الفقد وحده يشعر الإنسان بمعاناة الآخرين، فما أن فقد محمد عطيه الكلب الخاص به إثر مرض أنهى حياته، اتجه على الفور في الاهتمام ب "جروب" كلاب وقطط للتبني على موقع فيسبوك " ناس بيكون نفسها تتبنى كلب ومش في مقدرتها المادية أنها تتبنى بسبب غلاء سعر الكلب". وارتفعت أسعار الكلاب بشكل مطرد بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف نتيجة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكلاب بنسبة 20% بجانب ارتفاع الأعلاف أيضًا، وفق تصريحات سابقة لمينا نسيم عضو عضو غرفة القاهرة التجارية. خصص عطية - سباك صحي مهتم بالحيوانات الأليفة - جزء من وقته في إدارة "الجروب" وعرض طلبات الأعضاء في الحصول على كلب أو قطة للتبني " عشان يسليهم ومش بيخليهم يحسوا بالوحدة"، يقول عطية الذي مر بتجربة مشابهة قبل وفاة كلبه " كنت باخد راحتي معاه، والعب واتكلم معاه، إللي مبعرفش اعمله مع واحد صاحبي كنت بعمله مع الكلب بتاعي، يكفي بس أن مكنش بينام غير لما أنا بنام". نفس الشيء يؤكده تامر سويلم، عضو بالجروب " عشق الكائنات دي ووفائهم يخليك تتبناهم"، لا يتردد تامر في أخذ قرار تبني كلبًا كلما سنحت الفرصة بذلك " فيه ناس بتفرط فيهم بعد ما يزهقوا منهم أو لظروف اضطراريه كالسفر وغيره بحاول كل ما يبقي فيه فرصه عندي اتبني واحد لانهم حيتبهدلوا بعد العيشه اللي كانوا عايشينه". هذا الشعور هو ما يسيطر على راغبي تبني الكلاب، لكن الأمر لم يعد مقتصرًا على جانب الهواية والحب فقط، "فالأسعار العالية جدًا واللي وصلت بطريقة جنونية" دفعت أحمد بهنساوي أحد أعضاء جروب إلى فكرة التبني " فكرة التبني خلتني إني اتبني أي كلب مش شرط النوع اللي أنا بحبه لأني حابب أربي كلب بجد، لأنه بصراحه أوفي بكتير من أي حاجه تانيه". ويتفق عطية المسؤول على الجروب مع ما ذكره بهنساوي، "فيه أنواع من الكلاب وصل سعرها لى 6 آلاف جنيه، ده غير إن فيه أنواع بتوصل لأسعار أكبر من كده، عشان كده بنساعد بعض في تبني كلاب أو قطط بالمجان". يبلغ عدد أعضاء "جروب" كلاب وقطط للتبني أكثر من 1000 عضو، يعرضون فيه طلباتهم لتبني الكلاب، ويتذمرون حين تحمل الأخبار مقتل كلب بسبب التعذيب، أو حين تم فقء عين كلب ضال بالشارع على يد مجموعة من الصبية، وتعذيب "جرو" صغير أمام أمه في حادث شهير تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، لتنهال عبارات المواساة والدعاء على من آذى الكلب على غرار " وصلنا لدرجة نزع الرحمة من قلوب الناس"، " حسبي الله ونعم الوكيل، أكيد اللي عمل كده مش بني آدم"، "أنا بقيت أخاف من الناس أكثر من الكلاب". وبجانب ذلك، يُعد "الجروب" عيادة بيطرية لأعضائه في الحصول على استشارة خاصة من الأعضاء ذوي الخبرة حال مرض كلب، فحين عرضت إحدى أعضاء الجروب شكوى من امتناع كلبها عن الأكل مع حدوث صوت من بطنه، أيقن أحد الأعضاء بأن الكلب تعرض لحالة تسمم ونصحها بالإسراع إلى طبيب متخصص. وعندما ترددت أنباء تصدير الكلاب والقطط إلى بلاد شرق آسيا، تفاعل أعضاء الجروب على استطلاعات الرأي التي أقامتها المواقع الإلكترونية للتعبير عن "مع أو ضد" تصدير الكلاب " لازم كلنا نتحرك ونضغط غير موافق على قرار التصدير" يقول تامر عضو بالجروب موجهًا حديثه إلى الأعضاء الذين صوتوا برفض قرار تصدر الكلاب، وبلغت نسبة التصويت 73% للرافضين مقابل 27% للمؤيدين " شوفتو نسبة لأ ارتفعت ازاي لما صوتنا" يقول تامر. للتبني شروط يجب أن يتبعها الراغب في التبني حسب مايقول عطية مسؤول الجروب " أهم شيء يراعي ربنا فيه لأن الكلب ده روح، وميبيعش الكلب"، ويشير عطية إلى إجراءت يتخذها بعض المتبرعين تجاه الراغب في التبني لمتابعة حالة الكلب " فيه ناس بتاخد صورة البطاقة، وبتفضل إن يكون المتبني قريب منهم في السكن عشان يتابعوا حالة الكلب". السفر المفاجئ قد يدفع الشخص لعرض كلبه للتبني، إضافة إلى ضيق المكان أو عدم رغبته في تربية الكلاب في هذا الوقت، حسبما يقول عطية " وفيه ناس بتخرج كلب او اثنين للتبني لما بيكون عنده زيادة في عدد الكلاب من باب انه يبعد عنه العين والحسد". ما يقوم به أعضاء جروب كلاب وقطط للتبني، أكدته أبحاث ودراسات علمية، فبحسب ما نشرته مجلة الطب النفسي الأمريكية عن دراسة قامت بها بينت أن وجود حيوان أليف بالقرب من الإنسان يساعد في التخفيف من الشعور بالتوتر، كما بينت الدراسة أن المشاركين الذين يملكون حيوانات أليفة كانوا أقل عرضة لارتفاع معدل ضربات القلب ومستويات ضغط الدم.