بدأت أمس الجمعة جلسات المؤتمر العربي السابع عشر لرؤساء أجهزة المباحث والأدلة الجنائية المنعقد بتونس بحضور كلا من العميد خالد بن عبد الرحمن بن طياش رئيس المؤتمر وأعضاء الوفود العربية. واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال : "يسعدني وأنا أرحب بكم في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن أرفع الى تونس العزيزة التي تحتضن مجلسنا الموقر بكل كرم وحفاوة، خالص الشكر والامتنان على الرعاية الكريمة التي توفرها للأمانة العامة، راجيًا لها المزيد من التقدم والأمان، ويشرفني أن أرفع إلى وزراء الداخلية العرب وافر التقدير وبالغ الامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه للعمل الأمني العربي المشترك". وأضاف الدكتور محمد بن على كومان فى كلمتة على ان استثمار نظم المعلوماتية في مجال التحقيقات والأدلة الجنائية يستأثر بقسط كبير من جدول أعمال مؤتمركم اليوم من خلال ثلاثة بنود على درجة بالغة من الأهمية، فستنظرون في مرحلة أولى في آلية عمل عربية نموذجية لمواجهة المواقع والحسابات الإلكترونية التي يثبت تورطها في الجرائم الإلكترونية، ويأتي هذا البند استمرارا لجهود المجلس في هذا المجال التي تمثلت في عدة إجراءات نذكر منها – على سبيل المثال لا الحصر - إعدادَ دليل استرشادي لتقديم طلبات المعلومات الى شركات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كان محلَّ نظر اجتماع فريق عمل متخصص انعقد العام الماضي وأسفر عن إقرار إعداد دليل عربي يستفيد من الأدلة المعتمدة من قبل الأممالمتحدة وبعض التجمعات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي. وقد تطوعت الجزائر العزيزة مشكورة بوضع الصيغة الأولية لهذا الدليل. ولا بد أن أشير كذلك الى الجهد الكبير الذي يتم منذ سنوات في نطاق المكتب العربي للإعلام الأمني لرصد المواقع الإلكترونية التي تُروِّج للإرهاب والتطرف وإبلاغ الدول الأعضاء بها. وأكد على أن البند المتعلق بتعزيز الشبكات لخدمة الأدلة الجنائية مع جهود الأمانة العامة لتدعيم استخدام الأدلة الرقمية، وسيكون هذا الموضوع محور ورشة عمل تعتزم الأمانة العامة تنظيمها بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة خلال العام الجاري، لبناء قدرات الدول العربية في هذا المجال. ولا شك أن مشروع القانون العربي الاسترشادي في مجال الأدلة الجنائية الذي يتم الآن إعداده من قبل لجنة مشتركة من خبراء مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب سيوفر إطارا تستهدي به الدول الأعضاء في تشريعاتها المتعلقة بالأدلة الجنائية بما في ذلك الأدلة الرقمية. وشدد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب على ان إيجاد آلية للتواصل بين الوحدات المعنية بمكافحة الجرائم الإلكترونية فهو إجراء في غاية الأهمية، يُمْكِن أن يتم من خلال فريق العمل العربي المعني بمواجهة الجرائم الإلكترونية الذي كلف المجلس أمانته العامة بإنشائه ليضم خبراء في المجالات الأمنية والقانونية والتقنية. وقد بدأنا التنسيق مع الجهات المعنية في جامعة الدول العربية لعقد الاجتماع الأول لهذا الفريق خلال هذا العام. ولا شك أن الوحدة المعنية بالأمن السيبراني التي سيتم إنشاؤها في نطاق الأمانة العامة والتي سنعرض هيكلها التنظيمي ومهامها على المؤتمر المقبل لقادة الشرطة والأمن العرب لإجازتها ستكون عاملا مهما في تعزيز التواصل بين الأجهزة المعنية بمواجهة الجريمة الإلكترونية في الدول العربية. وأكد دكتور محمد بن على كومان على أن كل هذه الإجراءات تندرج في إطار وعي متجذر لدى مجلس وزراء الداخلية العرب بأن التحديات الأمنية المستقبلية ستكون قبل كل شيء مرتبطة بنظم المعلومات وشبكات الإنترنت والفضاء الافتراضي. وهذا ما جعل المجلس يقرر وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الجريمة الإلكترونية ستكون محل دراسة من قبل فريق من المختصين سيجتمع بحول الله في تونس أوائل شهر سبتمبر القادم.