قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن التصوف ظُلم من أعدائه وأدعيائه. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن للتصوف أصولًا وضوابطَ كبرى هي: التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب المعاصي، والتوبة، وأداء الحقوق. وتابع: فالتصوف إنما يكون بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية، وقد نص الصوفية على أنه: لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب حتى عرف مجازاتها واستعاراتها وغير ذلك، وهو ما حكاه العارف بالله عبد الوهاب الشعراني في مقدمة كتابه الطبقات الكبرى «الطبقات ص5)، وقال كذلك: إن طريق القوم محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهب والجوهر, فيحتاج سالكها إلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون (لطائف المنن والأخلاق». وواصل: أن الصوفية نشأت في مصر على أساس من الوسطية والاعتدال، وقد صاحبها إنشاء أول خانقاه في مصر في عصر الناصر صلاح الدين الأيوبي، وانتشرت من بعدها الخانقاوات والمدارس الصوفية في ربوع مصر فعملت على إعداد المريدين والطلاب إعدادًا نفسيًا وتربويًا وأخلاقيًا لمواجهة المخاطر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي كانت تعصف بالمجتمع المسلم بين فترة وأخرى. وواصل: وتمسكًا بالمبدأ الوسطي الذي قام عليه الإسلام، كانت الصوفية في مصر بعيدة عن الغلو، وتتميز بالاعتدال وتنأى عن الشطط، فقد كانت الطرق الصوفية المصرية يجمعها طابع خاص هو العناية بالجانب العلمي والخلقي. وأكمل: لقد كانت الصوفية -وما زالت- عاملًا فاعلًا وأصيلًا في المجتمع الإسلامي في مصر، وهو ما يدعو الطرق الصوفية في كل زمان إلى الالتفاف حول أصول التصوف والتمسك بها، ولا يضيرها ظهور بعض الفئات من المتواكلين والجهلة الذين يتكسبون من وراء ادعائهم الصوفية والانتساب إليها، فطريق التصوف جلي قوي لا يحيد عن صراط الله المستقيم رغم تهجم المتهجمين واتهام المغرضين.