إن التفكير فى الآخرين هو سمة ترسم على وجه صاحبها خالص الحب والحنان وتجعل منه شخصا طيب القلب أبيض الأنفاس يتكلم بكل نقاء ورونق، تفكيرك في غيرك يبدأ عندما تحدث نفسك بأنه يجب أن أتوقف الآن، هذا يكفي، لن أكون كذلك بعد اليوم، سأفكر في الصغير والكبير، القريب والبعيد، الطيب والخبيث، سوف أهتم بمشاعر غيري، لن أنظر تلك النظرة الدنيئة إلى من هم أدنى مني مستوى، لا بالعكس لن أفكر حتى إن هناك في هذا العالم من هم أدنى مني مستوى. في الواقع أنا لا أقصد أن تكون إنسانا لا يهتم بنفسه ويهتم بالآخرين، بل المقصود من كلامي أن تكون إنسانا يفكر في نفسه للآخرين، قد يكون هناك من يستخف بهذا الكلام ويقول إنه عبارة عن مواضيع لا تغني ولا تسمن من جوع!! ولن أهتم بمصالح الآخرين، وأنا هو فقط الذي يستحق العيش، بل وربما يقول "سوف أعمل على بناء مدينة فاضلة لا يوجد فيها من هم دوني"!! نعم يوجد الكثير من هؤلاء الحمقى، لا تستغرب أبدا لكن لن أطيل الحديث عنهم ولن أجيب عن تفاهاتهم وسأكتفي بقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وأعود إلى عنواني "فكر في غيرك".. لقد قسمت هذا العنوان إلى ثلاثة أقسام: - أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك: بأن تجعل كل الخير والنجاح والسعادة التي تريدها لنفسك، اجعلها وتمناها لأصدقائك المقربين ومن ثم إلى الناس أجمعين، وأن لا تتمنى التعاسة لأحد إلا إذا تمنيتها لنفسك. - أن تكون إنسانا ذكيا: والمقصود بأنك إذا فكرت في أخطاء غيرك ونجاح غيرك وقرأت عن الناجحين والعلماء وسطرت أسماء العظماء في قاموسك الشخصي، فأنت بذلك ترسم طريقا لن يوصلك إلى التعاسة أبدا، بل سوف تجد نفسك ترقى إلى الأعلى لأنك فكرت في غيرك وتجنبت أخطاءهم وزلاتهم. - أن تفكر في غيرك كما يفكرون فيك: لو فكرت في شخص أنت تحبه وتحترمه ولا تريد إلا أن يكون إنسانا سعيدا، وفي المقابل هو يفكر فيك بكراهية شديدة جدا ولا يحترمك ولا يتمنى لك الخير، عندها سوف تجد نفسك محبطا مبهما لا تدري ماذا يحدث؟؟ ولماذا؟ هل شعرت بذلك يوما؟؟ إنه جدا مؤلم لذلك فكر في غيرك كما يفكرون فيك.