خطف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الأنظار خلال الفترة الماضية، حيث أثارت تحركاته الخارجية وانفتاحه للقاء قادة العالم جدلا واسعا حول هذا التغير، إلا أن امتلاك الزعيم الكوري لسيارات فاخرة من طراز "Mercedes-Maybach S600" أثار اهتمام الصحف العالمية حول اختراقه لعقوبات مجلس الأمن، وكيفية حصول أون على السلع الفاخرة. كشفت شبكة "سي إن إن" عن تفاصيل جديدة حول سيارات الزعيم الكوري، قائلة إنه في 14 يونيو 2018 تم شحن سيارتين مرسيدس من ذلك الطراز من أحد الموانئ الهولندية، متجهة في رحلة تستغرق عدة أشهر، وتبين أن السيارات تتنقل آلاف الأميال عبر 6 دول، وفقا لأحدث تقرير صادر عن مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة (C4ADS) في واشنطن. يشير التقرير إلى أنه بعد توقف سفينة الشحن في الصينواليابانوكوريا الجنوبيةوروسيا، يعتقد أن السيارتين اللتين تبلغ قيمة كل منهما حوالي 500 ألف دولار، قد تم نقلهما إلى وجهتهما النهائية في بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية. المثير أن ذلك التقرير يأتي في وقت تمنع فيه العقوبات التي أقرتها الأممالمتحدة على كوريا الشمالية الشركات والأفراد من بيع السلع الفاخرة إلى بيونج يانج، بموجب عقوبات فرضت على كوريا الشمالية لتطوير أسلحتها النووية. وكشف التقرير عن استيراد كوريا الشمالية لسلع "فاخرة" تقدر قيمتها بأكثر من 191 مليون دولار في الفترة بين 2015 و2017 من 90 دولة، في أقوى انتهاك لعقوبات الأممالمتحدة. لا شك أن سيارة "مرسيدس مايباخ" من السلع الفاخرة حيث أنها مزودة بمقاعد جلدية "للتدليك" فضلا عن نظام دفاعي للحماية من الطلقات النارية والهجمات والأجهزة المتفجرة. ومؤخرا، ظهر كيم أون بسيارة ليموزين محصنة من طراز "Mercedes-Maybach Pullman" التي يتجاوز ثمنها مليون يورو، وهي السيارة التي ظهر بها خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية العام الماضي، كما شوهد الزعيم الكوري أيضا في سيارة "رولز رويس" وموكب فاخر أثناء تحركاته الخارجية. ونقلت "سي إن إن" عن الشركة المالكة ل"مرسيدس" قولها إنها لا تملك أي معلومة حول كيفية تسليم السيارات المذكورة إلى كوريا الشمالية ومن أين أتت، وأوضحت الشركة في بيان أنه لا يوجد علاقات تجارية مع بيونج يونج منذ 15 عام تقريبا، مشددة على التزامها بالعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. وخلص التقرير إلى أن كوريا الشمالية تمتلك خططا للالتفاف على العقوبات وضوابط التصدير المفروضة عليها، مشيرا إلى احتفاظ بيونج يانج بسلسلة معقدة من المخططات للحصول على تلك السلع الفاخرة، مشيرا إلى أن كوريا استوردت 803 سيارات فاخرة في الفترة من 2015 إلى 2017 ، معظمها من شركات روسية. ويقول أحد المشاركين في إعداد التقرير إن النظام الكوري نجح في تعطيل تطبيقات الرصد التقليدية، كما أنه يطور تقنيات لمواصلة التهرب من العقوبات المفروضة، موضحا ان التحقيق في الامر لإعداد التقرير استغرق 8 أشهر من التتبع والبحث والتدقيق لمعرفة كيفية وصول تلك السيارات من هولندا إلى كوريا الشمالية. وأوضح التقرير أن سفينة الشحن توجهت من هولندا إلى أوساكا في اليابان ثم كوريا الجنوبية، ثم تحولت وجهة الرحلة نحو روسيا وتحديدا "ناخودكا" إلا أن المنظمة لم تجد تقريرا يشير إلى دخول السفينة الميناء الروسي. ويعتقد معدو التقرير أنه في أكتوبر وصلت 3 طائرات شحن عملاقة تابعة لكوريا الشمالية إلى روسيا وغالبا تم استخدامها لنقل مركبات زعيم كوريا الشمالية، لكن التقرير لم يحصل على دليلا ملموسا على ذلك، إلا أن القنصلية الكورية في فلاديفوستوك الروسية رفضت الرد على التقرير. كان مجلس الأمن حظر على كوريا الشمالية استيراد السلع الكمالية منذ 2006 بعد ثبوت امتلاكها لترسانة نووية، وفي تقرير له عام 2013 رصد المجلس عددا من السيارات الفاخرة التي تمتلكها بيونج يانج بالمخالفة للقرارات الدولية.