضافة مصر للبطولة، عودة الجماهير المصرية للمدرجات بالسعة الكاملة بدلاً من الأعداد المحدودة التى تشهدها المباريات حاليًا، لأن إقامة البطولة يلزم مصر بالسعة الكاملة فى كل مباريات البطولة وعدم تحديدها بأرقام محددة، وهو ما سيجعل إقامة المباريات بالأعداد الكاملة لسعة كل استاد أمرًا متعارفًا عليه بعد انتهاء البطولة القارية. وقال رضا البلتاجى، الحكم الدولي السابق، عضو مجلس النواب، إن عودة الجماهير للملاعب مرة أخرى ستكون من أهم المكاسب. وأضاف ل«المصريون»، أن «الجماهير كان لها دور كبير فى فوز منتخب مصر بالبطولة فى عام 2006»، مشيرًا إلى وجود مكاسب سياسية ومالية وسياحية ستحققها مصر. فى هذا الإطار، يرى الناقد والمعلق الرياضى طارق الأدور، أن «مصر تواجه تحديًا غير مسبوق، وذلك بسبب مشاركة 24 منتخبًا لأول مرة فى تاريخ البطولة الأعرق فى أفريقيا، بسبب تنظيم البطولة بشكل مفاجئ، بعد سحب تنظيم «الكان» من الكاميرون». وأوضح أنه «حال نجاح البطولة من الناحية التنظيمية، ستكون نقطة انطلاق فى عودة الجماهير للملاعب بعد وضع الضوابط المناسبة فى هذا الأمر». فرصة كبيرة لاستعادة اللقب الأفريقي بعد فوز مصر بتنظيم أمم أفريقيا 2019، زادت حظوظ الفراعنة فى المنافسة على اللقب الأفريقى الغائب عن الفراعنة منذ 9 سنوات بعد تحقيق آخر لقب فى يناير عام 2010 ومنذ هذا التاريخ لم تتوج مصر باللقب، على الرغم من أنها كان قاب قوسين أو أدنى من حصد لقب النسخة الأخيرة التى أقيمت بأنجولا 2017 لولا خسارة المباراة النهائية أمام الكاميرون. وكانت مصر استعادت اللقب الأفريقى بعد إقامة المنافسات على أرضها عام 2006 وكان فرصة للاحتفاظ باللقب 3 مرات متتالية. مكاسب إعلانية فضلاً عن ذلك، من المرجح أن تحقق مصر في استضافة "كان 2019" مكاسب كبيرة على مستوى الإعلانات من عائد تسويق البطولة، وبيع حقوقها الإعلانية والبث الفضائى لمباريات البطولة وفعاليتها على مدار شهر كامل، إذ سيكون لها نصيب كبير من تلك الحقوق التي يحصل عليها الاتحاد الأفريقى، باعتباره المنظم للبطولة، بخلاف الدعم المالى الذى تحصل عليه الدولة المنظمة من «الكاف». وحدد الاتحاد الأفريقى، جميع الأمور المتعلقة بالعوائد المالية للبلد المضيف حال استضافته للبطولة، وهى أنه يحق له بث مباريات البطولة بالكامل، مقابل 1500 دولار لكل لقاء يتم نقله، وهو ما يعنى إمكانية تحقيق عائد مادى على مستوى الإعلانات التلفزيونية، ويسمح للبلد المضيف بالحصول على 20% من كل العوائد التى يحصل عليها الاتحاد من وراء البطولة سواء التذاكر أو البث التلفزيونى أو الإعلانات داخل الملعب وغيرها. إنعاش السياحة المصرية وستؤدي استضافة مصر للعرس القاري إلى تحقيق انتعاشة في قطاع السياحة، من خلال استقبال الوفود المشاركة والبعثات الرسمية للمنتخبات المشاركة والجماهير القادمة من مختلف دول القارة السمراء، الأمر الذي سيؤدي إلى تزايد نسبة إشغال الفنادق المصرية وتنشيط حركة شركات السياحة والنقل وشركات الأمن الخاصة وإحداث طفرة كبيرة فى السوق الرياضية المصرية. وقال هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق، إن «المكسب لحقيقى لمصر هو القدرة فى أى وقت على التنظيم مما نمتلكه من بنية تحتية وفنادق كثيرة قادرة على استيعاب 24 منتخبًا بجماهيرها». وأضاف: «تنظيم بطولة أفريقيا يؤكد عودة مصر أفريقيًّا بقوة، بالإضافة إلى المكاسب التسويقية الهائلة لمصر خارجيًا، وهو أمر مهم فى الوقت الحالي، حيث سيتم تناول أخبار البطولة فى جميع وسائل الإعلام فى العالم، ما يؤدى إلى وصول رسالة إلى العالم بأن مصر آمنة». وأوضح، أن «هناك مكاسب سياحية كبيرة تنتظرها مصر، لأن هناك عددًا كبيرًا من الجماهير ستحضر البطولة لمشاركة 