تتجه الولاياتالمتحدة بسرعة كبيرة إلى تعزيز مصالحها في الفضاء الخارجي للعالم الذي على ما يبدو أن حروب الفضاء سيكون لها بعد مؤثر فيه بعد أن ضاقت أراضى العالم و مياهه وأجوائه بترسانات التسلح التقليدية و غير التقليدية و حسابات توازن القوى. وبعد أن كانت بحوث الفضاء ذات طابع مدني مثلته وكالة / ناسا / الأمريكية أنشأ البنتاجون / ناسا / دفاعية خاصة به و بتطبيقات العلم الحديث الدفاعية ، و يقول المراقبون إنه إذا كان البنتاجون من الجهات المستثمرة في وكالة الفضاء الأمريكية / ناسا / منذ إنشائها في خمسينيات القرن الماضي ، فقد حان الوقت لكى يستثمر البنتاجون في وكالة فضائية خالصة تخدم أهدافه بصورة مباشرة و ذلك بإنشاء وكالة التنمية الفضائية التابعة للبنتاجون جنبا إلى جنب مع استحداث فرع دفاعي جديدة للقوات المسلحة الأمريكية هو " القوة الفضائية " . وبلغ إجمالي اعتمادات التشغيل الإضافية المخصصة من وزارة الدفاع الأمريكية / البنتاجون / لما يعرف / بقوة الدفاع الفضائي / نحو ملياري دولار أمريكى وذلك اعتبارا من موازنة العام القادم 2020 لتعزيز العمل و تسريعه لاستكمال تجهيزاتها المتبقية حتى العام 2024 وذلك بالإضافة إلى 13 مليار دولار سبق اعتمادها لتأسيس هذه القوة المستحدثة فى منظومة الدفاع الأمريكية ، و تعد قوة الدفاع الفضائي الأمريكية هي السلاح الأحدث ضمن منظومة وكالات الدفاع الوطني الأمريكية ، وقد تم تكليف 15 ألف فرد بالعمل فيها سواء من الملتحقين الجدد أو المنقولين من الوكالات الدفاعية الأمريكية الأخرى وذلك على مراحل تنتهى فى العام 2024 . و تتعدى موازنة الدفاع الأمريكية للعام 2020 مبلغ 750 مليار دولار أمريكى منها مليارا دولار للقوة الفضائية و ذلك بارتفاع عن موازنة الدفاع الإجمالية للعام الجاري 2019 والبالغة 716 مليار دولار ، كما ستعمل " القوة الفضائية " الجديدة في الجيش الأمريكى بتعاون وثيق مع " وكالة البنتاجون للتنمية الفضائية " السابق الإشارة إليها وهى الوكالة التي كان البنتاجون قد دشنها في منتصف مارس الماضي كمؤسسة بحثية دفاعية في علوم الفضاء و تطبيقاتها الدفاعية وذلك على خلاف وكالة ناسا ، و تعمل الوكالة الفضائية للبنتاجون تعمل تحت الإشراف المباشر للمهندس مايكل جريفيون وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون البحوث والمشروعات الدفاعية المتقدمة و أسند البنتاجون للمدير الحالي لمكتب التكنولوجيا التكتيكية فريد كيدنى مهمة إدارة وكالة الإنماء الفضائي الجديدة . الجدير بالذكر أن المدير الجديد لوكالة الإنماء الفضائي الأمريكية كان يعمل في السابق كضابط طيار برتبة كولونيل / عقيد / و خدم ككبير لمستشاري الأمن الوطني الأمريكي للطيران و الفضاء في البيت الأبيض إبان إدارة أوباما ، و تنص عقيدة وكالة البنتاجون لتنمية الفضاء على محورية دورها في تطوير البحوث التطبيقية لحروب الفضاء المتصورة في ذهن مخططي الدفاع الأمريكيين واقتراح وسائل التعامل مع التهديدات العدائية الفضائية لمصالح الولاياتالمتحدة و أهدافها القومية . و كان الكونجرس الأمريكي قد وافق في السابع و العشرين من فبراير الماضي على مقترح إنشاء القوة الفضائية الأمريكية باعتبارها فرعا دفاعيا جديدا بموجب مذكرة من البنتاجون ، ويرجع للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فضل إعطاء الأمر بإنشاء تلك القوة الفضائية في يونيو من العام الماضي و كلف البنتاجون بالإشراف على تأسيسها وانتقاء أفضل العناصر للعمل فيها و رسم سياسات عملها كفرع دفاعي أصيل عن أمن و مصالح الولاياتالمتحدة في الفضاء الخارجي ، كما ستعمل القوة الفضائية الأمريكية بالتعاون الوثيق مع سلاح الجو الأمريكي الذي أشاد قائده هيثر ويليامز فى سبتمبر من العام الماضي بقرار الرئيس الأمريكي ترامب بتأسيس هذ الفرع الدفاعي الجديد ، كما اعتبر باتريك شانهان وكيل وزارة الدفاع الأمريكية بقرار تأسيس القوة الفضائية وقال لأعضاء الكونجرس إن إنشاءها سيكون علامة فارقة في تاريخ اذرع الدفاع الأمريكية في المستقبل الحالي و المستقبل البعيد، وسيتم الانتقاء من بين 40 ألف ضابط و خبير فني في سلاح الجو الأمريكي لنقلهم إلى القوة الفضائية الأمريكية الجديدة من التخصصات المطلوبة للعمل فيها . و يستفاد من التمويل الإضافى للقوة الفضائية الأمريكية في استكمال و تحسين منشآت القيادة و السيطرة العملياتية لها و كذلك مراكز التدريب الفني و مراكز الإدارة الأرضية ، كما سيكون من مهام القوة الفضائية الأمريكية الجديدة إدارة منظومات وشبكات الاتصالات الهاتفية المحمولة للقوات البحرية الأمريكية وهى المنظومة التي تعتمد على قمر صناعي أمريكي تصدر عنه موجات محدودة الاتساع / narrowband / وكذلك أقمار اصطناعية تستخدمها وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية و جميعها جهات سيتم نقل تبعيتها إلى القوة الفضائية الأمريكية الجديدة لتكون هي جهة الإشراف المركزي عليها ، كما سيكون عمل القوة الفضائية الأمريكية الجديدة متشابكا من الناحية العملياتية مع وكالات التجسس الإليكترونى الأمريكية ووكالة الاستطلاع القومى الأمريكية التابعة للبنتاجون ، غير أن القوة الفضائية الأمريكية ستكون من الناحية التنظيمية محتفظة باستقلالية كبيرة في عملها العسكري والاستراتيجي كفرع من أفرع القوات المسلحة الأمريكية .