بعد قرار المحكمة الانتخابية البرازيلية عدم السماح للرئيس الأسبق لولا دا سيلفا المشاركة في السباق الرئاسى لأسباب قضائية قرر "حزب العمال" البرازيلي ترشيح رئيس بلدية ساو باولو السابق فرناندو حداد لخوض الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل. ورغم أن فرناندو حداد صاحب الأصول اللبنانية لا يتمتع بشعبية كبيرة في البلاد، إلا أنه يعول على خبرته السياسية وصداقته مع لولا للفوز بالانتخابات، لأنه لم يقع الخيار على فرناندو حداد اعتباطا، فهو قريب جدا من الرئيس السابق لولا، وكان وزيرا للتربية من 2005 لغاية 2012، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت الصحافية في قناة "غلوبو" أندريا مابيلا "إن حداد بنى مسيرته السياسية كاملة في ظل الرئيس السابق لولا الذي قدم له الدعم السياسي اللازم للفوز بمنصب عمدة ساو باولو" في 2012. وأضافت أن هذا المرشح غير معروف كثيرا في البرازيل ولا يتمتع بشعبية كبيرة، خاصة لدى سكان الأحياء الفقيرة التي كانت متعلقة جدا بالرئيس الأسبق وتسانده بعيون مغمضة، ملقبة إياه "أبو الفقراء". وولد فرناندو حداد (55 سنة) في ساو باولو وهو ابن تاجر لبناني غادر الشرق الأوسط في عام 1947 بحثا عن فرص تجارية واقتصادية في أمريكا اللاتينية. وانخرط باكرا في "حزب العمال"، ما جعله يعرف كواليس ودروب هذا الحزب ويقترب من لولا دا سيلفا. وعمل مدرسا للعلوم السياسية في جامعة ساو باولو. يوصف فرناندو حداد بالرجل "الهادئ" الذي "لا يتسرع" في اتخاذ قراراته سواء كمسؤول في الحزب أو عندما كان وزيرا للتربية أو رئيسا لبلدية ساو باولو. وقال في إحدى اللقاءات لجريدة "البايس" الإسبانية في 2016 قال: "أنا لست قلقا. أنتظر أن يمر الوقت الكافي قبل أن أتخذ أي قرار. أنا رجل سياسي وأشارك في الحياة السياسية البرازيلية منذ سنوات الجامعة". واتهم القضاء البرازيلي الأسبوع الماضي حداد "بالفساد" عندما رشح نفسه لنيل منصب رئيس بلدية سان باولو في 2012، لكن الأخير رفض الاتهامات الموجهة له ووصفها ب"غير المبررة" منتقدا القضاء البرازيلي الذي "فتح مثل هذا الملف في وقت يعيش البلد على واقع الانتخابات الرئاسية". وأظهر استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي عدم تجاوز المرشح فرناندو حداد 9 % من الأصوات لكن السؤال المطروح الآن هل سترتفع هذه النسبة في الأيام القليلة المقبلة بعدما قرر حزب العمال ترشيحه رسميا وبعد ما أعلن لولا دا سيلفا من داخل السجن دعم ترشحه.