اندلعت، اليوم الأحد، مظاهرات حاشدة في مدينة إسطنبول التركية وذلك احتجاجًا على اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، والذي يعتبر أحد رموز المعارضة ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان. وقالت وسائل إعلام أمريكية إن آلاف المتظاهرين تجمعوا في ساحة "بكري كوي" معلنين دعمهم للمعتقلين المضربين على الطعام الذين احتجوا على اعتقال أوجلان، واعتراضًا على سياسة أردوغان في التنكيل بالمعارضين السياسيين خاصة الأكراد، الذي يعتبره النظام التركي امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، والذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية. وأضرب حوالى 250 سجينا في أنحاء تركيا عن الطعام دعما للنائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي ليلى جوفن، التي بدأت إضرابا عن الطعام في سجنها منذ أكثر من شهرين مطالبة بتمكين أوجلان من لقاء وكلاء الدفاع عنه وأفراد من عائلته بشكل منتظم. ولا يزال "حزب الشعوب الديمقراطي" تحت رقابة السلطات التركية التي تتهمه بإقامة علاقات مع "حزب العمال الكردستاني"، في وقت يقبع فيه عدد من نواب الحزبين في السجن بينهم الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش. وأسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 في تركيا، لكنه دخل إلى سوريا عام 1980 في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي سمح له، بإقامة معسكرات تدريب لأعضائه في سهل البقاع داخل الأراضي اللبنانية أيام النفوذ السوري في لبنان. وبدأ حزب العمال الكردستاني القيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا وإيران، سعيا لإنشاء وطن قومي للأكراد. وتوارى أوجلان عن الأنظار داخل سوريا حتى عام 1998، حين اتهمت أنقرةدمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني "الإرهابي". وهددت تركياسوريا باجتياحها عسكريا إذا لم تتخل عن دعمها لأوجلان، مما أدى إلى عملية معقدة لخروجه من سوريا. وتوجه أوجلان إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي، لكنه لم ينجح في مسعاه، حتى تمكنت المخابرات التركية من اعتقاله في 15 فبراير 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، ليتم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا لمحاكمته. وصدر ضد أوجلان حكم بالإعدام، قبل أن يتحول إلى حكم السجن مدى الحياة، بعد أن ألغت أنقرة عقوبة الإعدام عام 2002.
