مظاهرات الأمناء ضد داخلية العيسوى أمناء الشرطة وعلي الرغم من التصرفات الغير مسئولة والغير أنسانية والتي صدرت عن البعض منهم في حق شهداء وجرحي ومعوقي الثورة ، وعلي الرغم من تلطخ أيادي بعضهم بدماء ضحايا ثورة يناير المباركة ، وعلي الرغم من جنوح بعضهم وحتي قبل الثورة إلي إهانة أخوه المواطن بطريقة أم بأخري بمقار أعمالهم الشرطية ، إلا أننا نؤكد أن السواد الأعظم من هؤلاء الأمناء هم ضحايا لنظام عفن ومتعجرف وفاسد ، لو دققت البحث في أعماق هؤلاء الأمناء ربما ستلتمس لهم المعذرة وأنا هنا أتحدث عن الأمناء الشرفاء ويقيني أنهم السواد الأعم والأعظم من أمناء الشرطة المصرية ، أمين الشرطة والذي يدفع رشوي لضباط ورتب من الشرطة وصلت إلي عشرة ألآف جنيه لكي يتخرج من معهد أمناء الشرطة وهو الحالم بوظيفة مضمونة بمجرد تخرجه ، تجده أول اللآعنين لحياته ولوظيفته السودة وفور ألتحاقة بالعمل الشرطي ؟ وكثيراً منهم إن حاول التملص والأستقالة فهو يتعرض لمحاكمة عسكرية ثم يجبر علي التجنيد الأجباري ، أمين الشرطة وبمجرد تخرجه وألتحاقه بالعمل الشرطي وفي أغلب حالاتهم تجدهم دائماً في حالة أصطدام وأشتباك دائم مع ضباط الشرطة والذين هم بدورهم يتعاملون معهم علي أنهم أنصاف أو أشباه متعلمين ؟ وينظرون إليهم بعجرفة وتعالي وفوقية وكبرياء ، وهو مايسبب لهم الشعور بالمزيد بالقهر والتدني ، أمين الشرطة ينظر إلي نفسه ومن واقع المعاملة الفوقية من جانب الكثير من الضباط ( المرضي ) علي أنه ( مسخ ) فلا هو بعسكري مجند ، ولاهو بضابط شرطة ويبقي حائراً باحثاً عن ذات مفقودة وينمي هذا الشعور الفوقية والعجرفة والتكبر والتي هي سمات التعامل الفظ من معظم ضباط الشرطة المصرية وللأسف الشديد ، وبعضهم يشعر أنه ليس فوق أمين الشرطة فقط ، بل أنه فوق المجتمع بأكمله بعموم طوائفه ووظائفه ؟ ويحيطون أنفسهم بهالة ( كاذبة ) عنوانها الفوقية والتكبر والعياذ بالله ، ولعل هذا مايفسر لنا طربهم ونشوتهم الكاذبة حين تدعوهم بالباشا ؟ مع أنه لاباشا ولا نيلة ؟ ولكن هكذا جبلوا في معظمهم ، وهكذا وضعوا أنفسهم بأنفسهم في هالة خاصة بهم وصدقوا أنفسهم أنهم فعلاً ( بشوات ؟!) مع أن عصر شراء البشاوية أنتهي وهم نيام ؟ وبالطبع فأن المواطن الجاهل قد ساهم بدوره السلبي في تشجيع أمثال هؤلاء وخاصة لو علمنا أننا بصدد مجتمع أمي بطبعه ، بل أن حتي المثقف والجامعي لايعرف وربما حتي الآن أقل حقوقه القانونية والتي يكفلها له القانون والدستور كمواطن محترم وشريف وكدافع للضرائب ، أمناء الشرطة وقبل ثورة يناير المباركة كانوا يعملون لأكثر من 18 ساعة يومياً ، بل أن أكثرهم كان مضطراً للعمل المتصل وعل مدار الساعة وربما لكي ( يغطي ) ( تزويغ ) قياداته الشرطية ؟ أو علي الأقل كمجاملة منهم لضباطهم وربما لتفادي أذاهم ؟ ، وبالطبع نحن جميعاً كأفلاطون نحلم بالمدينة الفاضلة ؟ والتي أبداً لن تتحقق طالما أن أمين الشرطة يتقاضي راتباً هزيلاً لايكفيه ذل السؤال ويدفعه دفعاً وقهراً للجنوح ؟ وخاصة لو كان متزوج أو يعول أسرة ؟ فلا يعقل وبكافة المقاييس أن أنتظر خدمة أنسانية شرطية محترمة من أمين الشرطة وهو وأسرته يتضوران جوعاً ؟ وراتبه وبالكاد لايكفيهم لمدة أربعة أيام بالشهر ؟ وهذا فضلاً عن ظروف عمله الغاية السوء والنوعيات التي يتعامل معها من مجرمين وبلطجية ومسجلين وعاهرات ومنحرفيين وعلي مدار الساعة ، وأضف إلي ذلك المعاملة الفوقية والمتعجرفة من الكثير من الضباط حيالهم ، وأخضاعهم للأحكام العسكرية والحبس والتي لاتقبل الطعن أو الترافع حالة خطأهم أو جنوحهم أو حتي حالة تسلط بعض الضباط عليهم بدافع التشفي أو التأديب أو القهر؟ هذه بعض العوامل وليست كلها والتي جعلت بأمين الشرطة المثالي يتحول رغم أنفه إلي الجنوح والسلوك العدواني تجاه المواطن ، جعلته يمد يده لكي يأخذ من المواطن رشي لكي يلبي له خدمة مفروضة أو مفترضة منه ؟ فماذا يفعل بحق الله عليكم ؟ أنسان مظلوم ويعاني الأمرين علي مدار ساعات الخدمة وفي ظل ظروف عمل غير أنسانية جملة وتفصيلاً ، ويتقاضي الفتات وبما لايكفيه مذلة السؤال هو وأسرته ؟ بالطبع لابد أن يجنح ؟ وبالطبع لابد أن يتحول من مواطن صالح إلي مواطن طالح ؟ ولابد أن يمد يده ليتناول أو حتي يفرض الرشوة فرضاً علي المواطن طالب الخدمة ؟ كنت قد قابلت وبالمصادفة البحتة أمين شرطة يعمل بقوة قسم دار السلام رفض ذكر أسمه ، وهو شاب يافع ومن دور أولادي سناً ، ووقفت أتحدث معه لأكثر من الساعة ، وكاد هذا الأبن الشاب أن يبكي لمرار حياته وسوادها وأخبرني وهو ( يوريني ) يده وأصابعه المصبوغة بألوان الطيف ؟ كيف أنه يعمل أمين شرطة بقسم دار السلام ، وفي نفس الوقت يعمل نقاشاً في أيام أو ساعات راحته ؟! وأحسست من كلامه المر والدمع يكاد أن يفط من عيونه بمدي سواد العيش الذي يحياه في ظل نظام فاشل وقاصر وعاجز وناكر للجميل ، ونظام فاسد لايشعر بهؤلاء الأبناء ؟ وأحسست أنه من النوعية التي لاتقبل حرام العيش ، وأنه بات يمتهن مهنة النقاشة بجانب مهنته الأساسية ولكي يكفل ولو جزءً يسيراً من متطلبات أسرته ؟! وسألته أين تسكن ؟ فأجاب أنه من ساكني ( عزبة خير الله ) بمنطقة دار السلام ومنزله وأرواح سكانه وحياته معهم معرضة وفي أي لحظة لأن تسقط عليهم صخور الجبل ؟ وكما حدث في مصيبة الدويقة ؟ ومع ذلك وعلي الرغم من سكنه المتواضع هذا وفي حضن جبل غادر فأنه يدفع إيجاراً قدره 400 جنيه شهرياً مقابل هذا السكن الغاية الخطورة الداهمة واللآنساني جملة وتفصيلاً ؟! أي تقريباً أنه يدفع أكثر من نصف راتبه الهزيل والمتواضع مقابل سكناً أكثر تواضعاً ؟ بالطبع هي صورة مأساوية بجميع المقاييس ، صورة توضح لنا كيف يعيش هؤلاء الأمناء والذين نطالبهم بأن يكونوا ( أمناء ) علينا وساهرين علي حمايتنا ، وقبل أن تكون حكومتنا وحكومتهم هي الأمينة عليهم وعلينا ؟ ونحن وبكل جبروت وعمي بصيرة نطالبهم بالحماية والأنتماء والولاء للوطن والمواطن ؟ وهم الذين لايجدون قوت يومهم لهم أو لأسرهم ، أوجه هذه المقالة للسيد اللواء العيسوي وزير الداخلية خاصةً ، مناشداً أياه حتمية ووجوبية ووطنية وقومية حل جميع مشاكل ومعاناة أبناؤنا وأخواننا من أمناء الشرطة ، ومنحهم كافة المزايا التي يحصل عليها أقرانهم ضباط الشرطة وباعتبارهم أبناء مؤسسة واحدة ، والمطالبة بتحسين رواتبهم والأهتمام بعلاجهم وأسرهم أسوة بضباط الشرطة ، أتمني أن أعيش لأري وأشاهد جميع أبناء مؤسسة الشرطة من جنود وصف وأمناء وضباط في أسعد وأرقي وأجمل حال ، وواجب قومي ياسيادة الوزير أن يتم إعادة النظر في مرتبات ومزايا رجال الشرطة بلا تمييز أو تفريق ، فهم حماة الوطن وعيونه الساهرة ، وهم في أعيننا وخاصة الشرفاء منهم ، ونحن نريد لهم مكانة مهيبة ومحترمة ودون مغالاة ولاتعالي ولاتكبر كاذب ، نحن نريد التلاحم والمودة والمرحمة والأحترام المتبادل بين شرفاء الشرطة وشرفاء الوطن ، نحن نناشد ونطالب هنا بكادر خاص ومحترم لجميع العاملين بمؤسسة الشرطة وعلي أختلاف مستوياتهم ورتبهم العسكرية ، وبالأخير نناشدكم الأهتمام الخاص جداً بطبقة الأمناء وبمندوبي الشرطة وفتح باب الترقي والطموح والدراسات أمامهم ومساعدتهم مداياً ومعنوياً ولكي يستكملوا تعليمهم العالي ويلتحقون بأكايمية الشرطة ، وحتمية أن يدرك الجميع مواطناً كان أو حتي وزير الداخلية نفسه أن السلوك الشرطي لن ينصلح حاله إلا بأصلاح الظروف المعيشية الكريمة لأبناؤنا وأخواننا وأبناء عمومتنا وأصدقاؤنا في تلك المؤسسة الشرطية العريقة ، فلا يمكن القبول وبأي حال من الأحوال ياسيادة الوزير الفاضل وتحت أية مبررات أو ذرائع أن يكون أمين الشرطة نقاشاً ؟! ثم نطالبه أو نحاسبه عن دور أمني غائب أو جانح أو حتي غير مسئول ؟! [email protected]