"الجارديان": المصريون يصوتون في المرحلة الثانية على دستور جعلهم في "انقسام مرير" "واشنطن بوست": إذا تم إقرار الدستور الجديد "مصر لن تهدأ" نيويورك تايمز: شعبية الإخوان انخفضت بشدة في "معاقلها" صحيفة أمريكية: الأزهر الشريف في "خطر" الجارديان قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المصريين بدأوا يدلون بأصواتهم في المرحلة الثانية والأخيرة في الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وضع البلاد في حالة انقسام مرير. وأشارت الصحيفة إلى الاشتباكات العنيفة التي اندلعت أمس، السبت، بالإسكندرية بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي وبين معارضيه من القوى الليبرالية والثورية، وقالت إنه إذا تم إقرار الدستور الجديد لن ينهي الأزمة السياسيةالمشتعلة في الشارع المصري منذ الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي يوم 22 نوفمبر الماضي. وأوضحت الصحيفة أن التصويت يجرى في 17 محافظة بها حوالي 25 مليون ناخب، وتمت تعبئة 250 ألف جندي لحفظ الأمن في الجمهورية أثناء التصويت. وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة البريطانية نتائج المرحلة الأولى من التصويت وكانت 56% مؤيدين للدستور مقابل 43% معارضين، وقالت إنه في المرحلة الثانية سيكون عدد الرافضين للدستور أقل بكثير من المرحلة الأولى لاكتساح شعبية الإخوان والتيارات الإسلامية في صعيد مصر والمحافظات الريفية. وذهبت الصحيفة إلى ذكر مخاوف الليبراليين والثوريين من الدستورالجديد بقولها إنهم يخشون من تحويل الإخوانللنظام السياسي المصري إلى نظام ديني ديكتاتوري. واشنطن بوست توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن يتم تمرير الدستور المصري الجديد وحصوله على أغلبية كبيرة مؤيدة له في المرحلة الثانية من التصويت عليه، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى اكتساح شعبية التيار الديني في المحافظات أكثر منها في القاهرةوالإسكندرية. وأشارت الصحيفة، في خضم حديثها عن الاستفتاء على مسودة الدستور المصري الجديد، إلى الاشتباكات التي اندلعت أمس، الجمعة، بمدينة الإسكندرية بين مؤيدين للدستور ورافضين له، وذكرت أن كلا الفريقين ألقى الحجارة على الآخر، في الوقت الذي حاولت فيه قوات الشرطة فض الاشتباكات بإلقاء القنابل المسيلة للدموع. واستبعدت الصحيفة الأمريكية أن "يؤدي إقرار الدستور الجديد إلى تهدأة الأوضاع في مصر، فالمصريون منقسمون ليس فقط على ما جاء به الدستور الجديد، ولكن أيضاً على أداء الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، والتي يرى التيار الليبرالي والعلماني أنهم يسعون لاحتكار السلطة وجميع السلطات الثلاثة في يدهم". في تلك الأثناء، سارع الرئيس مرسي بتعيين 90 نائباً في مجلس الشورى في الدقائق الأخيرة لأن القوانين الحالية تتيح له ذلك، أما إذا انتظر إقرار الدستور الجديد فسيكون له حق تعيين 10 نواب فقط – وفقاً للصحيفة الأمريكية-. وأوضحت الصحيفة أن "مجلس الشورى عديم الصلاحيات، لذلك لا يجد الناخبون المصريون أي حافز للمشاركة في عملية التصويت، وحتى انتخاب مجلس الشعب بعد عدة أشهر، سيخول الرئيس مرسي بعض الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى". وعلى صعيد آخر نشرت الصحيفة ذاتها تقريراً بعنوان "الأزهر في خطر"، قالت الصحيفة إن سمعة مؤسسة الأزهر الشريف، "مُهددة" بسبب