اجتمع شرف الزمان والمكان في مهوى الأفئدة مكةالمكرمة، هذه البقعة الطاهرة التي يوجد فيها بيت الله الحرام حيث ولد فيها أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين وشرف بعثه للشعوب الأمة العربية لتحظى بتوسيع رقعتها لتصبح إسلامية عظيمة هي كحرمتها التي حباها الله بها ، كما قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بالدعاء لها بأن تهفو قلوب وأفئدة المسلمين إليها. بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للقادة والرؤساء في الدول الخليجية والعربية والإسلامية إلى قمة تأتي لتنسيق المواقف والتشاور لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وتعزيزا للأمن والاستقرار في المنطقة وبحث آخر الاعتداءات بزرع ألغام لضرب تجارة السفن في الإمارات وإطلاق صواريخ الحوثيين على أماكن آمنة في السعودية، هذه الأخيرة التي تبذل جهودا كبيرة في خدمة بيت الله الحرام يشهد بها كل من زار مكةالمكرمة حاجا أو معتمرا أو زائرا لمسجد الرسول صلوات الله عليه أو قبره في المدينةالمنورة وسط تسهيل إجراءات وحسن معاملة من القائمين على خدمة الناس من مختلف الجهات الرسمية والأهلية وترحيب من عامة الناس. يسعى المؤتمرون في هذه القمم الثلاث إلى تجنيب المنطقة محاولات إشعال الحروب التي تسعى بشراهة إلى إثارتها إيران بدون كلل أو ملل، يبدو أن الحل الأمني ليس كافيا لمناهضة التطرف والإرهاب بل هناك حلول أخرى ستسعى القمم إلى تبنيها منها الحلول الثقافية بإنشاء مراكز لمكافحة التطرف والإرهاب وتجريم هذه الجماعات الضلالية وذلك للحد من حرياتهم وتحركاتهم ووأد شرورهم ورد كيدهم في نحرهم كما أن هناك طرحا لحلول اقتصادية. ويسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في هذه القمم إلى أن يعيد التضامن العربي الذي يشهد فوضى في تولي أموره، والعالم الإسلامي الذي بات مشتتا، أما الخليجي فخلافاته بلا جذور وهشة. والملك سلمان يأخذ على عاتقه توحيد الصف الخليجي والعربي والإسلامي من أجل صوت موحد بقوة وعزم وخلق كيان ووحدة تفاهم ومكسب للعالم ككل وإثراء الحوار بين الثقافات ورفض الطائفية والعمل على التصالح والوئام للتعايش بين الأمم والشعوب وتحقيق الأمن والسلام في قمة تنحى منحى السلم ستحاول فيها عدم الاستجابة لإشعال حرب تجتهد إيران إلى جر المنطقة لها ولكن حكمة وحنكة قائد الحزم والعزم خادم الحرمين وأشقائه القادة والحكام والرؤساء ستكون قراراتهم حصيفة وصائبة تصب في مصلحة الأمة وتتوحد الجهود للردع والرد والاستعداد إن حدثت حرب بالفعل من طرف إيران. تقدم القمم الثلاث خدمة كبيرة للأمة في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها المنطقة وذلك ببحث للمستجدات والأحداث كقضية فلسطين التي سوف تكون على رأس الأولويات في هذه القمة وقضية كشمير بين باكستان والهند ايضا وغيرها من القضايا الهامة التي سوف تتصدر عشر قضايا رئيسية في ملتقى لم الشمل واستنهاض الهمم.