أزمة دبلوماسية بين إيطالياوفرنسا فجرتها تصريحات مسئولين إيطاليين دفعت باريس لاستدعاء سفيرها في روما، لتبعث رسالة إلى حليفها التاريخي بعدم التدخل في شئونها الداخلية، إلا أن وزير داخلية إيطاليا دعا نظيره الفرنسي للحوار في روما في محاولة لتهدئة الأزمة. وفقا لإذاعة "بي إف إم" الفرنسية، أُثار هجوم ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية على المسئولين الفرنسيين غضب باريس، إذ بدأ الخلاف باتهام سالفيتي لفرنسا بترسيخ الفقر في أفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا. لكن يبدو أن التصعيد الفرنسي دفع إيطاليا للتراجع، إذ أعلن سالفيني وزير الداخلية أنه بعث برسالة لنظيره الفرنسي كريستوف كاستنر، اليوم الجمعة، دعاه من خلالها لمناقشة كافة القضايا العالقة بين البلدين "الشقيقين". ويقول سالفيني في رسالته "من الناحية التاريخية تتمتع دولنا بعلاقات ثنائية قوية خاصة فيما يتعلق بالأمن والإرهاب والهجرة، هذه العلاقات يمكن ويجب تطويرها بشكل أكبر في إطار المصالح الاستراتيجية المشتركة"، وتابع قائلا "في هذا السياق، يسرني بشكل خاص دعوتكم إلى روما لإجراء مناقشات مثمرة لإحراز التقدم في هذا الملف". أبدى الوزير الإيطالي اهتمامه باقتراح التعاون بين البلدين في ملف الهجرة، إلا أن سالفيني أثار الجدل في حديثه أمام الصحافة الذي كان أقل ودا من رسالته، قائلا إنه "استدعى الوزير الفرنسي" للحوار في روما. إلا أن تصريح الوزير الإيطالي للصحفيين استلزم ردا فرنسا، حيث رد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر على نظيره قائلا " أنا لم يتم استدعائي"، موضحا أنه التقى سالفيني بالأمس في قمة أوروبية وتبادلا الحوار في عدد من القضايا منها ملف الهجرة، وتابع قائلا "الحوار بيننا ثابت .. ويجب أن يتم باحترام". أوضح الوزير الفرنسي أنه مستعد لاستقبال سالفيني، مشيرا إلى أن كافة التحركات الدبلوماسية يجب أن تتم في إطار رسمي. كانت فرنسا استدعت، الخميس، سفيرها في إيطاليا "للتشاور" بعد "تهجم لا أساس له" و"غير مسبوق" من قبل مسؤولين إيطاليين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية في بيان إن "فرنسا تتعرض منذ عدة أشهر لاتهامات متكررة وتهجم لا أساس له وتصريحات مغالية يعرفها الجميع". وأوضحت الخارجية الفرنسية في بيانها أن "هذا أمر غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فالتدخلات الأخيرة تشكل استفزازا إضافيا وغير مقبول".