أقامت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، احتفالية لإحياء الذكرى المئوية لثورة 1919 المصرية والاحتفاء بالفن الملهم لعبقري الموسيقى المصرية والعربية، سيد درويش. وتضمن الاحتفال عقد مؤتمر صحفي ومحاضرات لشخصيات بارزة وإقامة معرض فني وحفل موسيقي. وأكد الدكتور علاء الدين إدريس، الرئيس الأكاديمي المشارك للبحث والابتكار والإبداع بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أهمية هذا الاحتفال للجامعة قائلًا: "تعد ثورة 1919 علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث على المستويات السياسية والاجتماعية والفنية، وقد تمثل دور الجامعة في هذا الاحتفال في تحقيق وتوثيق الأعمال الفنية للثورة وخاصة أعمال سيد درويش، والذي كان صوت الثورة وأداة الاتصال السحرية لها، ولم تكن الجامعة لتدع هذه المناسبة تمر دون المشاركة بتقدير هذا التاريخ العظيم". ونوه إدريس إلى أن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، كمؤسسة للتعليم العالي، أكدت على قوة دور الفن والتكنولوجيا،مضيفا: "كان الفن وما له من تأثير قوى من أول المؤثرات التى أدركتها ثورة 1919. فبينما أسكتت قوى الاحتلال البريطاني الأحزاب والقادة السياسين، علا صوت الشعب بالغناء وانتشرت أناشيدهم في كل مكان، وذلك بفضل استخدام تكنولوجيا الجرامافون وانتشار الفن بالمسارح في ذلك الوقت". وأشاد إدريس بدور خريجي مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة في إنتاج فيلمين وثائقيين عن ثورة 1919 يوثقان فيهما قصة الثورة ودور الفن في المقاومة، وقد جاء انتاج هذين الفيلمين كجزء من الفصل الدراسي للإنتاج الوثائقي. وقال الدكتور وائل المحلاوي، أستاذ مشارك بقسم الفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ومدير مشروع التوثيق وحفظ أغاني ثورة 1919، في المؤتمر الصحفي: "لم تكن هناك نوتات موسيقية مكتوبة وقد تم تغيير كلمات الكثير من الأغاني من خلال مطربين مختلفين لذلك أردنا البحث عنكلمات الألحان الموسيقية الأصلية وتوثيقها في نوتات موسيقية صحيحة." وأوضح المحلاوي أن العديد من التسجيلات الأصلية لم تكن بحالة جيدة لذا عمل فريق الجامعة على البحث عن الكلمات الأصلية لأرشفتها. "قمنا بإعادة إنتاج الأغاني بواسطة تخت شرقي باستخدام أدوات موسيقية شبيهة بتلك المستخدمة آنذاك، لقد عملنا على هذا المشروع لمدة 6 أشهر، وستتوفر الأغاني المسجلة على الإنترنت على الساوند كلاود". وقام طلاب التصميم الجرافيكي بعرض تصورهم لثورة 1919 من خلال معرض يقام في قاعة هوارد في حرم الجامعة بالتحرير. وقالت الدكتورة نجلاء سمير، أستاذ مشارك ممارس بقسم الفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة: "نحن نحتفل بثورة الشعب، الثورة التي يمكن أن نقول بلا شك أنها قامت بتوحيد المصريين من جميع مناحي الحياة معًا. من المؤكد أن منظور الطلاب تجاه ثورة 1919 يختلف عن منظور السياسيين والمؤرخين." وأضافت نجلاء سمير: "لقد كانت بالفعل طريقة جيدة للاحتفال بثورة 1919 من خلال قيام الطلاب، بخلفياتهم المختلفة، بتحليل هذا الحدث بعد 100 عام لأول مرة بمنظور جديد". وقامت -خلال المؤتمر الصحفي- سمير، منظمة معرض الطلاب، بمناقشة تطور فكرة الفصل الدراسي الذي تقوم بتدريسه للطلاب من مادة عن تصميم التغليف إلى معرض: "قمنا بمراجعة 10 تصميمات للأرشيف الموسيقي من قبل الطلاب، وتم اختيار تصميم الطالبة هيلين باخوم باعتباره أفضل تصميم يصلح لإنتاج مائة نسخة محدودة من أرشيف الأغاني الذي تم تجميعه. قدم كل طالب تصميمًا للتغليف و23 عملا فنيا لألبومات الأغاني التي تم إنتاجها". وقام الطلاب باستخدام مصادر مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، ومجموعات من مقتنيات خاصة، كما قاموا بأبحاث تاريخية شاملة وزيارات ميدانية لإنتاج تصميماتهم. وأضاف سمير: "أظهر هذا المعرض رؤية معاصرة لطلاب التصميم الجرافيكي، عبر عنها بعضهم من خلال فن الملصقات ومن خلال فن القصاصات". وقام عمرو كامل، المدير المساعد بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، خلال المؤتمر الصحفي، بإلقاء الضوء على دور المكتبة في الحفاظ على تاريخ مصر، حيث قال: "نحتفظ بالنسخ القديمة لمجلة سفنكس من عام 1919، وصور لسعد زغلول، ومذكرات زوجته، ومقالات مجلة المصور عن ثورة 1919، وكلها أشياء ثمينة نحتفظ بها. يمكننا الآن مشاركة مصادرنا التي توثق ثورة 1919 دوليًا بفضل الوسائط الرقمية الجديدة التي تجعل هذه الطريقة سهلة وفعالة للتعاون بطريقة علمية". وتعد أحد الركائز الأساسية لمهمة مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة هو التوثيق والحفاظ على الوثائق التاريخية والفنية وكذلك الإنجازات الثقافية لمصر، وتقوم المكتبة بتحقيق هذه المهمة عن طريق جمع المصادر الأساسية مثل الصور القديمة، والوثائق الشخصية وأيضا التاريخ الشفوي لمصر. وأضاف كامل: "هذه الوثائق والمصادرلا تغادر أرض مصر أبدًا فهي الآن جزء من سجلاتها الدائمة، ومصدرا للبحث العلمي في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، كما نقدم أيضًا برامج رقمية تعمل على تحويل هذه الوثائق إلكترونيا ورقمنتها ومشاركتها عبر الإنترنت لتصبح متاحة لمشروعات العلوم الإنسانية الرقمية". بعد انتهاء المؤتمر الصحفي، عقدت ثلاث محاضرات تحدث فيها الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد أبو الغار، أستاذ الطب بجامعة القاهرة، وسنية شعراوي، الكاتبة وحفيدة النسوية والناشطة في حقوق المرأة، هدى شعراوي، وتناولت المحاضرات الأحداث التي أدت إلى اندلاع ثورة 1919، والدور المؤثر للمرأة خلال الثورة، والمشهد الاجتماعي والاقتصادي والقوى العامة في ذلك الوقت. كما نظمت الجامعة حفلة موسيقية في قاعة إيوارت التذكارية ضمت مجموعة من أشهر الأغاني التي تم تأليفها للثورة في أرشيف تاريخي للكلمات والألحان الموسيقية والتسجيلات ذات المؤثرات المتعددة. أحيا الحفل فرقة اسكندريلا مع الفنان حازم شاهين وكذلك فريق الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، فرقة، مع المطربة نسمة محجوب، خريجة الجامعة عام 2013، بقيادة الدكتور المحلاوي.