يمسك بين يديه أكواب الماء والعصير، ويجوب الطرقات لتجسيد معاني الحب والرحمة واللطف بالآخرين عندما يرفع المؤذن اسم الله، ليروي ظمأ الصائمين، بعد انتهاء وقت الصوم، يتولى عم محمد وأولاده متطوعين مهمة توزيع العصائر على الصائمين في الطرقات وأصحاب السيارات، في منطقتهم بالمهندسين. فقير يمشي يبحث عن سبيل لإطعام نفسه، يلمح أعلى أحد الأسوار، لافتة: "مرحبا بكم مائدة الرحمن"، مترددا أن يدخل ليراه صاحب المائدة فيقوم مسرعا من مكانة لاستقباله والترحيب به كأنه ببيته ليقدم للجلوس على كرسي أمام المائدة ليجد جو من الألفة والحب والتعاون على فعل الخيرات. على جانب آخر، يقف كل من عبد الرحمن ومحمود، طفلان لم يتجاوزا العشر سنوات أمام المائدة لتوزيع المشروبات واستقدام المارة للأطفال. يقطع هذا المشهد مجموعة من الشباب المارين الشوارع والطرقات ذو الزي الأحمر الموحد، التابعين لجمعية الدكتور مصطفي محمود بوسط البلد، طابعين على ظهورهم باللون الابيض "جمعية د.مصطفي محمود.. مائدة رحمن"، واضعين الخط الساخن لتقديم الوجبات للاماكن الاخري لوجه الله تعالى.