عقدت الفصائل الفلسطينية في غزة مؤتمرا، اليوم، الخميس، رفضا لاتفاق أوسلو عقب مرور 25 عاما عليها تحت عنوان "الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا". من جانبه، قال محمد الهندي، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن المفاوض الفلسطيني دفع الثمن كاملا، نتيجة الاتفاق ومن أجل القضايا الرئيسية لإرضاء العدو، فقد أصبح 80% من الأراضي الفلسطينية أصبح تابعا لسلطة الاحتلال، وأن ما تبقى أصبح أيضا بيد إسرائيل من خلال فرضها لسياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين. وأضاف الهندي أن المخرج الوحيد لمواجهة قضايا الشعب هي المصالحة الفلسطينية القائمة على أساس الشَّراكة، داعيا إلى إلغاء اتفاق أوسلو وانهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإعلان أن المرحلة لا تزال مرحلة تحرير وطني مع ضرورة إطلاق حوار وطني شامل يضم جميع الفصائل. وأشار إلى أن غزة أصبحت رمزا للصمود والتحدي ورفض جميع الاتفاقيات المُذِّلة للشعب الفلسطيني. وفي السياق ذاته، دعا القيادي في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة، خلال المؤتمر الوطني إلى المسارعة لبناء استراتيجية لمواجهة أوسلو والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير، داعيا لبناء مشروع وطني متكامل للتحلل من اتفاقية أوسلو. وقال إن اتفاقية أوسلو ولدت مشوهة وجرى توقيعها من وراء ظهر الشعب، ومن وقع هذا الاتفاق يتحمل نفسه المسئولية الوطنية والتاريخية. واعتبر أن اتفاقية أوسلو أخطر حلقات تصفية القضية، حيث وجد الشعب الفلسطيني نفسه في ظل أوسلو بين كماشة الاحتلال من جانب وممارسات السلطة وجهزتها الأمنية من جانب آخر. ودعا الثوابتة، لإطلاق أوسع حملة وطنية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وإلغاء اتفاق أوسلو. بدوره، قال خليل الحية، القيادي في حركة حماس، إنَّ اتفاق أوسلو هو الحصاد الكارثي الذي مزَّق وحدة الشعب الفلسطيني. وأضاف: "شعبنا الفلسطيني بقواه الحيَّة يرفض أوسلو ويُطالب السلطة أن تُعلن انتهاءها". ولفتَ إلى أنَّ المراهنةَ على ضعفِ واستسلام الشعب الفلسطيني هو خيار واهم، وأنّ مسيرات العودة برهنت الإرادة الصلبة التي يملكها الشعب الفلسطيني ومقاومته. ودعا الحيَّة إلى ضرورة حشد الطاقات في جميعِ المناطق واستخدام جميع أشكالِ وألوان المقاومة لطرد العدو. وأشار إلى أن اتفاقية أوسلو وما نتج عنها من تأجيلٍ للقضايا الأساسية من أسرى ومسرى ولاجئين هي من مهدَّت إلى صفقة القرن التي نواجهها اليوم وندفع من دمائنا في سبيل إيقافها. وأكدَّ أن الرؤية الوحيدة للخروج من جُملة المآزق التي تواجه الشعب الفلسطينية تتطلب ضرورة التسريع بالوصول إلى وحدةٍ وطنية قائمة على برنامجٍ وطني واضح يعمل على إزالة الاحتلال وإطلاق يد المقاومة في الضفة وإحياء حق العودة في المنافي والشتات وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وعزل فريق أوسلو.