يؤكد علماء الإدارة علي أن القيادة الفاعلة هي القيادة التي لا تسمح بوجود مساحات مكانية أو زمنية بينها وبين الجماهير ، ويجب عليها أن تدرك أن تلك الفجوات المكانية والزمنية هي بيئة خصبة ينمو بها الفساد ، وبالتالي تتفكك كل الأربطة التى يجب أن تكون بين القائد ومرؤوسيه أياً كان موقع القائد أو نشاط مؤسسته 0 أصبحت القيادة في بلادنا مصابة بأمراض جعلتها أكثر ندرة ، وبمعني أوضح أنه بات نادراً أن تجد القائد الذي يدرك ويعلم أن قربة من الناس بروحه وعقله ووجدانه هو الذي سيكتب له النجاح . الأحداث والأزمات التي تلاحقنا يوماً بعد آخر تزداد سخونه وعنف نتيجة فقدان القيادة التي تتواجد في موقع الأحداث لكيفية التعامل مع هؤلاء المحتجين والثأريين ، ولم ير هؤلاء منها إلا الكلمات المنمقة والشعارات الرنانة ، معتقدة أن حسن الكلام وتزويقه سيحل الأزمة والتوتر في حين أنه حتى لو حل بتلك الكيفية فأن ذلك يكون مؤقتاً وسرعان ما يعود التأزم والشترذم بين الجماهير الغاضبة التى يتم تضليلها والضحك عليها وخداعها . المأساه الكبرى التي نعيشها فى هذا الوقت تكمن في اختيار القادة المغيبين الذين يصدرون فشلهم وسقوطهم إلي المؤسسة الأمنية معللين ذلك الفشل إلي أسباب اقتصادية واجتماعية وأمنية في حين أن ذلك الفشل راجعاً في المقام الأول لسوء إختيار القيادة المناسبة فى الموقع المناسب . الاحتجاجات التي تحدث يومياً في الشوارع والميادين والشركات أيما كانت حدتها أو مرونتها فى الغالب الأعم ، نجد أن الشرطة هى التى تقوم بالتفاوض مع كلا الطرفين للوصول الى الحلول الوسطية ، وفى نهاية المطاف تلقى المسئولية على الشرطة ، وبالتالى تحملها لفشل القيادة المسئولة أولاً وأخيراً عن حل الأزمة الآلام والأحزان التي عشناها في الأيام الماضية أتفق الجميع أنها أحداث سياسية بحته تقع مسئولية التعامل معها على السلطة الحاكمة وليس علي وزارة الداخلية ، ولكن هيهات لمن يسمع ومن يشاهد ومن يقرر فالتبعات مازالت تلقي علي الشرطة والقيادة أسهل ما عندها تصدير المشهد برمته الى الشرطة ليكون القمع والعنف هو الحل الأمثل لجميع قضايا المجتمع فى نظر القيادة الفاشلة. فمن أين يأتي الحديث أن توطيد العلاقة بين الشرطة والشعب ، ومن أين يمكن أن نقنع المواطن أن العقيدة الشرطية قد تغيرت ، وهي مازالت تتصدر كل المشاهد ، والإعلام لا يتوانى عن مهاجمتها بكل الوسائل ، ويمكن أن يكون له الحق لانه يرقب التعامل العنيف لأجهزة الأمن وهى مرغمة على ذلك ومازالت تتلقى الأوامر . فهل لنا من قادة لا يتعجبون من شكاوى المواطنين من وجود الصراصير والمسامير في أرغفة العيش أو من سعر كيلو اللحم الذي يزيد ثمنه عن ربع مرتب موظف متوسط الحال ، ويدركوا ويقدروا إنهم يتعاملون مع شعب انتشرت فيه أمراض الكبد والقلب والكلي والسرطان ، وأصبح السكر والضغط ملازمان له . أخر الكلام :- القيادة الفوقية التي تترفع عن وضع أقدامها حيث يطأ عامة الناس أقدامهم ، لا يمكنها أن تشعر بما يشعرون به .