تعاظم أهمية الذكاء العاطفى لنجاح الافراد بصفة عامة والقيادات بصفة خاصة فإدراك القائد لعواطفه وعواطف مرءوسيه يؤثر بفاعلية فى مدى نجاح المنظومة، والذكاء العاطفى هو مجموعة من المهارات الاجتماعية والادراكية والعاطفية وهى تشكل فى مجملها مايمكن ان نسميه الكاريز ما أو الشخصية الجذابة. وأثبتت الابحاث ان هناك علاقة قوية تفاعلية بين التفكير والعاطفة وان للعاطفة اثرا كبيرا فى اتخاذ القرارات، ولهذا ينصح علماء النفس القادة بأخذ قسط من النوم والراحة قبل اتخاذ اى قرارات مصيرية، فالمعلومات قد تكون مضللة او مغرضة وبالتالى قد يبنى عليها قرارات خاطئة، ولكن فراسة القائد وخبراته التراكمية وتمتعه بالسيطرة على انفعالاته يمكنه من اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت المناسب، بل ان قدرته على تحويل انفعالاته السلبية الى انفعالات ايجابية لها اهمية خاصة بسبب انتقال وتأثير تلك الانفعالات الى مرءوسية.. فالجميع يترقب اقوال وافعال القائد، ولذا فإن جميع كلمات القائد وافعاله محسوبة عليه. فالقائد الذى يتمتع بذكاء عاطفى يستطيع بناء جسر من الثقة والتعاون مع مرءوسيه ، وهو قادر على فهم الاشارات العاطفية من الغير دون كلام وهو يدرك تماما ان العاطفة مكون اساسى يؤثر فى سلوك البشر، وهو الذى يلجأ اليه الناس بحثا عن الطمأنينة والوضوح وهو القادر على السيطرة على عواطفهم. فما أحوجنا اليوم الى تنمية مهارت الذكاء العاطفي، فعلى الرغم من اننا مازلنا نحتفظ بعاداتنا وبعض من تقاليدنا ومتمسكين بديننا الا اننا نفتقد القيادة والقدوة فى كثير من المواقع. فنحن ولا شك أمام تحديات لنتعلم من بعضنا البعض كيفية استخدام الذكاء العاطفى فى شتى مناحى الحياة لتطوير العديد من المفاهيم فى ثقافتنا..