يعد ملف العقارات القديمة الآيلة للسقوط، الملف الأخطر على الإطلاق بين القضايا المزمنة في المدينة الساحلية، لكونه يمثل مصيدة تحصد أرواح عشرات المواطنين سنويا، وهي الأزمة التي عجز المحافظون المتتابعين عن حلها، بحجة رفض السكان إخلائها والإقامة بها على مسئوليتهم. وتشير خريطة العقارات الآيلة للسقوط إلى تركزها فى الأحياء القديمة بالمدينة الساحلية، أبرزها "أبو قير" بحى المنتزه ثان، و"بحرى والسيالة والعطارين واللبان" بحى الجمرك، و"كرموز ومينا البصل" بحى غرب، و"كليوباترا وزنانيرى" بحى شرق. ورغم عدم وجود إحصائية رسمية عن عدد العقارات القديمة بالمحافظة إلا أنه وبحسب مسئولين رسميين بها فإن عددها يزيد على 5 آلاف عقار يقترب عمرها من ال 100 عام. ومنذ بداية شتاء 2019، لا يكاد يمر يوم وآخر دون وقوع حادث او اثنين لسقوط أجزاء من عقار بالمناطق الشعبية والفقيرة مخلفا عدد من الضحايا والمصابين. وكانت آخر تلك الحوادث، ما شهدته منطقة أمبروز بنطاق حي وسط الإسكندرية، الذي شهد أنهيار لأجزاء من عقارين قديمين خلال اليوم وأمس. وكشفت احصائية رسمية عن أنه ومنذ شهر يناير الماضي شهدت الإسكندرية نحو 17 حادث انهيار وتصدع لعقارات قديمة بمناطق الجمرك ومحطة مصر وكرموز واللبان ومحرم بك وأمبروز والمنشية. من جانبها طالبت بهية عبد الفتاح، رئيس حى وسط، المواطنين شاغلى العقارات بنطاق حى وسط باتخاذ الاحتياطات الفنية والهندسية لعمل الصيانة الطارئة والدورية لأسطح العقارات، ووسائل الصرف الصحى، لصيانتها وتغيير التالف منها. وأكدت رئيس حي وسط الإسكندرية أن تحذيرها جاء كحرص من الحي على ارواح قاطني العقارات ووفقا للمادة 175 من اللائحة التنفيذية للقانون 119 لسنة 2008.