صعوبات الحياة وظروفها المفاجئة قادرة على خلق إنسان بطل ليس بالضرورة أن يكون بطلا فى الحرب بل أبطالا خاضوا معركة الحياة بنجاح واستطاعوا أن يواجهوا عقوباتها المريرة .. هكذا فعلت السيدة المكافحة بنت محافظة الغربية شادية سالم جادو الأم المثالية ، رسمت طريقها بالصبر والتحدي واتخذتها عنوانا لرحلتها الطويلة من أجل أن تعوض أبناءها والدهم الذى فقدوه منذ نعومة أظافره وتصل بهم لبر الأمان. شادية السيدة التى تبلغ من العمر 53عامًا تزوجت بعد أن أتمت دراستها بدبلوم تجارة وأنجبت ثلاثة أبناء، وبعد 4 سنوات من زواجها انقلبت حياتها رأسا على عقب توفى زوجها بصعق كهرباء تاركًا لها ثلاثة أبناء الأولى 4 سنوات ، والثانية عام ونصف ، والثالث 6 شهور ، ومعاش 92 جنيه فقط، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تقوم فيها بدور الأب والأم لمدة 26 عاما منذ وفاته . وبعد أن هدأ الحزن قليلا بقلبها على وفاة زوجها ورفيقها فى الحياة، بعد مرور عامين شق الحزن طريقه مجددا لتفقد والديها لتعيش وحيدة فى الدنيا بلا سند بعد أن كانوا لها خير سندا لها ولابنائها بعد وفاة زوجها . ثقل المسئولية لم ينل من عزيمتها بل زادها إصرارا على مقاومة ظروف الحياة الصعبة وبدأت تبحث عن مصادر رزق لتوفر العيش الطيب لأولادها ما اضطرها إلى أن تقوم بتربية الدواجن بالإضافة إلى عملها بمصنع ملابس ،وذلك لتغطية مصاريف أبنائها حيث كانت حريصة على توفير كافة احتياجاتهم دون أن تشعرهم بأي نقص. حرصت الأم على أن يكمل أبناؤها مسيرتهم فى التعليم وعوضها الله بنجاحهم وتفوقهم فى مراحلهم التعليمية كل عام فجميع أبنائها حصلوا على شهادات جامعية ، تخرجت الابنة الأولى وحصلت على ليسانس آداب ، والثانية بكالوريوس صيدلة وتعمل صيدلانية بالإدارة الصحية ، والابن الثالث بكالوريوس تجارة . ولم تكتف الأم فقط بتعليمهم ولكن حرصت على تزويجهم مما تسبب في أعباء جديدة وديون تراكمت على الأم مما اضطرها ببيع قطعة ارض أربعة قراريط حتى تستطيع سد الديون وتكللت جهودها بأن تزوج جميع أبنائها ، ومازالت الأم تكافح مع أبنائها حتى الآن.