أعلنت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية عن إنشاء المجلس العربي للسكان والتنمية والذي سيشكل مظلة عربية على المستوى الوزاري لتنفيذ إعلان القاهرة للسكان لعام 2013 ليصبح منبرًا متفردًا في تقييم الانجازات والعقبات التي تواجهها قضايا السكان في المنطقة العربية. جاء ذلك في كلمة ألقتها السفيرة هيفاء أبو غزالة خلال مشاركتها على رأس وفد من الجامعة العربية في المؤتمر العربي الاقليمي حول السكان والتنمية الذي انطلق في بيروت اليوم الثلاثاء بمناسبة مرور خمس سنوات علي اعلان القاهرة لعام 2013 . ويأتي هذا المؤتمر في اطار التعاون بين جامعة الدول العربية وصندوق الاممالمتحدة للسكان (unfpa) واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا). وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة إن المجلس العربي للسكان والتنمية سيشكل مظلة عربية على المستوى الوزاري لتنفيذ إعلان القاهرة ونتائج مراجعات مؤتمرنا الاقليمي بالشراكة الكاملة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان والاسكوا والمنظمات الدولية الأخرى. وأوضحت أنه سيجتمع رؤساء المجالس الوطنية للسكان خلال الأشهر القادمة لتبني النظام الأساسي للمجلس والاتفاق على الخطة المستقبلية التي تراها الدول العربية ذات أولوية الفترة القادمة. وأضافت أن إنشاء هذا المجلس يعد أحد أهم الانجازات التي عملت عليها الجامعة في مجال السكان وذلك إيمانًا منا بمحورية قضايا السكان للدفع بقاطرة أجندة التنمية المستدامة داخل دولنا العربية. وتابعت قائلة : لذا نعمل سويا مع الممثلين الحكوميين والخبراء والاكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والفئات ذات الصلة منهجيين نهجًا تشاركيًا، ونتطلع خلال الفترة القادمة أن نضع سويًا الاستراتيجية العربية للسكان آخذين في الاعتبار التنوع الديمغرافي والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية. وقالت إننا نتطلع أيضًا لإنشاء المرصد العربي للسكان والذي قد يتبع المجلس العربي للسكان والتنمية ويتركز دوره في رصد التحديات التي تواجهها قضايا السكان داخل المنطقة العربية واعطاء الرأي لمتخذي القرار للمساعدة في أخذ إجراءات استباقية. وأضافت " إننا ندرك أنه على الرغم من التقدم المُحرز باتجاه تحقيق أهداف ومقاصد إعلان القاهرة في المنطقة العربية، إلا أن التنفيذ كان متفاوتا بين البلدان، في ظل التحديات المتعلقة بالفقر وتفاوت الثروة والإدماج الاجتماعي وتمكين الشباب وكبار السن ووضع النساء والفتيات وحصول جميع الأشخاص على خدمات الصحة الإنجابية والهجرة والتحضر، إلى جانب حالات الطوارئ والنزاع المسلح المعقدة والبيئة والتغير المناخي. وأكدت في هذا الإطار على جهود منظومة جامعة الدول العربية في مجملها بدءًا من اللجان المتخصصة ومرورًا بالمجالس الوزارية المتخصصة الشؤون الاجتماعية – الصحة – الشباب والرياضة وأخيرًا المجلس العربي للسكان والتنمية، كل وفق اختصاصه، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ووصولًا إلى القمة العربية، تهدف الى تحقيق أهداف أجندة 2030 وذلك من خلال إطلاق العديد من الاستراتيجيات والبرامج المتخصصة في مجالات الفقر المتعدد الأبعاد والأشخاص ذوي الاعاقة وكبار السن، والمرأة والاسرة والطفولة، فضلًا عن الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم، والموضوعات المتعلقة بالهجرة. ودعت إلى اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف التي حددها إعلان القاهرة 2013 من خلال سياسات سكانية تأخذ في الاعتبار على نحو كافٍ صحة وحقوق ورفاهية جميع الأشخاص، خاصة أولئك الأكثر استضعافًا، حتى لا نترك أحدًا خلف الركب. كما طالبت ببذل جهود أكبر لتسريع وتيرة التقدم المُحرز نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، بما في ذلك عن طريق مكافحة أوجه عدم المساواة في المشاركة في القوى العاملة والأجور والحصول على المناصب القيادية، مع تركيز خاص على ضمان الموازنة بين متطلبات الأسرة والعمل. وقالت إنه من الضروري أن نضمن صوت الدول العربية بالمحافل الدولية ، بما في ذلك عن طريق مشاركة تقرير مراجعة الخمس سنوات لإعلان القاهرة، وقراره الوزاري المصاحب، كمساهمة من المنطقة العربية في الدورة 52 للجنة السكان والتنمية، اتساقًا مع، اتساقًا مع موضوعها "المراجعة والتقييم الكاملان لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يأتي قبل شهرين من انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية 2019 التي ستعقد ببيروت والتي ستركز على طبيعة وجذور المشاكل والاتجاهات الاجتماعية الحالية بما فيها الفقر متعدد الأبعاد، وتوليد العمالة المنتجة، وتعزيز التكامل الاجتماعي والاغتراب الجماعي في العالم العربي نتيجة اللجوء مع التأكيد على المعالجة المتكاملة للمسائل الاقتصادية والاجتماعية لتأخذ في الاعتبار التحديات والتطورات وتسعى لتحقيق حياة أفضل للمواطن العربي أي العودة إلى "رفاهة الانسان". وأضافت أن هذا المؤتمر يأتي في ظل أوضاع صعبة تمر بها الكثير من دول الجامعة العربية، ويأتي في سياق دولي إقليمي حافل بالتحديات والمشاكل المتداخلة وازدياد التوتر وردود الأفعال المتسارعة تجاه الأزمات. وقالت إن الدول العربية أصبحت من أوائل دول العالم المستقبلة والمصدرة للاجئين، الأمر الذي يستنزف من موارد الدول المستقبلة للاجئين لتأمين اقامتهم وتعليم ابنائهم وتوفير العناية لهم، كما يستنزف من الطاقات أو الموارد البشرية من الدول المُصدرة للاجئين.