بعض العناصر الإسلامية المتشددة، المتمثلة في التيار السلفي والتي تسعى إلى إقحام المؤسسة الإسلامية العريقة فيالسياسة وفقاً للدستور المصري الجديد الذي يُستفتى عليه حالياً. ومن جانبهم، قالوا قادة الأزهر الشريف إنهم لم يكونوا يريدون هذا الدور في الدستور الجديد، وإن دور الأزهر في النظر في التشريعات الدينية جاء نتيجة لضغط التيار السلفي. ونقلت الصحيفة عن الشيخ عبدالدايم النصير مستشار شيخ الأزهر وعضو اللجنة التأسيسية قوله: "السلفيون يريدون أن يكون الأزهر جزءًا من النظام السياسي، وهو الأمر الذي نعارضه كلنا، فنحن لانؤيد وضع القوانين في صيغ دينية تقول إن هذا حلال وهذا حرام". ورأى الشيخ عبدالدايم أن إصرار السلفيين على إقحام الأزهر الشريف في السياسة بسبب اعتقادهم أنهم سيسيطرون عليه قريباً وهو أمر خاطئ. وأشادت الصحيفة الأمريكية بالدور الذي كان يلعبه الأزهر الشريف باعتباره مركز الفكر الإسلامي السني المعتدل، كما ذكرت دوره الأكبر وهو التقريب بين المذاهب المختلفة وتعليم ملايين الطلبة حول العالم، واستنكرت الصحيفة الدور الجديد للأزهر في الدستور وحذرت من استخدام مؤسسة الأزهر الشريف في أغراض سياسية. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن التيار العلماني والمسيحيين في مصر قلقون من انقلاب الأزهر إلى الخطوط المتشددة وتقديم تفسيرات إسلامية أكثر تعنتاً تضيق على حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية. وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الحكوميين لدولة عربية بها ملايين المسلمين السنة ورفض ذكر اسمه، نقلت قوله "الإخوان المسلمون يريدون منذ سنوات أن يسيطروا على الأزهر الشريف، وإذا حدث ذلك سيموت الإسلام المعتدل، لذلك يمثل دور الأزهر ومستقبلة تحدي يواجه الشرق الأوسط ككل". نيويورك تايمز رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مستوى شعبية جماعة الإخوان المسلمين في أكثر المناطق تأييداً لها، أو وفق تعبير الصحيفة "قلعة الإخوان"، وهي محافظة الجيزة. اعدت التقرير مراسلة الصحيفة بالقاهرة "مي الشيخ"، والتي ذهبت واستطلعت أراء المواطنين العاديين في منطقة "الطالبية" بالهرم، ونقلت عن محمد سلامة، 24 عاماً، قوله "كنت دائماً أعطي صوتي لصالح الإخوان المسلمين، ولكن اكتشفت أن ما يفعلونه لايمت للدين بصلة". وأفادت مراسلة الصحيفة الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين فقدت شعبية كبيرة لها في الشارع المصري - وفق مؤيدين للتيار الإسلامي ومعارضين له -. وقالت مي الشيخ في تقريرها إن نتائج الجولة الأولى من التصويت على الدستورالجديد "صدمت" قادة الإخوان المسلمين، وأكدت أن حالة الانقسام الحالية بين المصريين لن تنتهي بإقرار الدستور من عدمه، مشيرة إلى الوضع المتأزم بين الإسلاميين والعلمانيين حول وضع الشريعة الإسلامية في الحياة السياسية المصرية وعلاقتها بالحقوقوالحريات. كما أرجعت مراسلة الصحيفة بالقاهرة أسباب اضمحلال شعبية الإخوان إلى عدة عوامل: السياسيات الإقتصادية المرتبكة، الاحتكار شبه التام للسلطة، استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضية للرئيس مرسي ولعمل الجمعيةالتأسيسية. وقال عماد محمد يسري، 37 عاماً، للصحيفة إن الشعب لم يعد يؤيد الإخوان المسلمين مثلما كان يفعل في السابق، لأن الناس رأت كيف يحاول الإخوان السيطرة على كل شيء.