قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الأزهر أشعري العقيدة، مذهبي الفقه يدرس المذاهب الفقهية الأربعة، وصوفي التوجه. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن عقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، والأشاعرة هم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ. وتابع: أن المذهب الذي يُدرس في الأزهر الشريف، وهو المذهب الذي عليه جماهير أتباع الأئمة الأربعة: الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة، وكلمة الأشعرية نسبة للإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل وهو من أحفاد الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، ولد في حدود سنة 260 هجرية، ومات في حدود سنة 330 هجرية، وهناك اختلاف في تحديد مولده ووفاته. واستطرد: درس مذهب الاعتزال على الجبائي لمدة عشرين عامًا، وهو مذهب يعتمد على العقل ويقدمه على النقل وظاهر النصوص، وانطلق أبو الحسن الأشعري من فرضية أخرى وهي عدم وجود أي تناقض بين المعقول والمنقول، وهو مذهب أهل السنة السابقين عليه كالشافعي ومالك وغيرهم، ولذلك فليس هناك حاجة لتقديم المنقول على المعقول كما يفعل النصوصيون ولا لتقديم المعقول على المنقول كما يفعل المعتزلة، وبهذا يتبين أنه ليست هناك ثنائية بين المنقول وبين المعقول بل هما وجهان لعملة واحدة. وواصل: إن هذا الفكر المبني على تلك الدراسة العتيقة والمبني على التأمل والنظر، والمبني على إيجاد حلول للمشكلات الفكرية المعروضة على الساحة، قَبِله كلُّ العلماء قبولًا تامًّا حتى رأينا أن المعتزلة انتهت أو كادت أن تنتهي في القرن الرابع الهجري، وما ذلك إلا بفضل أبي الحسن الأشعري الذي بنى كلامه على الكتاب والسنة وعلى صحيح المعقول، وكان أبو الحسن الأشعري في بعض الأحيان يعرض قولين في المسألة يمكن الأخذ بأحدهما، فكل واحد من القولين يعد حلاًّ مقبولًا للمشكلة.