23منتخبًا»، مطالبًا المسئولين عن تنظيم البطولة باستغلال الحدث في الدعاية لمصر عبر وسائل الإعلام الأجنبية. وأوضح أنه «يجب استغلال وجود العديد من المحترفين الأفارقة الذين يلعبون فى أكبر الدوريات الأوروبية، فى تصدير صورة إيجابية عن مصر من جميع النواحي، مع ضرورة تشجيع الجماهير بشكل إيجابى فى جميع المباريات، ما يودى إلى نقل صورة متحضرة عن مصر أمام العالم». وشدد رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق على أنه يجب استغلال هذه البطولة على المدى البعيد، من خلال حديث الوفود القادمة عن السياحة فى مصر بشكل مميز بعد السفر لبلادهم، ما يشجع الآخرين على الحضور إلى مصر وزيارة الأماكن السياحية. تعزيز العلاقات الأفريقية أكد طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، فى تصريح ل«المصريون»، أن مصر بها مؤسسات قادرة على إدارة هذا المحفل الرياضى الذى سيحقق مكاسب كبيرة لمصر من النواحى السياسية والاقتصادية والسياحية وغيرها. وأضاف: «الرئيس عبدالفتاح السيسى حريص على استعادة مصر مكانتها داخل القارة الأفريقية، والعمل على تقريب المسافات فى جميع المجالات والتى يأتى فى مقدمتها كرة القدم من خلال تنظيم هذا المحفل الأفريقي». وأشار إلى «ضرورة توجيه رسائل إعلامية إيجابية تجاه الدول الأفريقية المشتركة لتجميع الشعوب»، لافتًا إلى أن استضافة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019 تأكيد لقدرات مصر الرياضية على تنظيم البطولة المهمة. وقال ماجد أبوالخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إنه من حسن الحظ أن يأتى تنظيم بطولة أمم أفريقيا تزامنًا مع قيادة مصر للاتحاد الأفريقى برئاسة «السيسي». وأضاف، أن «قوة الملف المصرى جاءت فى المقام الأول بسبب دعم مؤسسات الدولة كافة، ثم رغبة الدول الأفريقية فى استضافة مصر للبطولة كما ظهر بشكل واضح خلال عملية التصويت». وتابع: «الرئيس حريص على تحقيق الهدف من تنظيم «الكان»، وهو دعم علاقتنا مع الشعوب الأفريقية، لا سيما أنه يعد المكسب الأهم للقيادة السياسية من وراء تنيظم هذا الحدث. وشدد على أنه يجب العمل على وضع برنامج سياحى لجميع الوفود، من أجل التعرف على حضارتنا بشكل أفضل. عودة مصر للريادة الأفريقية قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن تنظيم مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية، يعد نتيجة للاستقرار السياسى التى تشهده البلاد، «لذلك تم اختيار مصر لتولى قيادة الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي كان له مردود قوى فى اختيارنا لتنظيم «كان 2019» بعد غياب 9 سنوات». وأضاف: «الفترة الماضية شهدت إنجازات عديدة على المستوى السياسي، كما حدث تطور واضح على المستوى الاقتصادي، الأمر الذى كان له أثر إيجابى على فوز مصر بالبطولة»، متابعًا: ?«هناك مسألة أخرى ساعدت على الفوز وهى الشهادات الإيجابية لملف حقوق الإنسان». وأشار إلى أنه «عندما تولى الرئيس السيسى منصبه، كانت هناك مقاطعة من الدول الأفريقية لمصر، بناءً على معلومات مغلوطة من جماعة الإخوان، إلا أن الدولة المصرية وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة نجحت فى معالجة هذا الأمر، وهو ما انعكس على رئاسة السيسى للقمة الأفريقية، ثم استضافة أكبر محفل أفريقى على مستوى كرة القدم». واستطرد: «المساهمة فى حل المشاكل التى تتعلق بالدول الأفريقية كان لها أثر كبير، وطريقة الدولة المصرية فى معالجة أزمة سد النهضة كان ينم عن وعى عالٍ من القيادة السياسية، جعلت الشعوب الأفريقية تنظر لنا باحترام، وذلك بعيدًا عن التلويح باستخدام القوة ضدهم أو الاجتماعات التى كانت تذاع على الهواء فى العهد السابق».