كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أسرار مدينة عبور الأنبياء "الفرما" التي تبعد 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بالوظة، وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5 كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش وتقع على أحد فروع النيل، وهو الفرع المعروف باسم بوزيان نسبة إلى مدينة بيلوزيوم، وباقى مصبه يقع بقربها واسمها باليونانية بيلوزيوم وبالقبطية فرومى وسميت بالفرما فى العصور الوسطى ووردت الفرماء أو تل الفرما. وأوضح "ريحان" أن أهلها كانوا من البحارة الفينيقيين، وأن بسماتيك الأول 664 ق.م استخدم لحمايتها مرتزقة من اليونان، وعرفت عند اليونان باسم بيلوزيوم وإليها نسب فرع النيل القائمة عليه،وعرفت عند القبط باسم فرومى ومنه أخذ العرب اسم الفرما وقد عاش فيها القديس إبيماخس الشهيد ثم توجه إلى الإسكندرية فى عهد الإمبراطور داكيوس فقبض عليه الحاكم أبليانوس وقتله عام 251م. ونوه إلى وجود عدة أديرة وكنائس بالفرما كان مصيرها الخراب على يد الفرس، والفرما هي المدينة التي عبرتها العائلة المقدسة قادمة من فلسطين بطريق رفح – الفرما، وفي طريق الفرما سار عمرو بن العاص رضى الله عنه لفتح مصر سنة 19ه ، 640م، فنزل العريش ثم أتى الفرما وبها قوم مستعدون للقتال فحاربهم وهزمهم وحوى عسكرهم ومضى إلى الفسطاط. ووصل بلدوين الأول ملك الصليبيين إلى أعمال الفرما، فأرسل الأفضل بن أمير الجيوش إلى والي الشرقية أن يقابلهم، فلما وصلت العساكر تقدمها أهل سيناء وطاردوا الصليبيين وعندما علم بلدوين بذلك أمر أصحابه بالنهب والتخريب والإحراق وهدم المساجد فأحرق جامعها ومساجدها وجميع البلد وعزم على الرحيل فأخذه الله سبحانه وتعالى. وأكد أن الفرما تضم الفرما آثارًا عديدة رومانية ومسيحية وإسلامية،وقد كشف بالفرما عن قلعة لها سور كبير مبنى بالطوب الأحمر ومسرح رومانى بالطوب الأحمر و الأعمدة الجرانيتية، ومدرجاته بنيت بالطوب اللبن وغطيت بالرخام الأبيض يتسع لحوالى تسعة آلاف متفرج،وخزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار والعديد من الكنائس تعتبر مدارس فنية فى طرز العمارة المسيحية،ومنها كنائس بيلوزيوم والمعمودية وكنائس تل مخزن وكنيسة كبرى ذات تخطيط متعامد وتضم الفرما قلعة حصن الطينة. وطالب بإحياء محطات رحلة العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما،بأعمال ترميم للآثار المكتشفة على طول الطريق وإعدادها للزيارة كمواقع للسياحة الثقافية والدينية وتزويدها بالخدمات السياحية وتمهيد الطرق لتيسير الدخول للموقع الأثرى بالفرما والذى يبعد عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش 5كم. وإنشاء ميناء بحري بها ومطار والترويج لها داخليًا وخارجيًا لإنعاش منطقة شمال سيناء سياحيًا لتكون سيناء بأكملها جنوبها وشمالها منطقة جذب سياحى لتحقيق منظومة تكامل المقومات السياحية بسيناء من سياحة آثار وسياحة دينية ورياضات بحرية وعلاجية علاوة على السياحة العلاجية والبيئية وتحويل هذه المحطات لمراكز تجارية وصناعية كما كانت فى سابق عصرها.