اعتاد عدد من النائبات في أوروبا على اصطحاب أطفالهن الرضع إلى جلسات البرلمان، الأمر الذي تكرر في برلمانات كل من السويد وأستراليا، إلا أن الوضع أصبح مختلفا بالنسبة للبرلمان الألماني. حيث تسبب اصطحاب نائبة حزب الخضر الألماني لرضيعها في جدل كبير داخل الجلسة. تداول مستخدمو صفحات التواصل الاجتماعي صور النائبة البرلمانية الأسترالية لاريسا ووترز، وهي تقوم بإرضاع طفلها مباشرة خلال اجتماع عقد في البرلمان الأسترالي. ولم تكن ووترز الأولى، إذ سبقتها إلى ذلك عضو البرلمان الأوروبي، السويدية جيتي جوتلاند، التي اصطحبت صغيرها إلى المجلس للتصويت على أحد القرارات. تكرر نفس الأمر في ألمانيا، أمس الأربعاء، إذ اصطحبت نائبة حزب الخضر في برلمان ولاية تورينجن الألمانية، ماديلينا هينفلينج، مولودها الذي لا يبلغ من العمر سوى أسابيع قليلة إلى جلسة البرلمان في مدينة إيرفورت، عاصمة الولاية، بعد انتهاء العطلة الصيفية، وفق ما نقلته شبكة "دويتش فيله" الألمانية. لكن الأمر لم يسر كما سار في الدول الأخرى، حيث طلب رئيس البرلمان منها مغادرة القاعة. وأشار رئيس البرلمان إلى أن إدارته كانت مستعدة لحالات اصطحاب نائبات لأطفالهن إلى قاعة جلسات البرلمان، وتوصلت إلى أن ذلك ممنوع. ونقل الموقع الألماني أن رئيس البرلمان قال في تبريره لذلك إن النظام الداخلي ورئاسة البرلمان يعارضان اصطحاب الأطفال إلى داخل القاعة، الأمر الذي قوبل بوابل من صيحات الاستهجان من بقية النواب. كما تدخل نواب من حزبي الخضر واليسار، وقالت رئيسة كتلة حزب اليسار سوزانه هينيش- فيلزوف إن "هذا القرار يجعل من النائبات الأمهات نائبات من الدرجة الثانية". ووسط الاحتجاجات على قراره، اضطر رئيس البرلمان إلى قطع الجلسة لمدة نصف ساعة وطلب اجتماعا لمجلس الشيوخ ببرلمان الولاية، لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئًا، إذ تقرر بقاء النائبة الأم الشابة خارج الجلسة، إذا ما قررت اصطحاب رضيعها بحزام حمل الطفل. وتخفيفًا لسخط النواب، قال رئيس البرلمان كريستيان كاريوس، إن قراره بطلب مغادرة النائبة جاء حماية للطفل بسبب الإضاءة الساطعة والضوضاء الكثيرة في القاعة.