قال مندوب سوريا الدائم بالاممالمتحدة في رسالة إلى الامين العام للمنظمة الدولية بان جي مون ومجلس الامن إن بلاده تشعر "بقلق حقيقي" من احتمال ان تقوم بعض الدول بتزويد جماعات متطرفة بأسلحة كيماوية ثم تدعي بعد ذلك أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها. واتهم السفير بشار الجعفري الحكومة الأمريكية أيضا بدعم "ارهابيين" في سوريا والقيام بحملة تزعم أن دمشق قد تستخدم اسلحة كيماوية في الحرب الأهلية. وتقول الولاياتالمتحدة انها لا تساعد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد إلا بالمعونات الإنسانية وبعض المعدات غير المميتة لكنها تقر بأن بعض حلفائها يسلحون مقاتلي المعارضة. وتتهم حكومة الأسد السعودية وقطر وتركيا والولاياتالمتحدة وحكومات غربية اخرى بدعم المعارضين وتسليحهم وهو اتهام تنفيه تلك الحكومات. وقال الجعفري إن سوريا أكدت بشكل متكرر علنا ومن خلال القنوات الدبلوماسية إنها لن تستخدم تحت أي ظرف من الظروف أي اسلحة كيماوية قد تكون لديها لانها تدافع عن شعبها من ارهابيين تدعمهم دول معروفة جيدا على رأسها الولاياتالمتحدة. وكتب الجعفري في الرسالة المؤرخة في 8 ديسمبر لكنها لم تعلن إلا امس الاثنين أن سوريا تشعر "بقلق حقيقي" بخصوص إمكان أن تقوم بعض الدول التي تدعم الارهاب والارهابيين بتزويد الجماعات الارهابية المسلحة بأسلحة كيماوية ثم تدعي ان الحكومة السورية هي التي استخدمتها. وتقول دمشق ان بواعث القلق التي تعبر عنها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية بخصوص احتمال لجوء قوات الأسد لاستخدام الأسلحة الكيماوية قد تستخدم ذريعة للتحضير لتدخل عسكري. ويقول خبراء عسكريون غربيون إن سوريا لديها أربعة مواقع يشتبه في انها خاصة بالأسلحة الكيماوية وإن بإمكانها انتاج مواد تستخدم في الأسلحة الكيماوية مثل غاز الخردل والسارين وربما أيضا غاز الأعصاب (في إكس). وقال الجعفري في رسالته إن دولا مثل الولاياتالمتحدة التي استخدمت أسلحة كيماوية وأسلحة مماثلة ليست أهلا للقيام بهذه الحملة خصوصا انها في عام 2003 استخدمت ذريعة امتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل لتبرير غزوها واحتلالها له. وأضاف أن سوريا قالت مرات لا تحصى منذ أثيرت المسألة إنها لن تستخدم اي اسلحة كيماوية قد تكون بحوزتها ضد شعبها تحت أي ظرف من الظروف. وتابع أن الحكومة السورية تحذر من ان الجماعات الارهابية قد تستخدم تلك الأسلحة ضد الشعب السوري. وقال متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان بان عبر يوم الأحد عن قلقه من تصاعد العنف في سوريا بما في ذلك أنباء تعرض علويين للقتل الجماعي ومزاعم اطلاق صواريخ طويلة المدى في الاراضي السورية. وتحدث بان إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الاثنين للتعبير عن قلقه بوجه خاص بشأن التقارير التي أفادت بقصف مقاتلات سورية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق يوم الاحد ومقتل ما لا يقل عن 25 شخصا. وذكر التلفزيون السوري يوم الاثنين ان المعلم أبلغ الامين العام للامم المتحدة انه يجب "أن يحرص الاخوة الفلسطينيون على عدم ايواء أو مساعدة هذه المجموعات الارهابية الدخيلة" على مخيم اليرموك. ومجلس الامن الدولي المؤلف من 15 عضوا غير قادر على اتخاذ اجراء ذي مغزى نحو انهاء الصراع في سوريا. وترفض روسيا والصين -اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في المجلس- إدانة الاسد او دعم عقوبات ضد حكومته. وقدمت فاليري أموس منسقة الشؤون الانسانية بالاممالمتحدة تقريرا الي مجلس الامن يوم الاثنين عن زيارة قامت بها الي دمشق يوم السبت. وأبلغت الصحفيين انها طلبت من الحكومة السورية السماح على وجه السرعة باستيراد الوقود للعمليات الانسانية والسماح لعشر منظمات للاغاثة بالدخول الي سوريا. وقالت اموس "سمعت اصوات القصف طوال اليوم عندما كنت في دمشق يوم السبت ولهذا فان من الواضح ان الوضع الامني يبقى مضطربا" مضيفة ان عدد اللاجئين السوريين وصل الي 500 ألف.