* مقتل 24 شخصا على الأقل في هجوم استهدف عرضا عسكريا في إيران * مسئولون إيرانيون يتوعدون بالرد قريبا ويتهمون جهات أجنبية بالوقوف خلفه * جبهة النضال العربي وداعش يعلنان مسئوليتهما عن الهجوم * بوتين أول المعزين في ضحايا الهجوم تحول عرض عسكري نظمه الحرس الثوري الإيراني في منطقة الأحواز، جنوب غربي البلاد، اليوم، السبت، إلى كارثة بعدما تعرض لهجوم مسلح من قبل مسلحين وأسفر عن وقوع قتلى ومصابين، بحسب وسائل إعلام إيرانية. وألقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كلمة قال فيها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيفشل في مواجهته مع إيران مثلما فشل صدام حسين تماما، مشيرا إلى الحرب التي دارت في الثمانينيات بين إيرانوالعراق، متعهدا بألا تتخلى طهران عن صواريخها. وبالتزامن مع كلمة روحاني، بدأت إيران إظهار قوتها البحرية في الخليج خلال عروض سنوية في العاصمة طهران وميناء بندر عباس بالخليج إحياء لذكرى نشوب الحرب الإيرانية- العراقية التي دارت فيما بين عامي 1980 و1988. وقال روحاني في كلمة بثها التليفزيون الرسمي على الهواء: "الشيء نفسه سيحدث لترامب. ستواجه أمريكا نفس مصير صدام حسين، لن تتخلى إيران عن أسلحتها الدفاعية، بما في ذلك صواريخها التي تجعل أمريكا غاضبة جدا". وقالت وسائل إعلام رسمية إن نحو 600 سفينة شاركت في المناورة البحرية في الخليج اليوم، السبت، بعد يوم من إجراء إيران تدريبات جوية فوق الممر المائي، متوعدة "برد ساحق" ينتظر أعداء البلاد. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية وقوع هجوم إرهابي خلال عرض عسكري في الأحواز جنوب غرب إيران، وذكرت كالة "فارس" الإيرانية أنه خلال العرض العسكري الذي أقيم صباح اليوم في مدينة أهواز بمناسبة بدء ذكرى الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، جرى إطلاق نار في هذا العرض العسكري. وأضافت أن عددا من الإرهابيين التكفيريين قاموا بإطلاق النار على العسكريين والناس المتواجدين في موقع العرض العسكري، ما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين وإصابة آخرين في هذا الاعتداء الإرهابي. كانت البيانات الأولية الصادرة عن المسئولين الإيرانيين تشير إلى وقوع قتلى في صفوف العسكريين المشاركين في العرض العسكري، لكن دون ذكر عددهم، ومع مرور الوقت أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن عدد القتلى 9 عسكريين، وسرعان ما ارتفع هذا العدد إلى نحو 24 قتيلا بينهم مواطنون وعسكريون ينتمون إلى الحرس الثوري. وتوالت ردود الأفعال الإيرانية موجهة أصابع الاتهام، تارة إلى تنظيم داعش، وتارة أخرى إلى أطراف خارجية إقليمية ودولية، بالوقوف وراء الهجوم، حيث قال البريجادير جنرال أبو الفضل شكارجي لوكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء "هؤلاء الإرهابيون تم تدريبهم وتنظيمهم من قبل دول أجنبية"، وأضاف "إنهم ليسوا من داعش أو جماعات أخرى تحارب النظام الإيراني لكنهم على صلة بأمريكا وجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد". ومن جهته، قال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني إن إطلاق النار على عرض عسكري بجنوب غرب إيران في هجوم أودى بحياة 24 شخصا يعد استمرارا لممارسات تنظيم داعش في العراق وسوريا ودليلا على "الذلة". ونقلت وكالة فارس عن الأميرال علي فدوي، مساعد قائد الحرس الثوري، قوله "إن هذا العمل الإرهابي لا يثبت القوة، بل يدل على الذلة ويأتي استمرارا لممارسات داعش في العراق وسوريا، حيث يقتلون الأبرياء". وتوعد مسئول كبير بالحرس الثوري الإيراني بالرد على الهجوم، وذلك وفق نبأ بثته وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء، ونقلت الوكالة عن يحيى رحيم صفوي، المسئول الكبير بالحرس الثوري، قوله: "على الأعداء ألا يتوهموا أن بوسعهم أن ينالوا العزة بهذه الفعلة المشؤومة. سيرد شعب إيران وقواتها المسلحة على هذا". من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن بلاده سترد بسرعه على الهجوم، متهما نظاما أجنبيا في الوقوف وراء الحادث. وكتب ظريف في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر معلقا على الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في الأحواز، جنوب غرب إيران، أن بلاده سترد على الهجوم بسرعة وحسم، محملا عملاء نظام أجنبي المسئولية عنه، وقال: "هاجم إرهابيون الأحواز بعد أن قام نظام أجنبي بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ودفع الأموال لهم. إيران سترد بسرعة وحسم دفاعا عن أرواح أبنائها". وقال متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسئولة عن هجوم اليوم، السبت، على عرض عسكري في مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران. وقال المتحدث يعقوب حر التستري إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، هي المسءولة عن الهجوم، فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن الهجوم. من جانبه، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدم تعازيه لنظيره الإيراني حسن روحاني بعد هجوم على عرض عسكري إيراني، قائلا إن موسكو مستعدة لتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب.