أعلن كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في أوروبا وأوراسيا ومساعد وزير الخارجية، ويس ميتشل، أمس الثلاثاء، استقالته من منصبه ليخلو منصبا جديدا بارزا في الحكومة الأمريكية. ووفقا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أرجع ميتشل سبب تقدمه باستقالته لأسباب شخصية وليس أي خلافات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو سياساته. وفي مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست، أول من أعلنت خبر استقالته، قال ميتشل إنه أنجز كل ما كان ينوي القيام به منذ أن تولى العمل قبل 15 شهر إلا أنه أراد يقضي وقت أكبر مع عائلته: "أطفالي يطالبونني أكثر من الناس بإعطائهم وقت أكبر". وتأتي هذه الخطوة وسط توترات بين القادة الأوروبيين بشأن التزام الولاياتالمتحدة إزاء منظمات مثل حلف شمال الأطلسي "ناتو" والتحالف عبر الأطلسي بشكل عام. فقد أوضحت المجلة الأمريكية أنه في ظل حكم الرئيس ترامب، تراجعت العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، حيث يتصارع الجانبان حول قضايا التجارة، واتفاق باريس بشأن المناخ، وتمويل حلف شمال الأطلسي، والاتفاق النووي الإيراني، ومبادرات ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (حتى عندما شددت حكومته العقوبات على موسكو وزادت التعاون العسكري مع حلفاء الناتو). وينضم ميتشل إلى مجموعة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية حيث فقدت كبار المسؤولين تقريبا منذ تولي دونالد ترامب السلطة قبل عامين. فقد استقال جيم ماتيس في نهاية العام الماضي من منصب وزير الدفاع بسبب الخلافات القوية مع ترامب بشأن سياسته في سوريا وتبعته استقالة بريت ماكجورك من منصب المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بسبب قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا. ويقول مارك سيماكوفسكي، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع: 'سيكون من الصعب استبدال ميتشل لأنه كان اختيارا قويا يتمتع بخلفية واسعة وخبرة عميقة في أوروبا'. وأفادت فورين بوليسي أن ميتشل قال في خطاب استقالته بتاريخ 4 يناير، وحصلت عليه السياسة الخارجية أنه فخور بالعمل الذي قام به، واستشهد بالعديد من الإنجازات التي تحققت خلال فترة ولايته ولم يشر إلى الخلافات السياسية مع ترامب أو بومبيو. وبعد فترة وجيزة من إعلان استقالة ميتشل يوم الثلاثاء، قال بومبيو في تغريدة له إن ميتشل 'قام بعمل رائع كمساعد له'. وأضاف: 'أقدر مشورته وحكمته لأنه قاد فريقنا الأوروبي في هذه الإدارة'. وقال مسؤولون آخرون ومحللون إن ميتشل برز كصقر روسي قوي خلال السنتين الأوليين المضطربتين من إدارة ترامب، عندما كان الحلفاء لديهم مخاوف عميقة من علاقة ترامب مع بوتين، وأعربوا عن قلقهم إزاء احتمال انسحابه من الناتو. وأضافت المجلة الأمريكية أن ميتشل يعد أول مساعد وزير خارجية يرشحه ترامب ويؤكده مجلس الشيوخ، فخلال السنتين الأوليين من حكم ترامب، تركت العديد من المناصب الرفيعة في وزارة الخارجية شاغرة، إما أن يرفض الرئيس ترشيح شخص لملء المنصب أو ترشيح المرشحين من قبل مجلس الشيوخ. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أن استقالة ميتشل ستصبح سارية المفعول اعتبارا من 15 فبراير، على أن تتولى اليزابيث ميلارد، التي تعمل بالوزارة، مهام منصبه بشكل مؤقت. ولكن يقول المسؤولون الحاليون والسابقون إن ميلارد كانت تعتزم التقاعد في غضون عدة أسابيع.